اخبار الإمارات

بعد تمرد تكساس على واشنطن.. أزمة المهاجرين تحاصر “الحلم الأمريكي”

ت + ت الحجم الطبيعي

تشهد الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، تدفق موجات من المهاجرين الذين تراودهم نسمات “الحلم الأمريكي” من وراء الحدود المكسيكية، وأدى تدفقهم إلى تصاعد التوترات بين الحكومات المحلية للولايات الجنوبية، التي ضاقت بهم، والحكومة الفيدرالية في واشنطن، بسبب إجهاد موارد الولايات والاتحاد الفيدرالي نفسه. 

تنحدر الغالبية العظمى من المهاجرين من أمريكا الوسطى، لكن هناك أيضاً أعداد كبيرة من مهاجرين قادمين من بلدان بعيدة مثل تركيا والهند وبلدان إفريقيا. 

وفي محاولة منها لكبح أمواج المهاجرين، اتخذت ولاية تكساس تدابير لمنع الهجرة الوافدة، منها رفض تنفيذ أمر المحكمة العليا بإزالة  حواجز الأسلاك الشائكة، ما أدى إلى تصعيد التوترات مع الحكومة الاتحادية. 

وقال حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، إن ولايته مستعدة لمواجهة حدث غير محتمل يتمثل في إضفاء الرئيس الأمريكي جو بايدن الطابع الفيدرالي على الحرس الوطني، لتنفيذ قرار المحكمة العليا بإزالة الأسلاك الشائكة على الحدود مع المكسيك.

وكان أبوت قد أعلن عن سياسات أخرى تتضمن نقل المهاجرين غير النظاميين إلى مدن وولايات شمالية يسيطر عليها الديمقراطيون. وقد تم نقل أكثر من 7 آلاف مهاجر بالحافلات من تكساس وأريزونا إلى مدن شمالية منذ أبريل الماضي.

صلاحيات 

ويمكن للولايات أن تعترض على الحكومة الاتحادية بناءً على مبدأ حقوق الولايات، وهي الحقوق والصلاحيات التي تقع على عاتق الولايات بدلاً من الحكومة الاتحادية وفقاً للدستور. وقد كان هذا واضحاً في النزاع المستمر بين تكساس والحكومة الاتحادية بشأن سياسات الهجرة.

وتعد الهجرة أحد الخلافات البارزة بين حزبي الولايات المتحدة الرئيسيين؛ الجمهوريين والديموقراطيين.

وكان الرئيس الديمقراطي جو بايدن قدم مشروع قانون لإصلاح نظام الهجرة، يهدف إلى توفير طريق لمنح فرصة المواطنة لنحو 11 مليون شخص في وضع غير قانوني. 

يواجه هذا المشروع مقاومة شديدة من الجمهوريين، الذين يعتبرون المشروع مكافأة لمخالفي القانون وتشجيعاً على الهجرة غير الشرعية.

من جانبه، اتخذ الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، خلال فترة رئاسته، موقفاً صارماً ضد الهجرة، ومازال يستثمر في هذه القضية التي تلقى رواجاً في قاعدته الانتخابية.

ويعكس هذا الصراع حول الهجرة الاختلافات العميقة بين الجمهوريين والديموقراطيين حول كيفية إدارة الهجرة وتأمين الحدود، وهو موضوع من المتوقع أن يلعب دوراً كبيراً في الانتخابات المقبلة.

لحظة تاريخية

يراقب العالم ذلك التراشق بين الحكومات المحلية للولايات والحكومة الاتحادية، في محاولة لاصطياد لحظة تاريخية ليس لانهيار الدولة الأقوى على مستوى العالم، لكن على الأقل لإضعافها واشغالها بنفسها، عبر فوضى حرب أهلية أو انفراط عقدها بنجاح دعوات للاستقلال بدأت تروج في بعض الولايات، خصوصاً تلك التي ترى أنها مثقلة بأعباء ليس عليها تحملها. 

تبدو احتمالية أن تشتعل حرب أهلية تؤدي إلى تفتت الاتحاد الفيدرالي ضئيلة جداً، كما أن الدعوات للاستقلال لا تلقى القبول الكافي، وهي ليست جديدة، فالولايات المتحدة تقوم على نظام اتحادي قوي ومؤسسات ديمقراطية أبقت الاتحاد متماسكاً في خضم الكثير من التحديات.

الجدير ذكره هنا أن الحرب الوحيدة في تاريخ الولايات المتحدة وقعت بين عامي 1861 و1865، وكانت بشكل رئيسي بسبب قضية العبودية. ومنذ ذلك الحين، لم تشهد البلاد أي حرب أهلية.

اقتصادات كبيرة

تقود تكساس التي تعد ثاني أكبر الولايات في الولايات المتحدة من حيث المساحة والسكان، ما يمكن تسميته معارضة للحكومة الاتحادية.

وتملك تكساس التي كانت جمهورية مستقلة لنحو 10 سنوات، حظيت خلالها باعتراف الولايات المتحدة نفسها، ودول أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا، اقتصاداً قوياً ومتنوعاً، يشمل قطاعات مثل الطيران والنفط وتكنولوجيا المعلومات.

كما أبدت ولاية كاليفورنيا دعمها لتوجهات تكساس في مجابهة الحكومة الاتحادية والوقوف أمام موجات المهاجرين التي تثقل كاهل الحكومات المحلية.

وكاليفورنيا هي أكبر اقتصاد في الولايات المتحدة، وتحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم، ويعتمد اقتصادها على صناعات مثل التكنولوجيا والصحة، ويمثل البحث والتطوير 17% من إجمالي النشاط الاقتصادي للولاية.
كما تضم نحو ثلث سكان الولايات المتحدة، أي ما يعادل 40 مليون نسمة.


تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى