اخبار

محلل عسكري إسرائيلي: إسرائيل تواجه ورطة إستراتيجية ونتنياهو لا يقدم صورة لمخاطرها

كررت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الأحد، الاتهامات لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأنه يعمل من أجل منع إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة ووقف إطلاق نار من خلال مفاوضات يتوقع أن تنطلق في قطر غدا، الإثنين.

​وأشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أن “إسرائيل تواجه حاليا ورطة إستراتيجية مميزة، في غزة وكذلك في لبنان. وتتفاقم هذه الورطة بسبب زعيم جلّ اهتمامه ببقائه الشخصي والإفلات من القانون. فنتنياهو لا يقدم للجمهور في إسرائيل صورة حول خطورة الوضع الأمني والسياسي، وإنما ينثر أساطير حول نجاحات وإنجازات، إلى جانب أمل كاذب حول انتصار مطلق”.

وأضاف أن نتنياهو يميل إلى المصادقة على توجه وفد برئاسة رئيس الموساد، دافيد برنياع، إلى المفاوضات في قطر. لكن هرئيل، والصحف الإسرائيلية الأخرى، لفت إلى أن التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي في المفاوضات ليس واضحا. ففي جولات مفاوضات سابقة في القاهرة، أوعز نتنياهو للوفد بالاستماع للمقترحات التي تقدم فقط وليس التفاوض عليها.

وتابع أن “مفتاح التقدم من جانب إسرائيل، متعلق بقرار نتنياهو منح المفاوضين حيّز مناورة يسمح بالتوصل إلى صفقة خلال فترة قصيرة، وفي شهر رمضان. وبعد أكثر من 160 يوما على بدء الحرب، لم يتبق وقتا للخدع، ومن أجل تحرير مخطوفين يتعين على إسرائيل أن تلين. وسيحين الوقت لمواصلة إغلاق الحساب مع حماس لاحقا”.

وفيما أحد الادعاءات الإسرائيلية لرفض مقترح حماس، الذي قدمته الحركة نهاية الأسبوع الماضي، هو عدد الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم مقابل الرهائن، أشار هرئيل إلى أن نتنياهو نفسه كرئيس حكومة، في العام 2011، حرر 1027 أسيرا، نصفهم من ذوي الأحكام المؤبدة، مقابل جندي واحد، هو غلعاد شاليط.

وأضاف هرئيل أن “النصر المطلق” الذي يكرر نتنياهو التعهد به “ليس بمتناول اليد، وثمة شك إذا كان بإمكان أحد رسمه، ومن الصعب توقع تحولا مفاجئا في موقف رئيس الحكومة ويقود إلى تحسن الوضع”.

واعتبر أن “المخرج من الورطة الآن متعلق بالأساس بإدارة بايدن، التي أزالت في الأسابيع الأخيرة القفازات في تعاملها مع نتنياهو. وليس واضحا إذا كانت الإدارة ستنجح بفرض وقف إطلاق نار وصفقة تبادل أسرى عليه. لكن بهذا المفهوم، فإن هجوم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، (الذي دعا لانتخابات إسرائيلية للإطاحة بنتنياهو) كان بمثابة بشرى جيدة”.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أيضا إلى انتقادات وجهها أعضاء في كابينيت الحرب إلى نتنياهو بأنه “يماطل” بما يتعلق بصلاحيات الإسرائيلي المفاوض، وتأخير اجتماع كابينيت الحرب من مساء أمس إلى مساء اليوم.

ودفع هذا التأخير وزير الأمن، يولآف غالانت، إلى إجراء مداولات منفصلة، أمس، بمشاركة ضباط كبار في الجيش ومسؤولين في الموساد والشاباك ومندوبين في المفاوضات، حول “جهود إعادة المخطوفين”.

وأفادت الصحيفة بأن نتنياهو رفض، أمس، التحدث مع عضوي كابينيت الحرب، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، حول الاتصالات بشأن الصفقة.

وأضافت أن نتنياهو أبلغ أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت الموسع) بأنه يعتزم تعيين منسق يركز قضية المساعدات الإنسانية لغزة. “وهذا تعبير عن عدم ثقة من جانب نتنياهو بجهاز الأمن، الذي بنظره فشل في العناية بالمساعدات الإنسانية”.

وتابعت الصحيفة أن نتنياهو قرر عقد اجتماع لكابينيت الحرب مساء اليوم، ويليه اجتماع آخر للكابينيت السياسي – الأمني الموسع. وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، إلى أن نتنياهو يحاول تحييد كابينيت الحرب ومنح أهمية أكبر للكابينيت الموسع، الذي في عضويته حلفائه المركزيين من أحزاب اليمين المتطرف والحريديين، لإقرار مسألة صلاحيات وفد المفاوضات برئاسة برنياع.

ووفقا للصحيفة، فإن مسؤولين ضالعين في المفاوضات نقلوا رسالة إلى نتنياهو مفادها أن ثمة أهمية لتوجه المفاوض إلى قطر بأسرع ما يمكن، وأنه “بالرغم من رد حماس فإنه يوجد أساس للمفاوضات”.

وقال المسؤولون أنفسهم أنه “لا يمكن أن يصادق الكابينيت الموسع على مفاتيح المفاوضات وعلى أي خطوة في هذه المحادثات، وإلا ما هي أهمية كابينيت الحرب”. وأضافت الصحيفة أن “جميع أعضاء كابينيت الحرب اعتقدوا أنه يجب التقدم نحو مفاوضات مباشرة في قطر، وأن ثمة حاجة لإيفاد فورا إلى قطر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى