اخبار الإمارات

برلماني بريطاني يستقيل من «المحافظين» احتجاجاً على تدهور الخدمات الصحية

قدم البرلماني ووزير الصحة السابق، دان بورتر، استقالته من حزب المحافظين وقدم طلباً للانضمام إلى حزب العمال. وعن مبرراته قال بورتر: «إضافة إلى عملي في خدمة منطقة ناخبيه كعضو في البرلمان، وخلال إضراب الأطباء المبتدئين، أمضيت نحو 20 مناوبة ليلية، العام الماضي، وأنا أعمل كطبيب للأمراض النفسية في قسم الحوادث والإسعاف التابع لأحد المشافي، والمعروف عنه اكتظاظه الدائم بالمرضى، لقد كانت تجربة غيرت حياتي. وجعلني العمل في الخطوط الأمامية في الرعاية الصحية أعيش حالة شديدة من التوتر في حينه، كبرلماني يكافح من أجل الاهتمام بزملائه في وزارة الصحة، ومرضاه والمنطقة التي قامت بانتخابه».

الانتظار أياماً وليس ساعات

وأضاف «طوال الساعات، كنت أنا وزملائي من الأطباء نعتني بالعديد من المرضى، الذين كانوا يعانون أمراضاً نفسية خطرة، والذين توجب عليهم الانتظار بصورة روتينية أياماً عدة وليس ساعات، في غرفة بلا نوافذ في قسم الحوادث والإسعاف في المستشفى من أجل الحصول على سرير للرعاية النفسية».

وتابع بورتر «عندما توافرت الأسّرة، كانوا قد ذهبوا إلى مستشفيات أخرى تقدم الرعاية النفسية، لكنها تبعد مئات الأميال عن منازلهم، وعن الدعم المعنوي من أصدقائهم وعائلاتهم. وشاهدت أعداداً لا تحصى من الناس يواجهون خطر الانتحار، وآخرين في حالة أزمة تشخيص مزدوج، نتيجة اعتمادهم على الكحول أو الأدوية، إضافة إلى العديد من المدمنين على الكحول والمخدرات، وكذلك المصابين بمرض نفسي حاد». وأردف «أدت الفوضى التي تشوب المجتمع المجزأ لخدمات رعاية الإدمان اليوم، إلى زيادة الضغط على الخدمة المنهكة فعلاً. ولا يقتصر العبء النفسي الناجم عن الخدمة الممتدة على مقربة من نقطة الانهيار على المرضى وأسرهم، كما أنه يثقل كاهل زملائي في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، الذين أصبحوا عاجزين عن تقديم الرعاية الصحيحة في نظام لم يعد وببساطة يعمل من أجل المرضى».

انتخابات عامة

وقال بورتر «هذا ما جعلني اليوم أقدم استقالتي من حزب المحافظين، للتركيز على عملي كطبيب، وأدعم وزير الصحة في حكومة الظل ويس سترتنغ، من حزب العمال الذي يترأسه كير ستارمر، وأدعم حزب العمال بصورة عامة، قبل وبعد الانتخابات العامة.

وسأواصل خدمة منطقتي الانتخابية قدر استطاعتي، حتى الفترة الانتخابية المقبلة، التي أعتقد أنه ينبغي على رئيس الحكومة ريشي سوناك أن يدعو إليها في أقرب وقت ممكن. وبعد 14 عاماً من عملي عضواً في البرلمان، بما فيها فترة كوزير للصحة، سأرشح نفسي للبرلمان من جديد».

وأضاف «أستطيع أن أتذكر جيداً عندما كنت مؤهلاً للمرة الأولى كطبيب، وبدأت العمل في وزارة الصحة عام 2006. وفي ذلك الوقت تطورت وزارة الصحة بصورة جذرية، وتحسنت، في ظل حكومات العمال بقيادة توني بلير وغوردن براون، بعد إهمال حزب المحافظين لهذه الوزارة على مدى سنوات عدة، وانخفاض استثماراتهم فيها».

خدمة صحية يائسة

وواصل قائلاً: «أشعر بالفخر لكوني لا أزال أعمل طبيباً إلى جانب الخدمة بقوة في الخدمات الصحية كعضو في البرلمان عن وسط سوفولك وشمال إبسويتش. ولكن، وكما كان الحال في تسعينات القرن الماضي، ما نراه أنا وزملائي في مجال الرعاية الصحية على الخطوط الأمامية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية اليوم هو خدمة صحية تكافح يائسةً لتقديم الرعاية التي يستحقها مرضانا. وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن العلاج لهذا الوضع هو أن يصل إلى الحكم حكومة عمالية».

وأضاف «لطالما سجلت الخدمات الصحية قوائم انتظار طويلة، وهناك نحو 7.5 ملايين بريطاني على قوائم الانتظار ينتظرون دورهم للحصول على العلاج، ونحو 250 ألف شخص ينتظرون نحو عام من أجل الحصول على دور كي يتم إجراء عملية جراحية لهم، كما أن نحو ثلث مرضى السرطان ينتظرون نحو شهرين لبدء علاجهم بعد إحالة عاجلة، ويوجد في المملكة المتحدة أحد أسوأ معدلات البقاء على قيد الحياة من السرطان في العالم المتقدم. وينتظر بقسم الحوادث والطوارئ الرئيس 44% من المرضى أكثر من أربع ساعات للحصول على الرعاية، كما ينتظر 235 ألفاً و835 شخصاً سنوياً أكثر من شهر للحصول على علاج الصحة النفسية».

وضع أفضل

وقال بورتر «لكني أريد وضعاً أفضل من ذلك للمرضى، وباعتباري استشارياً في الأمراض النفسية، أشعر بالقلق العميق بشأن فشل الحكومة في إجراء إصلاحات جذرية لقانون الصحة النفسية ولقانون الصحة النفسية لعام 1983.

وأشعر بالفزع بصورة خاصة نتيجة الفشل في معالجة التباين في استخدام قوانين الصحة النفسية ولإصلاح قانون الصحة النفسية المتعلق برعاية الأشخاص الذين يعانون صعوبات في التعلم، وكذلك المصابين بالتوحد. وتم تفريغ الخدمات المجتمعية، ما جعل النظام غير مجهز بشكل جيد لمنع حالات القبول في الأزمات، وتقديم الرعاية التحويلية في المجتمع التي يحتاجها مرضى الصحة النفسية».

وأشار إلى أنه خلال العامين الماضيين، وضعت الحكومة في الغالب دائماً سياسة أجور القطاع العام كأولوية أهم من قضية إنهاء الإضراب في الخدمات الصحية. ولقد تم تغليب أهمية الأيديولوجية السياسية على البراغماتية، وعلى تلبية احتياجات المرضى، الذين هم الخاسرون الحقيقيون من الإضرابات، متابعاً «كان هناك فشل في معالجة المخاوف المتعلقة بالأجور التي طال أمدها لموظفي هيئة الخدمات الصحية، وزملائي في التمريض على وجه الخصوص، في وقت باتت فيه تكاليف المعيشة تؤرق جزءاً كبيراً من المجتمع البريطاني، إضافة إلى زيادة تحديات تعيين الموظفين والاحتفاظ بهم».

حزب العمال

وأوضح بورتر «أعتقد أيضاً، أنه بفضل كير ستارمر فقد تغير حزب العمال بصورة جذرية. فقد أصبح حزب العمال في عام 2019، المرفوض من الشعب البريطاني، في طي التاريخ. وبقيادة ستارمر فهم الحزب أن تقديم خدمات قوية للشعب، خصوصاً تقديم الرعاية الصحية، يجب أن يتم على أساس متين لاقتصاد قوي. وأصبح حزب العمال الآن حزباً جدياً في الحكومة، وهو الآن يستطيع أن يحظى بثقتي، وكذلك ثقة الشعب البريطاني.

وأعتقد أنه يجب عليّ الآن كطبيب ممارس ملتزم بقوة بالخدمات الصحية، أن أضع كل ثقلي في حزب العمال لتصميمه على ضمان أن يكون لنا من جديد رعاية صحية نفخر بها، والتي تسد حاجة جميع المرضى على أحسن وجه».

وتابع «من الواضح تماماً بالنسبة لي أن حزب العمال لوحده يمتلك الإرادة والثقة لترميم وإصلاح الخدمات الصحية، ولهذا نحن بحاجة إلى حكومة لحزب العمال، ولهذا أعتقد أنه يجب على كير ستارمر أن يقود هذه الحكمة كرئيس للحكومة المقبلة». عن «الغارديان»

. العديد من المرضى كانوا يعانون أمراضاً نفسية خطرة، وتوجب عليهم الانتظار بصورة روتينية أياماً عدة وليس ساعات، في غرفة بلا نوافذ في قسم الحوادث والإسعاف.

. يجب عليّ الآن كطبيب ممارس ملتزم بقوة بالخدمات الصحية، أن أضع كل ثقلي في حزب العمال لتصميمه على ضمان أن يكون لنا من جديد رعاية صحية نفخر بها.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى