اخبار السعودية

نزاع «الأصل» يضطرم

هل سيأتي يوم يسدل فيه الستار على الجدل الحاد الدائر في شأن أصل فايروس كورونا الجديد؟ سؤال تراوح محاولات الإجابة بين النفي والترجيح؛ إذ إنه من الواضح أن القضية تم تسييسها بالكامل. وأضحت رهناً للتوتر المتفاقم بين الولايات المتحدة والصين. وزادها تأجيجاً الارتياب الأمريكي في اصطفاف صيني مع روسيا، بعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، وما رافق ذلك من اتهامات أمريكية للصين بتزويد موسكو بالأسلحة. وفي أحدث تطورات «أغلوطة» أصل فايروس كورونا الجديد، الذي يسبب وباء كوفيد19، تقرير أطلقه علماء غربيون ليل (الإثنين)، يكشف أن علماء صينيين أخذوا مسحة من عربة لنقل الحيوانات إلى سوق ووهان للحيوانات الحية، في 12 يناير 2020، وجاءت نتيجة فحص المسحة لتؤكد وجود الفايروس على تلك العربة. وقام العلماء الصينيون بنشر نتيجة الفحص في قاعدة بيانات «جيسايد» العالمية المتخصصة في نشر التركيب الوراثي لسلالات الفايروس، لكن المعلومات تم مسحها من الموقع بعد سنة فحسب من نشرها. وقررت إدارة قاعدة بيانات «جيسايد» منع العلماء الغربيين من الوصول إلى البيانات، بدعوى أنهم انتهكوا قواعد استخدام البيانات! وأشار تقرير العلماء إلى أنه علاوة على المادة الوراثية للفايروس، فإن مسحة عربة سوق ووهان للحيوانات تضمنت أكثر من 4500 من بقايا المادة الوراثية لكلاب الراكون. بيد أنها لا تشتمل على أي بيانات تتعلق بمادة وراثية بشرية. وعلى رغم وجود بقايا وراثية لحيوانات في المكان نفسه، إلى جانب المادة الوراثية للفايروس، فإن ذلك لا يعني أن تلك الحيوانات نفسها كانت مصابة بالفايروس. لكن العلماء يقولون إن هيمنة المادة الوراثية لحيوانات، خصوصاً كلاب الراكون، يدل على أنه كانت هناك حيوانات معروف عنها قدرتها على إفشاء عدوى فايروس كورونا الجديد كانت تقوم فعلياً بذلك في سوق ووهان للحيوانات الحية في نهاية سنة 2019. وخلص العلماء إلى أن ذلك السيناريو يتسق مع فرضية انتقال الفايروس من حيوانات السوق إلى الإنسان، ليندلع بذلك وباء كوفيد19، ويعم أرجاء المعمورة. وأشار تقرير العلماء الصادر ليل (الإثنين) الماضي إلى أن بيانات المسحة الصينية التي تم سحبها من قاعدة بيانات «جيسايد» يعزز الأدلة التي تشير بأصبع الاتهام إلى سوق ووهان للحيوانات الحية، باعتبارها النقطة التي انطلق منها تفشي الفايروس. وكتب التقرير علماء منهم الأستاذ بجامعة أريزونا مايكل وروبي، والباحث في معهد سكريبس للأبحاث كريستيان أندرسن، والأستاذة بجامعة السوربون في فرنسا فلورنس ديباريه. وكانت منظمة الصحة العالمية قالت الأسبوع الماضي إن الأدلة المستمدة من مسحة عربة سوق ووهان للحيوانات الحية ليست حاسمة؛ لكنها تمثل مدخلاً جديداً إلى التحقيق في أصل الفايروس. وتمسكت المنظمة بأن جميع الفرضيات المتعلقة بأصل كوفيد19 تظل على الطاولة، بما في ذلك الزعم بأن الفايروس تسرب من مختبر معهد ووهان للفايروسات، نتيجة حادثة قد تكون غير مقصودة. غير أن الأدلة ترجح بحسب المنظمة الأممية أن يكون الفايروس قفز من حيوان إلى الإنسان، ويُرجّح أن ذلك الحيوان هو خفاش. ونفت الصين مراراً وتكراراً تلك الاتهامات. ويشير تقرير العلماء العالميين إلى أن تلك المسحة الصينية من سوق ووهان للحيوانات الحية قد تفك كثيراً من ألغاز أصل الفايروس، خصوصاً من أين جاء ذلك الفايروس الذي أكد فحص المسحة وجود مادته الوراثية. ومن ذلك أن الفحص يدل على أن تلك المادة الوراثية للفايروس جاءت من المجرى التنفسي الأعلى لحيوان الراكون، لكنها لا تجيب عن سؤال مهم آخر: كيف انتقل الفايروس من الحيوان إلى الإنسان إذا كان ذلك الحيوان مصاباً فعلياً بالفايروس؟ ويرى فريق العلماء في تقريره الحديث أنه كان ينبغي إجراء مزيد من مسحات الفحوص على الحيوانات في سوق ووهان، غير أن ذلك مستحيل، لأن السلطات الصينية بادرت فور اندلاع الوباء إلى إزالة الحيوانات من سوق ووهان، التي تم تعقيمها كلياً. وقدم العلماء المشار إليهم خلاصة بحثهم في هذا الشأن إلى منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي. ولامت المنظمة الأسبوع الماضي الصين على إخفائها معلومات مهمة بهذه الدرجة من الأهمية. وتوجد قاعدة بيانات «جيسايد» في ميونيخ بألمانيا. وهي مسجلة باعتبارها منظمة غير ربحية. وأنحى عليها العلماء المذكورون باللائمة على سماحها لعلماء المركز الصني للحد من الأمراض ومكافحتها بإزالة بيانات المسحة الفحصية المذكورة. وردت «جيسايد» (الثلاثاء) بوقف كلمات المرور الخاصة بالعلماء المشار إليهم، مدعية أنهم خالفوا ضوابط اشتراكهم، بقفزهم إلى خلاصة بحثهم من دون انتظار رد السلطات العلمية الصينية. ووصف مؤلف التقرير الأخير عالم التطور الحيوي بجامعة أريزونا مايكل وروبي ادعاءات «جيسايد» بأنها لا أساس لها من الصحة. ودافع أحد معدّي التقرير، وهو عالم التطور الحيوي بجامعة كاليفورنيا سان ديياغو جول ويرتهايم، عن التقرير، مؤكداً أن ما توصل إليه التقرير هو أفضل خلاصة في ظل عدم وجود حيوان أمام العلماء الذين أعهدوا التقرير. ووصف أحد معدي التقرير عالم الفايروسات في معهد سكريبس للأبحاث بكاليفورنيا الدكتور كريستيان أندرسن المسحة الفحصية الصينية بأنها أول دليل قوي على أن الحيوانات الأخرى قابلة لنقل فايروس كورونا الجديد. وقال إن سوق ووهان للحيوانات الحية تكاد تكون «حديقة ديزني» لنقل الفايروسات من الحيوانات إلى البشر.

جولة «عكاظ» في أسواق الصناعات الدوائية

• طلبت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية من مجموعة روش الدوائية السويسرية التعاون مع شركة إيلي ليللي الدوائية الأمريكية لإنجاح فحص لمرض ألزهايمر، من خلال فحص للدم. وقالت الهيئة إن التجربة السريرية على الفحص الجديد ستسغرق سنتين، وتشمل مئات المتطوعين. ويأتي هذا التطور فيما تتأهب شركات إيلي ليللي، وإيساي اليابانية، وبيوجن الأمريكية لبيع أدوية تستهدف إبطاء تقدم هذا المرض الذي يسلب الإنسان عقله كلياً. ويفترض أن يكتشف الفحص المنشود بقايا بروتين بيتا أملويد الذي يتراكم في دماغ المصاب بألزهايمر. وتأمل روش أن يوفر الفحص نتائج مخبرية سريعة، بدلاً من قيام المختبرات بعمل «خزعة» لسحب سوائل من العمود الفقري، وإخضاع المريض لفحوص إشعاعية يمكن أن تظهر وجود ذلك البروتين السام.

• أعلنت مجموعة سي اس بي سي فارماسوتيكال الصينية (الأربعاء) أن السلطات الصينية وافقت على أول لقاح صيني ضد كوفيد19 يستخدم تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA. وكانت الصين رفضت استخدام لقاحَي mRNA الأمريكيين اللذين تنتجهما شركتا موديرنا وفايزر. وذكرت المجموعة الدوائية الصينية أن تجارب اللقاح الصيني أكدت أن المضاعفات الجانبية للقاح ضئيلة جداً، خصوصاً لدى المسنين مقارنة بالشباب. وأضافت أن لقاحها المسمى SYS6006 يستهدف المتحورات الرئيسية المتحدرة من سلالة أوميكرون. وزادت أن الجرعة التنشيطية من هذا اللقاح أظهرت قدرة جيدة على تحييد متحورات BA.5، وBF.7، وBQ.1.1، وXBB.1.5، وCH.1.1. وأوضحت أن تجارب خضع لها 4 آلاف متطوع خلال الفترة من 10 ديسمبر 2022 إلى 18 يناير 2023 أظهرت فعالية الجرعة التنشيطية للقاح الصيني بنسبة 85.3% خلال فترة تراوح بين 12 و28 يوماً من الحصول على الجرعة التنشيطية. وقالت إن اللقاح الجديد يمكن تخزينه فترة طويلة في درجة حرارة تراوح بين 2 و8 درجات مئوية.

• أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أمس الأول، أنها وجدت لحم دجاج قامت بتصنيعه شركة «غود ميت» في مختبراتها صالحاً للاستهلاك البشري، وهي الشركة الوحيدة في العالم التي تبيع منتجها في العالم، وإن كان ذلك يقتصر حالياً على سنغافورة فقط، وهي الدولة الوحيدة التي وافقت على السماح باستهلاك لحم دجاج تم تطويره في مختبر من خلايا دجاج، دون استخدام دجاج حقيقي. وأوضحت هيئة الغذاء والدواء (الثلاثاء) أنها وافقت أيضاً على السماح باستهلاك لحم تم تصنيعه في مختبرات شركة «أبسايد فودز» الأمريكية، ولكن يتعين على الشركتين الحصول على موافقة وزارة الزراعة الأمريكية لتتمكنا من بيع منتجهما في الأسواق الأمريكية. وقالت شركة «غود ميت» إنها في حال حصولها على موافقة وزارة الزراعة فإنها تنوي التعامل مع الطاهي الشهير خوزيه أندريس ليقوم بتقديم اللحم «الاصطناعي» في أحد مطاعمه في واشنطن دي سي. وتؤخذ خلايا من الدجاج تترك لتتكاثر في أطباق مخبرية، ثم تضاف إليها أحماض أمينية، وسكر، ومواد غذائية أخرى. وأقبلت أكثر من 150 شركة حول العالم على هذه الصناعة الناشئة. وتأمل هذه الشركات أن تستطيع إقناع العالم بالتخلي عن أكل اللحوم الحقيقية، من خلال توفير بروتين من دون حاجة إلى ذبح حيوانات، لكن المحللين يقولون إن هذه الصناعة لن تنجح إلا إذا كثفت الإنتاج، ونجحت في خفض تكلفته، بحيث تكون الأسعار جاذبة للمستهلكين. وتبيع «غود ميت» حالياً نحو 5 آلاف رطل من لحومها المصنّعة في سنغافورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى