اخبار المغرب

ندوة تناقش معنى أن تكون صحافيا اليوم… هكذا رد صحافيون مغاربة يعملون في وسائل إعلام أجنبية

« أن تكون صحافيا اليوم »، كان عنوان مائدة مستديرة نظمها مساء أمس الجمعة نادي الصحفيين المعتمدين في المغرب، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، خلال الدورة 29 للمعرض الدولي للكتاب بالرباط. صحافيون وصحافيات مغاربة يعملون في قنوات ووسائل إعلام دولية، تحدثوا عن تحديات العمل الصحافي، في ظل انتشار الأخبار الكاذبة والذكاء الاصطناعي، فضلا عن تحدي التكيف مع الخط التحريري للمؤسسة الإعلامية، ومشكل التحيز في تغطية الأحداث الخطيرة مثل العدوان على غزة.

سعاد الطيب، مديرة إذاعة مونتي كارلو الدوليةفرنسا، مغربية درست الصحافة في فرنسا.

واشتغلت مراسلة لمجموعة من وسائل الإعلام الأجنبية، قبل أن تصل إلى مستوى مديرة لإذاعة مونتيكارلو منذ 12 عاما.

حسب الطيب، فإنه رغم التطورات فإن ثوابت عمل الصحافة لم تتغير، في حين أن المواضيع والتقنيات هي التي تتغير.

وأشارت مديرة إذاعة مونتي كارلو إلى أن من التحديات المطروحة بحدة الأخبار الزائفة وكيف نحمي الشباب من عالم افتراضي موازي، حيث أصبحت الهواتف الذكية مصدرا للأخبار.

كما تحدثت عن مسؤولية حماية الصحافي الذي يغطي مناطق النزاع من خلال تدريبه. وبخصوص الذكاء الاصطناعي فإنه يساعد، على ربح الوقت بالنسبة للصحافي.

وبخصوص تغطية العدوان الإسرائيلي على غزة، قالت إن إذاعة مونتي كارلو لم تغب عن أحداث غزة، ولديها مراسلين في غزة ورفح.

وأضافت أن القنوات الفرنسية الأخرى أقل اهتماما لأنها تخشى أن توصف بمعاداة السامية. وكشفت أن وسائل الإعلام الفرنسية حين تتحدث عن غزة دائما تذكر بما حدث في 7 أكتوبر  حتى لا توصف بمعاداة السامية. وهناك جماعات ضغط تراقب وتحاسب على نوع التغطيات المتعلقة بغزة.

وقالت مديرة الإذاعة الفرنسية « يوميا نتعرض لهجوم واتهام بمعاداة السامية »، مضيفة، « من أصعب المواضيع التي نغطيها هي التي تتعلق بغزة ».

كريمة موال صحفية مغربية تعمل في لا ريبوبليكا ولاستامباإيطاليا، تعد من الجيل الثاني المغربي في إيطاليا، سافرت إلى إيطاليا مع أسرتها وعمرها لا يتعدى ثماني سنوات. أكملت دراستها إلى أن حصلت على الدكتوراه ثم عملت في الصحافة.

في جريدة « لا ريبوبليكا » كانت كريمة أول صحفية من أصول مغربية تخصصت في مواضيع الهجرة والإسلام والمسلمين، تكتب مقالات وأعمدة تنشر في الصفحة الأولى.

ماذا يعني أن تكوني صحافية في إيطاليا؟ تقول إن الأمر ليس سهلا فهي مسؤولية كبيرة، خاصة بعد أحداث 11 شتنبر وما بدأ يروج عن الإسلام والمسلمين من عنصرية وكذب.

أن تكون صحافيا اليوم ليس سهلا، في مجتمع فيه أحكام مسبقة، حيث دائما يشار إليها على أنها مغربية رغم أنها كبرت في إيطاليا.

تقول إنها تشارك في النقاشات في التلفزيون وتواجه ردودا ونقاشات أشبه بالحرب لأنهم، لا يقبلون كيف أن مغربية تتحدث عن السياسة في مجتمع غربي…

وبخصوص العدوان على غزة، تقول إنها عاشت صدمة، فبعد يومين من الأحداث في 9 أكتوبر، شاركت في برنامج تلفزي وقالت إنها دعت إلى فهم لماذا وقع هجوم 7 أكتوبر، لأن هناك سياقا يجب فهمه، ولكنها تعرضت للهجوم بسبب هذا الموقف.

من جهته تحدث هاشم أهل برا مراسل قناة الجزيرة الإنجليزية في منطقة الشرق الأوسطقطر، عن تجربته وكيف أنه تخرج من المعهد العالي للصحافة ودرس الأدب الإنجليزي، وعمل في القناة الثانية دوزيم.

ينصح  أهل برا، الشباب بالاهتمام بالصحافة وقال « ليس المهم أن تنجح بسرعة، المهم هو الصبر وسيتحقق الهدف ».

وأشار إلى أنه تعلم في الخليج أن الاستثمار في الإعلام مهم، وتمنى أن يستثمر المغرب في قناة إنجليزية، لأن المغرب مقبل على رهانات كبرى منها تنظيم كأس العالم، واللغة العالمية اليوم هي الإنجليزية.

أما عن العدوان على غزة، فقال إن قناة الجزيرة الإنجليزية التي يعمل فيها ضمت مساحة مهمة للتغطية، بخلاف وسائل إعلام غربية متحيزة لإسرائيل، لدرجة أن وكالة أنباء دولية قتل مصورها من طرف الجيش الإسرائيلي فصاغت خبرا مبنيا للمجهول دون ذكر من قتله.

هذا يذكر خلال حرب الخليج، كيف أن مراسلا غربيا استعمل عبارات الحروب الصليبية خلال دخول القوات الأمريكية إلى بغداد، حيث قال إن القوات الأمريكية تدك أسوار بغداد.

أما حسن العلوي، مراسل وكالة الأنباء الأمريكية في المغرب، فتحدث عن تجربته كصحافي أمضى 49 سنة في المهنة، فهو خريج المعهد العالي للصحافة سنة 1975، اشتغل 22 سنة في لندن، ثم في تلفزيون الشرق الأوسط. في 2002، أسس مؤسسة نوبل ميديا، وإلى اليوم اشتغل مع تلفزيون رويترز وتعامل مع البي بي سي، ومع وكالة الأنباء الأمريكية.

حسب العلوي فإن ظروف العمل الصحافي اليوم أفضل بكثير من قبل، كما أن تطور التكنولوجيا ساعد على التطور، فاليوم يمكن لصحافي واحد أن يصور ويقرأ التعليق ويوضب، وحسب العلوي فإن التكنولوجيا تساعد وتسهل العمل الصحافي، لكن لن تقضي على الصحافي.

بدوره محمد الفنيش الصحافي المغربي في قناة الغد لندن يعيش في لندن منذ 2004، وقد درس في جامعة بريطانية ودرس الصحافة هناك. يروي كيف أن تغطيته لأحداث فينزويلا ساهمت في ظهوره أمام الكاميرا بعدما كان خلفها. وبعدها غطى حرب أوكرانيا وعلق في دومباس لمدة 11 يوما.

وبخلاف إيطاليا، فإن بريطانيا تعرف تعددية وحرية أفضل، لكن لكل محطة تلفزيون خطها التحريري. يقول، في القنوات الأجنبية يجب فهم سياسة التحرير، لأن الإعلام المستقل غير موجود. وهذا ما أظهرته حرب غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى