اخبار المغرب

حزب الاستقلال يعاقب عضوا واجه ميارة بشعار « إرحل » في اجتماع صاخب بمراكش

قررت اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الاستقلال، معاقبة عضو على خلفية احتجاجه على عضو اللجنة التنفيذية، النعم ميارة، واعتراضه على مشاركة زميله في الحزب، عبد اللطيف أبدوح، في أعمال اجتماع بمراكش كان مخصصا لانتداب مؤتمرين. العقوبة كانت عبارة عن إيقاف عضوية المعني في اللجنة التحضيرية التي تدير ترتيبات الحزب في أفق مؤتمره نهاية هذا الشهر.

المعني اسمه محمد طوالة، وكان من الوجوه البارزة في الأحداث التي شهدها الاجتماع نهاية الأسبوع الفائت، وأفضت إلى فشله، وكان لميارة، الذي كان مقررا أن يشرف على هذا الاجتماع، دور في التصعيد الذي حدث بعد صدامات بينه وبين أعضاء بالحزب، أحدهم كان المعني بهذه العقوبة.

أظهرت لقطات فيديو ميارة الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس المستشارين، وهو يحاول توجيه لكمة إلى طوالة في باب مقر الاجتماع.

العقوبة وقعها رئيس اللجنة التحضيرية، عبد الجبار الرشيدي، وثلاثة أعضاء آخرين في هذه اللجنة، واستندت إلى « تصرفات وتصريحات » للمعني.

طوالة قدم تصريحات خلال الفوضى التي سادت ذلك الاجتماع، يرفض فيها مشاركة أبدوح في انتداب مؤتمري إقليم مراكش، بسبب « قضاياه في المحاكم على ذمة فساد مالي ».

بالعودة إلى ذلك الاجتماع، فقد حل ميارة بمقر الحزب في مراكش، الأحد الفائت، حيث كان من المفروض أن يبدأ أعضاؤه باختيار المنتدبين للمؤتمر المقرر نهاية هذا الشهر. إلا أن سلسلة من الأخطاء التي ارتكبها أفضت إلى إيقاف أشغال هذا الاجتماع الانتدابي.

كان واضحا من البداية أن هذا الاجتماع لم يكن سيكتب له أن ينعقد في ظروف طبيعية. فميارة بمجرد وصوله إلى مقر الحزب، صعد إلى منصة مسؤولي الحزب المكلفين بالتأطير بمعية أبدوح. هذه الشخصية المثيرة للجدل في الحزب، كما في مراكش، كانت موضوع اتفاق مسبق على صعيد جهة مراكش  يهدف إلى إبعاده عن المشاركة في تأطير الاجتماعات الانتدابية للمؤتمر. إلا أن ميارة ضرب ذلك عرض الحائط في اجتماعات سابقة في أقاليم أخرى بالجهة، وحاول أخيرا فرض أبدوح على اجتماع إقليم مراكش.

كما بينت لقطات الفيديو المنتشرة للاجتماع، فقد تسبب ذلك في فوضى عارمة، وتوقف اللقاء.

في مسعى منه إلى استكمال اللقاء رغم ما حدث، نقل ميارة هذا الاجتماع إلى مقر الاتحاد العام للشغالين، أي إلى مقر النقابة التي يرأسها. ويقع هذا المقر قبالة مقر الحزب. بسرعة، انتقلت الفوضى من مقر الحزب إلى مقر النقابة. وساهمت أخطاء إضافية في تصعيد الموقف أكثر. فاجتماع اختيار المندوبين للمؤتمر، وفق قوانين الحزب، يشارك فيه من جانب النقابة التابعة له، مكتبها الإقليمي فقط بصفته هذه… إلا أن ميارة وافق على أن تشارك فروع نقابته جميعا في إقليم مراكش في هذا الاجتماع. سيؤدي ذلك إلى نشوب صدامات بين الأعضاء الحاضرين.

في نهاية المطاف، لم يعقد الاجتماع، لا في مقر الحزب ولا في مقر نقابته. غادر ميارة ملاحقا بشعار «إرحل»، كما كان الحال عندما بدأت الفوضى في مقر الحزب فالنقابة. شكلت هذه المشاهد نكسة لهذا الرجل الساعي إلى تثبيت قدميه في قيادة الحزب بعد مشاركته لسنتين على الأقل، في أزمة الأجنحة التي سادت، ونالت من مقدرات الحزب.

يعاني حزب الاستقلال من مشاكل عدة في صفوفه مع قرب موعد مؤتمره. وهذا ليس أول اجتماع داخلي لانتخاب مؤتمرين تحدث فيه فوضى وصدامات، قد تكون مؤشرا على ما يمكن توقع حدوثه في المؤتمر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى