اخبار المغرب

المغرب يعزز « دبلوماسيته الفلاحية » في إفريقيا بتوزيعه 20 % من إنتاج الأسمدة على دولها بأسعار منخفضة

من أجل تلبية حاجيات إفريقيا، خصصت لها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط نسبة 20 في المائة من إنتاجها من الأسمدة، مع منح 180 ألف طن من العناصر المغذية للتربة على شكل مساعدات، و370 ألف طن أخرى بسعر منخفض، وفق وزير الخارجية ناصر بوريطة.
وأوضح أن هذه الكميات تمثل على التوالي 16 في المائة من الطلب الإفريقي الحالي، و25 في المائة من مبيعات المجموعة على مستوى القارة.
وأضاف أن المجموعة تعتزم الرفع من إنتاجها بمقدار مليوني طن خلال هذه السنة، مبرزا بذلك التزامها تجاه الفلاحة الإفريقية.
وأكد، اليوم الخميس بنيروبي، أن السياسة الإفريقية للملك محمد السادس، وضعت دائما الأمن الغذائي في صلب اهتماماتها، باعتباره أولوية استراتيجية.
بوريطة، الذي يمثل الملك في القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة، أكد أن هذه الرؤية من أجل إفريقيا تنسجم مع الرؤية الوطنية التي اختارت المملكة من خلالها تنفيذ استراتيجيات طموحة لتحسين الإنتاجية الفلاحية.
وأوضح أنه يتم تنزيل الرؤية الملكية في هذا المجال من خلال ثلاث جهات فاعلة، وهي: مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الذراع التنفيذي لهذه الرؤية والرائدة قاريا في سوق الأسمدة، ووزارة الفلاحة، المسؤولة عن السياسات العامة والاستراتيجيات القطاعية في المجال الفلاحي، ووزارة الشؤون الخارجية، التي تسهر على تنزيل الرؤية الملكية للتعاون جنوبجنوب.
وأشار أيضا إلى أن الملك، الذي يولي أهمية قصوى للمواضيع الاستراتيجية لهذه القمة سواء بالنسبة للمغرب أو لإفريقيا، حرص على أن تشارك فيها المملكة بشكل فعال، من خلال الجهات الفاعلة الثلاث.
كما أبرز الوزير أن المغرب، وتنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس، قام بإعداد استراتيجيات قطاعية للتنمية، من بينها « مخطط المغرب الأخضر » الذي تم إطلاقه سنة 2008، ومؤخرا « مخطط الجيل الأخضر »، مسجلا أن هذه الاستراتيجيات تقوم على ركيزتين أساسيتين: تحديث الفلاحة والصناعات الغذائية والتنمية التضامنية للفلاحة العائلية.
وأشار إلى أن المغرب تعهد بتقاسم تجربته وممارساته الجيدة مع البلدان الإفريقية الشقيقة، موضحا أن المقاربة المغربية تعطي الأولوية لإقامة شراكات دائمة.
وذكر، بإطلاق مبادرة « Triple A » من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية خلال مؤتمر (كوب 22)، وكذا مبادرة « Triple S »، التي تم إطلاقها سنة 2016 إلى جانب جمهورية السينغال، والتي تهدف إلى دعم الاستدامة والاستقرار والأمن في إفريقيا.
وأضاف الوزير أن المملكة تقوم بذلك أيضا بشكل ثنائي، مع العديد من الدول الإفريقية الشقيقة (إثيوبيا ونيجيريا …)، مبرزا أن عمل المكتب الشريف للفوسفاط في إفريقيا يندرج كذلك في هذا الإطار.
وأبرز أنه، وبالنظر للارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة وتحديات الأمن الغذائي، فقد عزز المكتب الشريف للفوسفاط حضوره وعمله في إفريقيا من خلال افتتاح 12 تمثيلية في الجهات الأربع للقارة وتعزيز إنتاج وتوزيع الأسمدة من خلال إطلاق ثمانية مشاريع صناعية في إفريقيا، من بينها ثلاث منصات جديدة للتخزين والمزج.
ويتعلق الأمر حسب الوزير، بإطلاق 46 مشروعا تنمويا في جميع أنحاء إفريقيا، تركز على تحسين خصوبة التربة والتكوين في المجال الفلاحي، من أجل تعزيز الممارسات الفلاحية المستدامة، وتطوير مبادرات من قبيل برنامج « Agribooster” الذي يقدم دعما شاملا للفلاحين، بما في ذلك الولوج إلى الأسمدة والبذور، وكذا برنامج « Farm&Fortune Hubs » الذي يحول المزارع الصغيرة إلى مقاولات فلاحية منتجة.
من جانب آخر، أكد الوزير أنه، حتى يكون التزام المغرب لفائدة الفلاحة الإفريقية حاسما واستباقيا، فإنه يستلزم تضافر جهود الجميع، داعيا، في هذا الصدد، إلى إحداث تحالف إفريقي للابتكار في الفلاحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى