اخبار الإمارات

مريم المهيري: التحول العالمي نحو الغذاء المستدام أولوية الإمارات في «COP 28»

ت + ت الحجم الطبيعي

أكدت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، مسؤولة ملف النظم الغذائية في مؤتمر الأطراف «COP28»، أن الإمارات تضع التحول العالمي إلى نظم زراعة وغذاء مستدامة على رأس أولوياتها في مؤتمر الأطراف، المقرر انطلاقه في الإمارات أواخر الشهر الجاري.

جاء ذلك في مشاركة معاليها في الحلقة النقاشية التي حملت عنوان «COP28: أهمية تعزيز النظم الغذائية المستدامة»، والتي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات في قاعة الاحتفالات الكبرى بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث قدمت الحلقة النقاشية إليازية الحوسني، مديرة مكتب الاتصال الإعلامي في «تريندز»، وأدارت النقاش سمية الحضرمي، نائبة رئيس قطاع تريندز غلوبال، مسؤولة لجنة تريندز في «COP 28».

وفي حديثها، أشارت المهيري إلى أن النظم الغذائية التقليدية تتسبب في نحو 33% من مجمل انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً، وتتسبب في حدوث التغيرات المناخية، التي تنتج عنها تحديات زراعية وغذائية هائلة، وعلى رأسها شح المياه، ونقص الأراضي الصالحة للزراعة، مؤكدة أن فقد الأغذية وهدرها قضية عالمية تتطلب تغييرات سلوكية على مستوى المستهلك، ولذلك أطلقت دولة الإمارات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، التي تمثل رؤية طموحاً لتحويل الإمارات إلى مركز عالمي رائد في مجال الأمن الغذائي القائم على الابتكار.

وأضافت معاليها، إن دولة الإمارات تعكف على التحول إلى التقنيات الناشئة وأساليب الزراعة المبتكرة، مثل الزراعة الخاضعة للرقابة البيئية، وتطوير المحاصيل التي تتحمل الجفاف، مبينة معاليها أن التكنولوجيا والابتكار مهمان للمساعدة على إحداث تقدم ملموس في تحول النظم الغذائية، إلى جانب تشجيع المزارعين على تنويع المحاصيل؛ لتعزيز مرونة النظم الزراعية في مواجهة تقلبات المناخ.

وعن النتائج العالمية المرجوة من مؤتمر الأطراف «COP28» والتي ستؤدي إلى تعزيز النظم الغذائية المستدامة، قالت معالي مريم المهيري، إن ملف النظم الغذائية سيكون على رأس جدول أعمال مؤتمر «COP28»، إذ أطلقنا في يوليو الماضي (برنامج COP28 للنظم الغذائية والزراعة)، وهو خطة طموح لتحويل النظم الغذائية العالمية وضمان استدامتها.

وأكدت معاليها أن سياسة دولة الإمارات في شأن النظم الغذائية جرى تعزيزها قبل انعقاد مؤتمر «COP28»، مع إدراج الزراعة المستدامة في المبادرة الاستراتيجية لتحقيق أهداف استراتيجية المناخ بحلول سنة 2050، والتي أطلقتها دولة الإمارات في سنة 2021، ومنذ ذلك الحين جرى بناء قدرات وطنية في الزراعة العمودية والمزارع المائية، وغيرها.

أساليب مبتكرة

وعن النتائج المأمولة في مؤتمر «COP 28» لتعزيز النظم الغذائية المستدامة، أشارت معالي وزيرة التغير المناخي والبيئة، إلى أن دولة الإمارات لديها وعي كبير بهذا الأمر، كما بينت معاليها أن الإمارات تمتلك أكبر منشأة للبحث والتطوير في العالم مخصصة للزراعة العمودية، وبفضل الابتكار في علوم المحاصيل، تمكنا من حصد الأرز المزروع في الصحراء أيضاً.

وأشارت معالي المهيري إلى إطلاق حكومة الإمارات «استراتيجية الحياد المناخي 2050»، والتي تتضمن تطبيق أكثر من 25 برنامجاً متكاملاً في 6 قطاعات اقتصادية مستهدفة، وهي الطاقة، والصناعة، والنقل، والبناء، والنفايات والزراعة، من أجل إحداث تحول في تلك القطاعات الحيوية، وتعزيز الاقتصاد الأخضر، إضافة إلى تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة، تتمثل في خلق أكثر من 200 ألف وظيفة، ونمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3 %.

تكنولوجيا وابتكار

وذكرت وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن التكنولوجيا والابتكار عاملان مهمان للمساعدة على إحداث تقدم ملموس في تحويل النظم الغذائية.

ولفتت إلى أن مؤتمر «COP28» يعمل على ضمان الشمول، وهذا يعني أننا نتحدث ونستمع إلى مجموعة واسعة من الأصوات، ومن ذلك البلدان النامية.

وأشارت معاليها إلى أن صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول المحيط الهادئ ساعد على تبني مشروعات الطاقة المتجددة، ومعالجة ملف ارتفاع تكاليف الوقود والاعتماد على الواردات، وتوفير احتياجات الكهرباء الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

وأكدت وزيرة التغير المناخي والبيئة، أنه بدءاً من الغذاء الذي نأكله، وحتى كيفية زراعته ومعالجته وتعبئته وطريقة تقديمه، فإن لكل جانب من جوانب هذه السلسلة تأثيراً في الانبعاثات الضارة، مضيفة: «كوننا منظمين لمؤتمر (COP28)، لا يمكننا تجاهل هذه الصلة، ولهذا السبب وضعنا تحول النظم الغذائية على رأس جدول الأعمال، وعلينا أن ننفذ أقوالنا ونحولها إلى أفعال…».

وأشارت إلى أنه في مؤتمر «COP28» نحتاج إلى تقديم 250 ألف وجبة لأكثر من 60 ألف زائر عبر أكثر من 50 منفذاً، ونسعى إلى تقديم الطعام المستدام، فتهدف هذه السياسة الجديدة، وأول مرة في سلسلة مؤتمر الأطراف، إلى رفع مستوى وعي الحاضرين، ليدركوا الحاجة إلى ضرورة الوعي والاهتمام بالمناخ، حتى في أثناء تناول الطعام.

إنقاذ الكوكب

وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن الحلقة النقاشية التي يعقدها مركز تريندز ضمن خريطة طريقه نحو مؤتمر «COP28»، تأتي بمشاركة معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، مسؤولة ملف النظم الغذائية في مؤتمر الأطراف «COP 28»، والتي تُعد من أبرز الشخصيات التي رسمت بنشاطها وجهودها الدؤوبة معالم خريطة طريق العالم نحو المؤتمر الأهم على الإطلاق في تاريخ مؤتمرات الأطراف، وهو مؤتمر «COP28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات في إكسبو دبي بعد أيام قليلة، والذي يعول عليه العالمُ كله للخروج بنتائج تسهم في إنقاذ الكوكب من خطر ظاهرة التغير المناخي بكل أبعادها وتشابكاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى