اخبار

نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة “رهائن”

أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنها طلبت من مصر فتح معبر رفح “أمام سكان غزة الراغبين في الفرار من الحرب”، إلا أن الطلب جرى رفضه.

وقال المتحدث باسم حكومة الاحتلال دافيد مينسر، في إفادة، إن إسرائيل ستقضي على الكتائب الأربعة المتبقية من حركة حماس في رفح، لكنها لن تقضي بالضرورة على جميع مقاتلي “حماس” في المدينة. ويصوّر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اجتياح رفح جنوبي قطاع غزة منعطفاً مهماً للقضاء على حماس وتحقيق “النصر المطلق”.

وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، من مصر بإعادة فتح معبر رفح الحدودي، معتبرا أن القاهرة تحتجز سكان غزة “رهينة” لرفضها التعاون مع إسرائيل بشأن المعبر الرئيسي للمساعدات.

وتأتي تصريحات نتنياهو غداة اتهام مصر إسرائيل بـ”التنصل” من مسؤوليتها عن الأزمة الإنسانية في غزة.

وأغلق معبر رفح مع مصر والذي يعد البوابة الرئيسية للبضائع والأشخاص الذين يدخلون غزة، منذ أن أعلنت “إسرائيل” السيطرة عليه في 7 مايو.

ورفضت مصر التنسيق مع إسرائيل بشأن معبر رفح، خشية أن تكون السيطرة عليه جزءا من خطة نتنياهو لشن هجوم بري واسع النطاق على مدينة رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون شخص نزحوا من مناطق أخرى.

 التوصل إلى تفاهم مع مصر

وفي مقابلة مع شبكة “سي إن بي سي” الأميركية، قال بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تدعم “تدفق المساعدات الإنسانية بأقصى حد” عبر معبر رفح.

وتابع نتنياهو: “نريد أن نراه مفتوحا”، مضيفا “آمل أن نتمكن من التوصل إلى تفاهم” مع مصر.

وقال إن المعبر كان سيفتح “أمس” لو كان الأمر بيد إسرائيل، مشددا على أن “المشكلة ليست منا، نحن لا نعطل فتح معبر رفح”.

وأضاف ي “آمل أن تأخذ مصر في الاعتبار ما أقوله الآن”.

وتابع “لا ينبغي لأحد أن يحتجز السكان الفلسطينيين رهائن بأي شكل من الأشكال، وأنا لا أحتجزهم رهائن. لا أعتقد أنه ينبغي لأحد أن يفعل ذلك”.

واتهم وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس، إسرائيل بـ”ليّ الحقائق” و”التنصل من مسؤولية” الأزمة الإنسانية في غزة تعقيباً على تصريحات لوزير خارجيتها، يسرائيل كاتس، التي اعتبر فيها أن مصر مسؤولة عن فتح معبر رفح لدخول المساعدات إلى قطاع غزة. وقال شكري في بيان، وزعه مكتبه في القاهرة: “تعقيباً على تصريحات وزير خارجية إسرائيل المطالبة بإعادة فتح معبر رفح وتحميل مصر مسؤولية وقوع أزمة إنسانية في قطاع غزة، تؤكد مصر رفضها القاطع لسياسة ليّ الحقائق والتنصل من المسؤولية التي يتبعها الجانب الإسرائيلي”، مضيفاً أن “إسرائيل هي المسؤولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة حالياً”.

وقال إنه “يستنكر بشدة محاولات الجانب الإسرائيلي اليائسة تحميل مصر المسؤولية عن الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها قطاع غزة، والتي هي نتاج مباشر للاعتداءات الإسرائيلية العشوائية ضد الفلسطينيين لأكثر من سبعة أشهر”، وطالب إسرائيل “بالاضطلاع بمسؤوليتها القانونية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، من خلال السماح بدخول المساعدات عبر المنافذ البرية التي تقع تحت سيطرتها”.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، أنه على الرغم من ادّعاء نتنياهو وجود أربع كتائب لحماس في رفح، وأنها المعقل الأخير للحركة ويجب العمل فيها عسكرياً، فإن أقواله غير دقيقة على أقل تقدير. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين مطّلعين، لم تسمّهم، أنه “لم تعد هناك أربع كتائب تابعة لحماس في رفح، إذ غادر جزء كبير من القوة المقاتلة المدينة وضواحيها، وانتقل إلى خانيونس، وربما أيضاً إلى مخيمات الوسط. ويبقى نحو كتيبتين غربي المدينة، على ما يبدو في منطقة تل السلطان”.

وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها تصريحات علنية عن مسؤولين إسرائيليين، تشير إلى عدم وجود أربع كتائب، مثل ما ردد نتنياهو والجيش الإسرائيلي، وحتى مسؤولون أمنيون، طيلة الفترة الماضية. وجاء ترديد هذه الدعاية في محاولة لتبرير اجتياح رفح وأهمية الهجوم العسكري هناك، وفق مزاعمهم، للقضاء على آخر معاقل حركة حماس، وتحقيق “النصر المطلق” الذي ينشده نتنياهو، رغم تشكيك عدد كبير من المسؤولين والمعلقين الإسرائيليين وعسكريين سابقين في إمكانية حدوث ذلك.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في السابع من مايو/أيار الحالي، سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح جنوبي قطاع غزة، على الحدود مع مصر، ورفع العلم الإسرائيلي في المكان.

إلى ذلك، زعم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، أن القضاء على حماس في قطاع غزة “ضروري لصعود أي حكم فلسطيني بديل هناك”، معتبراً أن “ترك حماس في مكانها سيشكل تهديداً لمن سيخلفها”. وردّ نتنياهو أيضاً على الانتقادات الغربية للعملية العسكرية في مدينة رفح، زاعماً أن “الكارثة الإنسانية التي جرى الحديث عنها لم تحدث، ولن تحدث”.

وعبّر نتنياهو في مقابلة مع شبكة سي.إن.بي.سي الأميركية عن أمله في الحصول على مساعدات عسكرية أميركية والتغلب على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن تعليق شحنات أسلحة معينة، متعهداً بقتال حركة حماس بدون الدعم الأميركي، في ظل ما وصفه بالخلاف مع واشنطن. ووفق وكالة رويترز، قالت مصادر أمس الثلاثاء إن وزارة الخارجية الأميركية نقلت حزمة مساعدات بالأسلحة بقيمة مليار دولار لإسرائيل إلى الكونغرس لمراجعتها. ورفض نتنياهو الإجابة على سؤال عمّا إذا كان بإمكانه تأكيد هذه الحزمة، لكنه عبّر عن تقديره للمساعدات الأميركية.

وعلّقت واشنطن أخيراً إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل تتضمّن قنابل ثقيلة، تستخدمها في حربها على قطاع غزة، في وقت يواصل فيه نتنياهو هجوماً عسكرياً على مدينة رفح، جنوبي القطاع، على الرغم من اعتراضات الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، الأربعاء الماضي، إن الولايات المتحدة تراجع “المساعدة الأمنية على المدى القريب… في ضوء الأحداث الجارية في رفح”. وأضاف أوستن: “كنا واضحين جداً منذ البداية أنه يجب على إسرائيل ألا تشن هجوماً كبيراً على رفح دون الأخذ في الاعتبار المدنيين الموجودين في ساحة المعركة وحمايتهم”. ويلوذ أكثر من مليون مدني فلسطيني برفح، وكان كثيرون منهم قد نزحوا في السابق من أجزاء أخرى من غزة، بعد أوامر إسرائيل بالإخلاء منها.

وحذرت الولايات المتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل، من شن هجوم على رفح ودعت إلى إعادة فتح المعبر.

وفي هذا الصدد، قال المسؤول الرفيع في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، دان دياكهاوس، إن الولايات المتحدة تطرح وجهة نظرها بشأن معبر رفح في محادثات مع حكومات المنطقة.

وقال للصحافيين إن “الاحتياجات في غزة هائلة لدرجة أننا لا نستطيع تحمل توقف أي معابر عن العمل”.

وأضاف دياكهاوس “إننا نضغط على جميع الأطراف للتوصل إلى نوع من الترتيبات التي يمكن أن تفتح معبر رفح على الفور وتؤدي إلى تدفق المساعدات من مصر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى