ت + ت الحجم الطبيعي
يُلقي الحكم الصادر بحق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بظلاله على مستقبله على المدى المتوسط، إذ انه قد يستقبل العام 2025 في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، أو في زنزانة في السجن، بعدما أدين جنائيا الخميس.
وأدانت هيئة محلفين في نيويورك ترامب بتهم جنائية في قضية دفع أموال لإسكات ممثلة سابقة بشأن علاقة معها، قبل انتخابه رئيسا في 2016. ويبقى تأثير الإدانة على الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر، غير واضح.
وغطت وسائل الإعلام الأمريكية المحاكمة على نطاق واسع ما أثار تعليقات كثيرة من الجانبين الجمهوري والديمقراطي، لكن يرى محللون ومعاهد استطلاع، أن تأثير الإدانة على غالبية الناخبين قد يكون محدودا.
وقال الباحث في مجال العلوم السياسية نيكولاس هيغينز من جامعة نورث غرينفيل “نحن في نظام سياسي يسوده الاستقطاب إلى حد كبير، يركز الناخبون على من يرفضونه، ويصوتون ضد المرشح الذي لا يحظى بحبهم، وليس لصالح مرشح يدعمونه”.
وأضاف “بما أن الاتهامات كانت معروفة على نطاق واسع، وقدمها فريق الرئيس السابق على أنها في إطار محاكمة سياسية، فإن القليل من الناخبين سيعتبرون أنهم مخطئون” بعد صدور هذا الحكم.
لا تحوّل نحو بايدن
ويعد دونالد ترامب الذي يبلغ 78 عامًا في يونيو، أول رئيس أمريكي سابق يُدان جنائيًا، لكنه أيضًا أول من يُدان أثناء ترشحه للرئاسة عن أحد الحزبين الرئيسيين، ما يوفر للحملة الديمقراطية محاور إضافية لمهاجمته.
وعلى الرغم من كشف المحاكمة عن قضايا تتعلق بالمال والفضائح، إلا أنها لم تؤثر حتى الآن على استطلاعات الرأي، اذ بقيت نتائج دونالد ترامب وجو بايدن متقاربة، ولكن مع تقدم طفيف للمرشح الجمهوري في الولايات الرئيسية.
وأكد استطلاع للرأي أجراه معهد ماريست أن الإدانة لن يكون لها تأثير يذكر على ثلثي الذين شملهم الاستطلاع.
وقدر نيكولاس هيغينز نسبة الناخبين الذين قد يصوتون لمرشح ثالث، أو يمتنعون عن التصويت بنحو 1 بالمئة.
وأضاف “لكن لا ينبغي أن نتوقع تحولا نحو جو بايدن” بسبب الحكم.
ولفت استطلاع آخر أجرته “يوغوف” لصالح “ياهو! نيوز” إلى اهتمام الأمريكيين بهذه المحاكمة على نحو متفاوت. وأكد 31 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع أنهم شعروا بالملل أثناء متابعتها بينما اعتبر 26 بالمئة فقط أنها مثيرة للاهتمام.
واعتبر نصف من شملهم الاستطلاع فقط أن تزوير حسابات لإخفاء مدفوعات يعد جريمة كبرى.
فرق كبير
اعتبر خبراء أن حدوث تراجع في عدد الأصوات التي يحظى بها دونالد ترامب حتى ولو كان هامشيا يمكن أن يؤثر بنحو كبير في الولايات الست أو السبع التي ستحسم نتائجها الانتخابات.
وتوقع دونالد نيمان، أستاذ التاريخ في جامعة بينغهامتون، أن الانتخابات ستحسمها “بضعة آلاف من الأصوات في هذه الولايات، ومن المؤكد أن صدور إدانة سيؤذيه”.
إلى ذلك، رأى جاريد كارتر، الأستاذ في كلية الحقوق في فيرمونت أن هذا الحكم قد يعزز دعم المؤيدين أصلا لدونالد ترامب ولكنه ينفر الناخبين المستقلين.
وأضاف “في انتخابات حاسمة في بعض الولايات، سيُحدث هؤلاء الناخبون المستقلون وهم جمهوريون معتدلون بلا شك، فرقا كبيرا”.
وأضاف “إذا قيّمنا الوضع بالنظر إلى ما هو أبعد من الاضطرابات والعناوين الرئيسية ودعم قاعدته الانتخابية، أعتقد أن التأثير سيكون سلبيًا وقد يكلفه الانتخابات”، في إشارة إلى ترامب.
وأكد الأستاذ في كلية ألباني للحقوق راي بريشيا أن تأثير هذه المحاكمة يمكن أن يتعزز من خلال حقيقة أنها قد تكون الوحيدة التي يصدر حكمها قبل الانتخابات، من بين دعاوى قضائية مختلفة تستهدف المرشح الجمهوري.
وقال لوكالة فرانس برس “من الصعب تحديد عدد الناخبين الذين سيبتعدون عن ترامب، ولكن حتى التغيير البسيط يمكن أن تكون له عواقب وخيمة”.
تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز