اخبار الإمارات

المرأة تهيمن على وظائف التكنولوجيا في الاقتصادات المتقدمة

ت + ت الحجم الطبيعي

يساعد الطلب القوي على وظائف تكنولوجيا المعلومات وترتيبات العمل المرنة على انضمام المزيد من النساء إلى القوى العاملة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

وازدادت نسبة النساء العاملات في وظائف التكنولوجيا في جميع الاقتصادات المتقدمة منذ الوباء، وذلك بفضل الطلب القوي على هذه الوظائف وسياسات المساواة بين الجنسين، والقبول الأكبر لترتيبات العمل المرنة.

ويوضح تحليل أجرته صحيفة فاينانشال تايمز للبيانات الرسمية، أن الفجوة الكبيرة بين الجنسين في قطاع التكنولوجيا قد تقلصت عبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على مدى السنوات الأربع الماضية.

ومع ذلك، ورغم التحسن في التوازن بين الجنسين، لا يزال الرجال يهيمنون على الوظائف في هذا القطاع، وقد أدّى ذلك إلى دعوات لمزيد من التنوع في التوظيف في وقت تعمل فيه الصناعة على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة وحيوية.

وقالت أثين مارغريت دونالد الأستاذة الفخرية للفيزياء التجريبية في جامعة كامبريدج: «نحن الآن في نقطة حرجة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.

وهناك حاجة إلى قوة عاملة متنوعة للتأكد من العثور على طريقة ما للتغلب على أي تحيز موجود، لذلك، نحن بحاجة إلى المزيد من الأقليات والنساء والأشخاص ذوي البشرة الملونة في هذا المجال لنتأكد من أننا نفعل ذلك بشكل صحيح».

وفي الولايات المتحدة، ارتفعت نسبة العاملات في مجال التكنولوجيا من 31% في عام 2019 إلى 35% بحلول نهاية عام 2023، وذلك وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، وكان هناك ما يقرب من 900 ألف امرأة عاملة في مجال البرمجة الحاسوبية والخدمات ذات الصلة من أصل 2.5 مليون سيدة في العام الماضي.

وارتفعت نسبة النساء العاملات في مجال البرمجة الحاسوبية والخدمات ذات الصلة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي من 23% قبل الوباء إلى 25.2 في المئة في نهاية عام 2023، مع زيادات بمعظم دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا والدنمارك، وفقاً لبيانات رسمية من مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). وفي المملكة المتحدة، ارتفعت النسبة من 29% في عام 2019 إلى أكثر من 32% العام الماضي.

ويقول الاقتصاديون إن الطلب القوي على وظائف تكنولوجيا المعلومات منذ الوباء كان عاملاً مهماً؛ ففي الولايات المتحدة، ارتفع عدد هذه الوظائف بنسبة 15% في ديسمبر 2023 مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019، وهو أقوى بكثير من النمو الوظيفي الإجمالي البالغ 1.5% خلال الفترة نفسها.

وقالت بيانكا سترينجيني، رئيسة قسم المساواة والتنوع والشمول في مجموعة «هايز» للتوظيف، إن زيادة نسبة النساء في القوى العاملة في مجال التكنولوجيا ترجع جزئياً إلى وجود المزيد من وظائف التكنولوجيا الآن في البنوك وشركات السلع الاستهلاكية. وأضافت أن شركات كهذه «تبحث عن مواهب متنوعة لأنها بحاجة إلى من يشغل هذه المناصب ولا تزال هناك نواقص جوهرية في المهارات في هذه المجالات».

وأشارت إلى أنه في الولايات المتحدة، تتولى المزيد من النساء أدواراً في مجالات مثل الكشف عن التهديدات السيبرانية والاختبارات المتعلقة بها، والتي كان يهيمن عليها الرجال تقليدياً. وقالت سترينجيني: «لقد بدأنا الآن نرى النساء في جميع مجالات التكنولوجيا مع نمو السوق».

وساهمت ترتيبات العمل الأكثر مرونة أيضاً في تقليص الفجوة بين الجنسين، وقالت شركة «فيسبوك» إن المرشحين الذين قبلوا عروض العمل عن بعد كانوا على الأرجح من النساء.

ووجد تقرير صادر عن شركة ناش سكويرد لاستشارات الخدمات الرقمية، أن الشركات التي تطلب موظفين يتواجدون في المكتب ليوم أو اثنين فقط في الأسبوع توظف 27% من النساء أكثر من الشركات التي تتبنى نظام العمل لمدة خمسة أيام في الأسبوع.

وتعمل شركات التكنولوجيا العملاقة أيضاً على تضييق الفجوة بين الجنسين في قوتها العاملة؛ وفقاً لتقرير التنوع، شكلت النساء 25.3% من موظفي التكنولوجيا الجدد الذين تم تعيينهم في «غوغل» خلال عام 2023، ارتفاعاً من 20.8% في عام 2018، كما زاد تمثيل الإناث بشكل عام من 30.9% إلى 34.1% خلال نفس الفترة.

وارتفعت نسبة الإناث في القوى العاملة بشركة «مايكروسوفت» إلى 33.1% في عام 2023، مقارنة مع 29.2% في عام 2019، مع زيادة نسبة العاملات في الوظائف التكنولوجية من 21.4% إلى 26.6% خلال نفس الفترة. وقد أظهرت كل من «فيسبوك» و«أبل» اتجاهات مماثلة.

ومع ذلك، لا تزال الفجوة بين الجنسين أوسع بكثير في مجال التكنولوجيا مقارنة بالصناعات الكبيرة الأخرى.

ففي الولايات المتحدة، تعمل ما يزيد قليلاً على واحدة من كل ثلاث نساء فقط في قطاع خدمات الحواسيب مقارنة بـ 50.3% من النساء في خدمات الاستشارات الإدارية، و65.9% في الخدمات القانونية، و55.6% في الخدمات المالية.

وقالت كارين بليك، الرئيسة التنفيذية المشاركة في «تيك تالنت تشارتير» وهي مجموعة عضوية يقودها القطاع وتروج للتنوع والشمول: «الفجوة تبقى هائلة». وأضافت أن التقدم «بطيء وهش للغاية، فيما يشبه إلى حد ما قطرات في المحيطات».

وفقاً لأثين مارغريت دونالد، لا تزال النساء يصيبهن الإحباط عن دراسة مواد التكنولوجيا منذ صغرهم، مما يعني أن هناك عدداً أقل من العاملات ذوات المهارات التقنية. كما أن مجتمعنا يثبط عزيمة الفتيات عن دراسة مواد مثل الفيزياء أو الحوسبة عملياً منذ الولادة.

وثمّة أيضاً خطر يتمثل في إمكانية تباطؤ هذا الاتجاه، أو حتى انعكاسه مع تراجع العمل الهجين وإبلاغ شركات التكنولوجيا الكبرى عن تسريح واسع النطاق للعمال في ظل تباطؤ الطلب والاضطرابات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي.

وقال آندي هايز، المدير الإداري لشركة هارفي ناش المتخصصة في التوظيف في المملكة المتحدة وأيرلندا، إن التقدم في مجال المساواة بين الجنسين في قطاع التكنولوجيا «بطيء للغاية».

وهو يرى أن المكاسب التي تحققت بعد الوباء كانت إلى حد كبير بسبب القبول الأكبر للعمل المنزلي، وهي الآن معرضة للخطر حيث يضغط الرؤساء على الموظفين للعودة إلى المكتب. ومن الواضح عموماً أن «المساواة والتنوع والشمول لا تحظى بالأولوية في فترة الانكماش الاقتصادي».

تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز
تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى