اخبار

الطور فلسطيني.. – سما الإخبارية

رَفْعَ الطور كان تهديداً… إخضعوا للحق يا قوم موسى وإلا فالطور سيسقط عليكم.  وفلسطين تقول إخضعوا وإلا فالطور الفلسطيني سيسقط عليكم.  هذه ترجمةٌ للمقاوم الفلسطيني الطوري الذي يرفعُ اللهُ مقامهُ عندما يدافع عن وطنه وعندما ينتصر أو يستشهد.
نحنُ العرب نحاربُ بكلِّ الحقائق والرموز ونستطيبُ استرجاعَ العبرةَ من ديننا وتاريخنا لاستعادةِ حاضرنا ومستقبلنا.  نرى في أحلكِ الأوقاتِ لَمْعَةَ الأمل و صَهْلَةَ العاديات فنتذكر بدر و الأحزاب و اليرموك و القادسية و حطين و عين جالوت و نقول أنها ستعود لأنَّ للحق صولة.  نقول أن موسى

وهارون لنا كما إسحق ويعقوب والأسباط وكما إسماعيل وجدُّنا إبراهيم وسنستعيدهم مهما طالَ زمن الصهيونية و اعتلت على بلداننا. وواللهِ العظيم لو لم يبقَ فينا إلاّٰ رفيفَ حياة لننتصر.  هكذا نحن الموعودون بالنصر والشهادة وكليهما عند المقاومين خير.
بمقالاتٍ سابقة كتبنا أن المقاومة في فلسطين، سِوى غزة، هي الطريق.  نعم، غزة هي تجسيدٌ للمقاومةِ البانيةِ ذاتها في إطارٍ صعبٍ للغاية لكنهُ يتمتعُ بالقدرةِ على المناورة.  غزة استوعبت وتطورت لديها قدرات مقاومة لكنها ليست بمعزلٍ عن الحصار والاعتداء بأشكالهما وهي كذلك تتحمل مسؤوليةً مدنيةً تجاه السكان.  وهذا يضع المقاوم في غزة بمكانين بآنٍ واحد، مسؤولية المقاومة ومسؤولية الدولة.  التوقُ للمقاومة يشكمهُ الخوف على المدنيين.  معادلةٌ تجعل المقاومة تتقبل فترات هدوءٍ طويلة.  والعدو يراهنُ على تطويلِ هذه الفترات وتوسيعِ الخوفِ على المدنيين وبنفس الوقت تثبيط العمل المقاوم بوسائل مختلفة.
أما المقاومة في الداخل الفلسطيني فهي تقع خارج نطاقي السلطة الصهيونية والسلطة الفلسطينية بوسيلةِ التفكير فهي تقاوم المحتل وتقاوم المتعاون.  وإن صدقنا أن هناك من في السلطة الفلسطينية على مستوى الأفراد من يدعمها فذلك من حسن الطالع. كما إن انتمى مقاوميها لحركاتٍ ومنظماتٍ فلسطينية عقائدياً فإنهم من ذوي المبادرات التي تفاجئ الجميع فهم ليسوا مقتصرين على العمل بالنظرية، بل ملتزمين بتطويعها.  يريدُ العدو الصهيوني وبعض فلسطيني السلطة وصف هؤلاء المقاومين أنهم مشاغبون أو زعراناً يتحركون بمبدأ العصابة الإجرامية.  تماماً كيف استخدمِ هذا الوصف عندما اشتعلت المقاومة ضد التغلغل الصهيوني بالحماية البريطانية بأوائل القرن العشرين. وكما قال كل ظالم بوجه مظلوم. ونعلم غير ذاك. كما نعلم أن الفرق الزمني والتقني شاسعٌ بالطبع بين ذلك الزمان وزماننا وأن اليوم هو أصعب على أي مقاومٍ بوجود الحليف الغربي المُقاد أمريكياً المتعطش للتطبيع و وجود نجاحات تطبيع علنية و خفية تفك من عضد المقاوم. وكأن مع التطبيع تعاظم وعد بلفور آلاف المرات بوجه الفلسطينيين. غير أن مواجهة العدو وجهاً لوجه هي الطريقة الوحيدة لزرع المقاومة مرةً ثانيةً وراسخةً في العمق الفلسطيني.  نعلم أن القوة الصهيونية كبيرة وأن التهاون العربي مقرف، ونعلم أن استمرار المقاومة حق شرعي وأن ممارسةَ الحق من داخل فلسطين تهز مفاهيم الاحتلال في السيطرة التي ظنت الصهيونية أنها امتلكت نواصيها بعد أوسلو.  إنما النصرُ صبرُ ساعة. هكذا يقولون.  هكذا نؤمن.
دبلوماسي أُممي سابق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى