اخبار

استراتيجية سعودية يابانية طموحة للاستثمار في مجالات الطاقة النظيفة ! – عين الوطن


د. عبدالمجيد الجلاَّل

جرت العادة ، على تصنيف الطاقة ، وفقاً لإمكانية تجدد مصادرها إلى نوعين … الطاقة التقليدية ، وتشمل النفط والغاز الطبيعي والفحم والمواد الكيميائية ، وتُسمى بالطاقة غير المُتجددة ، لأنَّها تحتاج لفترات زمنية طويلة لتعويضها … والطاقة النظيفة المشتقة من الموارد الطبيعية وتشمل: طاقات الرياح ، والشمس ، والمياه، والأمواج ، وتُسمى بالطاقة المُتجددة لأنَّها غير قابلة للنفاد !
ومن مميزات الطاقة النظيفة ، أو الطاقة المُتجددة ، أنَّها لا تنشأ عنها مخلفات كثاني أكسيد الكربون ، أو غازات ضارة كالتي تعمل على زيادة الاحتباس الحراري ، ويُطلق عليها كذلك ، الطاقة المستدامة ، أو الطاقة الخضراء.
الطاقة النظيفة ، متوفرة في معظم دول العالم ، ولا تلوث البيئة، وتحافظ على الصحة العامة ، وهي اقتصادية في كثير من الاستخدامات ، وتستخدم تقنيات غير معقدة ، كما تحافظ على الموارد الطبيعية ، وتُقلّل من مخاطر الكوارث البيئية، مثل انسكاب الوقود ، أو تسرب الغاز الطبيعي .
وكما تقول الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) الطاقات النظيفة أو المتجددة أقل كلفة من الطاقة الأحفورية ( النفط والفحم والغاز ) . كما تعمل على تلبية أهداف الاقتصاد الدائري ، وهي محرك قوي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
كل تلك المُميزات ، شجعت العديد من دول العالم ، على الاستثمار في الطاقة النظيفة ، لعوائد ذلك الجمة ، على الاقتصاديات العامة ، والتنمية المستدامة للمجتمع ، وتمَّ وضع السياسات اللازمة لتطوير وتشجيع الاستثمار فيها !
على كل حالٍ ، ووفقًا لدراسات منظمة الصحة العالمية ، فإنَّ ملوثات الوقود الأحفوري ، تخنق المدن حرفيا ، ومسؤولة عن ملايين الوفيات المبكرة ، كما أنَّ استخدام الفحم ، وحطب الوقود للتدفئة ، والطهي كذلك ، يُسهم في رداءة نوعية الهواء .
لذا ، جاءت المبادرة السعودية اليابانية المُشتركة ، في سياق رغبة وتوجه المملكة العربية السعودية إلى الاستثمار في الطاقة النظيفة ، وسعيها الحثيث ، للوصول إلى الحياد الصفري .
وقد اتفق الجانبان ، عبر إطلاقهما لمبادرة منار ، على التعاون والتنسيق ، في مجال الطاقة النظيفة ، والتي ستكون بمثابة منارة ، تسترشد بها الدول والأقاليم الأخرى من العالم ، في سعيها لتطوير استراتيجياتها ، وخططها لتحقيق طموحاتها، في الوصول إلى الحياد الصفري .
وتُؤَّمن هذه المبادرة طموح المملكة ، في خفض انبعاثات الكربون والوصول إلى الحياد الصفري ، مستفيدةً في ذلك من كونها الأقل كلفة عالميًا ، في إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف ، وكذلك من موقعها الاستراتيجي ، على طرق تصدير منتجات الطاقة إلى العالم ، كما سوف تُعزَّز الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة لتصبح مركزًا للطاقة النظيفة ، والثروات المعدنية ، وسلاسل إمدادات مكونات الطاقة ، وفي المقابل ، تخدم هذه المبادرة طموحات اليابان ، باعتبارها دولة رائدة عالميًا في حلول تقنيات الطاقة النظيفة.
ومن الأهداف الرئيسة لمبادرة منار ، التأكيد على ريادة البلدين الصديقين، في مجال مشروعات الطاقة النظيفة ، والمواد المتقدمة المستدامة، وريادتها كذلك ، بمسائل مرونة سلاسل الإمداد ، لتحقيق استدامة وأمن الإمدادات.
ومن المتوقع ، عبر مبادرة منار ، تطوير عددٍ من المشروعات ذات الصِّلة بالطاقة النظيفة ، بالتركيز على مجالات ، مثل الهيدروجين ، والأمونيا، والوقود الاصطناعي ، والاقتصاد الدائري للكربون ، واستخلاص الكربون من الهواء مباشرة، والمعادن المهمة ، اللازمة لتحقيق مرونة قطاع الطاقة ، وسلاسل الإمداد ، وتطوير المواد المستدامة ، وتبادل المعرفة والأبحاث .
وسوف تًتيح المبادرة ، مشاركة الشركات الرائدة من المملكة العربية السعودية واليابان ، والتوسّع في تعاونها المستمر، الذي سيؤدي إلى إنتاج العديد من المكونات في سلسلة إمدادات الطاقة النظيفة .
خلاصة القول : مبادرة منار ، فرصة ثمينة وخلاَّقة ، لتعاون السعودية واليابان في تعزيز سلاسل إمداد الطاقة النظيفة والثروات المعدنية، من خلال تظافر القدرات، والطموحات المشتركة، وتعزيز التعاون بين الشركات والجهات في كلا البلدين للإسهام في توسع سوق الطاقة النظيفة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى