اخبار الإمارات

كيف نعيد تشكيل حياتنا؟

ت + ت الحجم الطبيعي

الحياة ليست ثابتة، ولا يمكن لنا التوقف في محطة معينة والركود فيها، إن الإحباطات والمشكلات والمعوقات موجودة في حياتنا ولكن علينا تشكيل رؤيتنا لها، لدينا الكثير من الفرص التي تجعلنا نرى الحياة بشكل أفضل، بإمكاننا تحويل مشكلاتنا إلى أعظم فرص لنا، بشرط أن نتمكن من الخروج من الأنماط والروتين الذي تعودنا عليه. 

يمكننا تشكيل الأشياء حسب طريقة إدراكنا لها من تجاربنا الماضية، ماذا لو حاولنا إعادة تشكيلها والنظر إليها بصورة مختلفة؟عندها بمقدورنا أن نغيّر تصورنا وإدراكنا لأي شيء وفي أي لحظة وهو ما يسمى (إعادة تشكيل الحياة) بمعنى يمكن أن تكون تجاربنا فرصة لدعمنا وتحقيق نتائج أكبر وأفضل لأنفسنا وللآخرين، مثلاً الابتكارات العظيمة استطاع العلماء أن يعيدوا تشكيلها بحيث يتم الاستفادة منها.. النفط في الماضي كان يمثل مشكلة مثلا بأنه يدمر الأرض ويعوق زراعة المحاصيل ربما اليوم لديه قيمة في استخداماته الكثيرة في مجالات الحياة المختلفة، وقِسْ على ذلك مواقف الحياة، فقد يكون ابنك كثير الكلام ويحرجك في مواقف عديدة ولكنه سوف يكون شاباً ذكياً ولديه مستقبل رائع. 

إن إعادة تشكيل الحياة تشمل السلوكيات والأحداث والمحتوى، فقد تُفاجأ بأحدهم يحسدك أو يلقي عليك وابلاً من السب والشتم والكلمات السلبية، يمكنك أن تعيد تشكيل الموقف بحيث لا يؤثر ذلك الكلام السلبي فيك، ويمكن أن تتصور نفسك مبتسماً أو تعيد الموقف في داخل عقلك بأي صورة جميلة أو موقف محبب لك، إن إعادة تشكيل الأمور في حياتنا سوف تساهم كثيراً في تغيير السلوكيات والحالات المرتبطة بالمواقف من حولنا في حياتنا وأعمالنا الوظيفية وطريقة تعاملنا مع المواقف والظروف، وقد تساهم في مساعدتنا على تجاوز المشكلات.

هناك مقالة مؤثرة نشرت في المجلة الأمريكية ريدرز دايجست بعنوان «طفل ذو رؤية غير عادية» تتحدث المقالة عن طفل مكفوف البصر وعمره في سن الحادية عشرة اسمه كالفين ستانلي، وفي المقال وصف للطفل وهو يركب الدراجة ويلعب البيسبول ويذهب إلى المدرسة ويفعل كل شيء يستطيع أقرانه الأصحاء القيام به، ولكن قد يتساءل القراء كيف يفعل طفل مكفوف البصر ذلك بينما الكثير من المكفوفين في نفس موقفه يعيشون متألمين وفي حالة يرثى لها؟

إن السبب يعود لوالدة الطفل كالفين التي استطاعت تحويل جميع التجارب في حياة طفلها إلى مميزات، لقد قالت له «إنك تستطيع الإبصار باستخدام يديك بدلاً من عينيك» لقد استطاع هذا الطفل أن يسير في عالم المبصرين بكل الثقة والإيمان تسانده أمه دائما، لقد كان يحلم أن يصبح مبرمج حاسب آلي وأن يصمم يوماً برامج للمكفوفين، هناك الكثير في هذا العالم أشباه هذا الطفل وهم مبصرون ولكن لا يعرفون كيف يعيدون تشكيل حياتهم ولا استخدام التجارب وتحويلها لمفاتيح للنجاح، فكّر في المواقف الحياتية التي تمثل لك تحدياً وتعاني من مواقف سيئة فيها، حاول أن تنظر لها من زاوية إيجابية والفكرة أننا جميعاً بإمكاننا تحويل الحزن إلى فرح في حياتنا، يمكننا أن نتحرك في إطار إيجابي وإعادة تشكيل علاقاتنا الحياتية بشكل أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى