اخبار

صحيفة عبرية: ذكره نصر الله في خطابه الأخير.. ما الذي تترقبه”إسرائيل” يوم الجمعة المقبل؟

إسرائيل اليوم – بقلم ليلاخ شوفال    التوتر الأمني في الأيام الأخيرة باق هنا. حتى لو خفتت جولة التصعيد بين إسرائيل وحماس في الشمال والجنوب، فإن احتمال المواجهة متعددة الجبهات بتشجيع من إيران ارتفع بشكل كبير، وثمة شك بإعادة الجني إلى القمقم.

على خلفية التصعيد في كل الجبهات، التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في لبنان، أمس، مع قيادة حماس إسماعيل هنية وصالح العاروري، فيما صورة زعيم إيران في الخلفية. وحسب التقارير في لبنان، بحث اللقاء التطورات مع إسرائيل، والأحداث في المسجد الأقصى و”المقاومة الإسلامية” في “يهودا والسامرة” وقطاع غزة.
حتى الآن، كانت بقعة الضوء الأساس في الوضع الأمني المركب الذي علقت فيه إسرائيل هي أن الوحدة الجغرافية للساحات – سوريا، لبنان، غزة، الضفة، والداخل – لم تكن وحدة أعداء، إذ إن الساحة الفلسطينية هي التي تصدرت الأحداث، مع التشديد على حماس، بتشجيع كامل من إيران. وفقاً لهذه الفرضية، قدم جهاز الأمن الإسرائيلي تنزيلات لـ “حزب الله”، وادعى بأن التنظيم الإرهابي من الشمال لم يكن على علم بإطلاق 28 صاروخاً نحو شمال البلاد في أثناء عيد الفصح، ولم يأذن به.

أمس أيضاً، بعد لقاء التنسيق بين زعماء حماس و”حزب الله”، قدرت محافل أمنية بأن مفجر الأحداث كان ولا يزال الحرم. وحقيقة أن “حزب الله” لم يرد بعد على الهجوم الإسرائيلي (الطفيف) في لبنان، رغم وعد نصر الله بالرد بعد كل عملية إسرائيلية في أراضي لبنان، تثير التفاؤل الحذر في إسرائيل، بل وتشير محافل أمنية إلى أن الأمر يشهد على قوة الردع الإسرائيلي حيال “حزب الله”. وثمة اعتقاد بأن “حزب الله” يبقي لنفسه حق الرد لموعد يناسبه، ولعله يفاجئ إسرائيل بالنار. يخيل أنه لو كان نصر الله معنياً الآن بمواجهة مباشرة مع إسرائيل لما وجد موعداً مناسباً أكثر من وضع تكون فيه إسرائيل ممزقة داخلياً وتشعر بأنها عرضة للهجوم من كل الجبهات.

أمس، انضمت أيضاً الساحة السورية إلى الاحتفال. ليس النظام السوري نفسه، بل محافل قررت إطلاق الصواريخ من الأراضي السورية نحو إسرائيل. وصحيح حتى موعد كتابة هذه السطور، لم يقل جهاز الأمن الإسرائيلي من أطلق ستة الصواريخ نحو جنوب هضبة الجولان، وإن قدر بأن فصيلاً فلسطيناً هو من يقف خلفه. رداً على النار، هاجم الجيش الإسرائيلي مصادر النار ولاحقا أيضاً أهدافاً للجيش السوري. وبخلاف هجمات المعركة ما بين الحروب، نشر الجيش الإسرائيلي هذه المرة بلاغاً رسمياً بأنه هاجم في سوريا، وأعلن بأنه يرى في “دولة سوريا مسؤولة عن كل ما يحصل في أراضيها”، وأنه لن يسمح بمحاولات خرق السيادة الإسرائيلية.

تنفس الصعداء لزمن مستقطع
الوضع في الساحة الفلسطينية أكثر تعقيداً بكثير. السلطة في مستوى أداء متدن جداً، جيل اليوم لم يشهد الانتفاضة الثانية وحملة “السور الواقي”. أما في المستوى الاستراتيجي، فاليأس على الأرض يتزايد في ضوء غياب أي أفق. والحقيقة أن الضرر الذي ألحقته الصواريخ من لبنان وغزة يشحب مقارنة بالضرر الذي تلحقه العمليات “لإرهابيين” من الضفة الغربية، ممن يتزودون بسلاح ناري ويخرجون لإيذاء المواطنين والجنود. والآن بات عدد الإخطارات بالعمليات من منزلتين، ولهذا قرر جهاز الأمن عدم رفع الإغلاق كما كان مخططاً، وتعزيز قوات الأمن في المدن وفي المحاور في الضفة الغربية.

وعندما يكون هذا هو وجه الأمور، فربما تكون أحداث الأيام الأخيرة مجرد تسخين مسبق للفترة المتوترة التي أمامنا. في هذه الأثناء، يحدد جهاز الأمن نهاية رمضان الذي يأتي في 21 نيسان، كتاريخ هدف، وإذا ما بقي الهدوء حتى ذلك الحين فقد تكون الموجة الحالية على الأقل خلفنا.

في الطريق إلى هناك عدة أيام أخرى تعد مرشحة للاضطرابات، وبينها يوم الجمعة القادم الذي ذكره نصر الله أيضاً في خطابه الأخير. إذا لم تحمل الأيام القريبة القادمة إسرائيل إلى تصعيد شامل رغم أنفها، فستتمكن القيادة السياسية الأمنية من أن تتنفس قليلاً، لكن الواضح للجميع أنه تنفس للصعداء قصير، زمنه مستقطع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى