اخبار الإمارات

تعرف إليها.. قصة الطفل الشبح ومافعله في مدرسته

متابعة يوسف اسماعيل

 

عندما بدأت عملي في مدرسة الرعاية النهارية الخاصة بالأطفال الصغار، كانت الشائعات تنتشر بسرعة البرق. كان هناك حديث متفاوت عن وجود شبح لطفل صغير يتجول في أروقة المدرسة. ومن بين الأقاويل التي وصلتني، كان هناك قصة تتحدث عن زميل لي يعمل في نفس المدرسة. كان يشهد بأنه رأى طفلاً زائداً عن العدد المعتاد يقف بين الأطفال، وكان يلاحظه هو فقط، وكان يصمت وجه زميلي بالرعب.

 

لكني لم أكن من الأشخاص الذين يصدقون هذه الأقاويل بسهولة. أعتقد دائماً بأنه يجب عليّ أن أرى بنفسي وأشهد على الأمور قبل أن أصدقها. وفي إحدى الليالي، قبل بدء عام دراسي جديد، كنا نعمل ثلاثة أشخاص: أنا وزميلي المذكور وزوجته التي كانت معلمة أيضًا في المدرسة. رأينا طفلاً يجلس في الظلام، في البداية اعتقدنا أنه قد يكون ابن أحد الجيران المجاورين. حاولنا أن نسأله عن هويته وسبب تواجده في الظلام، لكنه لم يجب علينا.

 

قررنا مراقبته من بعيد، وبالفعل بدأت تصرفاته تبدو غريبة ومرعبة للغاية. خرجنا لنبحث عن أي أدلة تكشف عن هويته أو سبب تواجده، لكننا عجزنا عن العثور على أي أثر يشير إلى أنه يعود لأي شخص في المنطقة. وعندما عدنا إلى المدرسة، فوجئنا بأن الطفل قد اختفى.

 

قررنا تركيب كاميرات مراقبة في جميع أنحاء المدرسة لضمان سلامة الأطفال والعاملين. وكانت المفاجأة الكبيرة عندما رأينا ظهوره في جميع أشرطة الفيديو واختفاءه عندما رأيناها للمرة الثانية. رغم ذلك، كانت النعمة الوحيدة أنه لم يقترب من الأطفال ولم يتسبب لهم بأي ضرر، ولا يزال أولياء الأمور غير على علم بما يحدث في المدرسة.

 

تلك هي قصة الطفل الغامض الذي ظهر في مدرستنا. لا يزال لغزه محيرًا للجميع، ولا تزال الأسئلة تدور في أذهل هذا الطفل شبح حقيقي أم أن هناك تفسيرًا علميًا وراء تصرفاته المخيفة؟ ربما تكون هناك خلفية تاريخية للمدرسة أو للمنطقة التي تؤثر على وجود هذا الطفل. قد يكون هناك أحداث قديمة حدثت في المكان وتركت آثارها حتى الآن.

 

على مر الأيام، بدأت أبحث عن أي معلومات تاريخية قد تكون مرتبطة بهذه المدرسة. تواصلت مع الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة منذ سنوات طويلة، واستطلعت آراءهم ومعلوماتهم. تبين أن المدرسة كانت في الماضي مبنى قديم يعود لعقود مضت، وكان يشتهر بالعديد من القصص الغامضة والأساطير. يُقال إنه كان يضم دورًا للأيتام والأطفال المتخلى عنهم، وتوفي بعضهم بظروف غامضة.

 

قد يكون هذا الطفل الذي نراه هو روح طفل مات في هذا المبنى القديم، ويتجول الآن في المكان الذي كان يعتبره منزله. قد يكون يحاول بطرق غير مفهومة التواصل مع العالم الحي والبحث عن مكان ينتمي إليه. إن كاميرات المراقبة التي تظهره في الفيديوهات وتختفي بعد ذلك قد تكون محاولته للتواصل أو رسالة يحاول إيصالها.

 

رغم أنّ الأمر مخيف، إلا أنني لاحظت عدم توجيهه لأي ضرر للأطفال أو الموظفين في المدرسة. قد يكون لديه رغبة في الانتماء والتواصل، ولكن بطريقة غير تقليدية ومرعبة. يبدو أنها قصة تحمل في طياتها العديد من الألغاز والأسرار.

 

إلى الآن، لم يتم حل هذا اللغز، وما زال الجميع مترقبًا لمعرفة المزيد عن هذا الطفل الغامض ومصيره. ربما في المستقبل ستظهر معلومات جديدة أو تفسيرات عن هذه الظاهرة الغريبة. حتى ذلك الحين، سنستمر في رصد ومراقبة الأمور وضمان سلامة الأطفال والعاملين في المدرسة، في حين ننتظر كشف الستار عن حقيقة هذا الطفل الغامض الذي يتجول في أروقتنا.

 



تابعنا على Google News

تابعنا

            

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى