اخبار الإمارات

حجاج الدولة على «عرفات» اليوم

يتوافد 6228 حاجاً وحاجة من أعضاء بعثة الحج الرسمية للدولة، فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، لأداء الركن الأعظم في الحج، وهو الوقوف على مشعر عرفات، وذلك بعد قضائهم «يوم التروية» أمس (الثامن من ذي الحجة) على مشعر منى، حيث انتهى أعضاء بعثة الحج الرسمية من تهيئة مخيمات حجاج الدولة في عرفات لاستقبالهم في أجواء تعمها السكينة والطمأنينة، مع تقديم كل الخدمات والتسهيلات التي تترجم توجيهات القيادة للبعثة الرسمية بتذليل كل العقبات أمام الحجيج، وتوفير كل سبل الراحة التي تضمن أداءهم المناسك بيسر وسلام.

ووفقاً لخطة التفويج المعتمدة من قبل قيادات بعثة الحج الرسمية للدولة، بالتعاون مع الجهات المعنية في السعودية، سيتم تصعيد الحجاج إلى جبل عرفات، للصلاة والعبادة وتلاوة ما تيسر لهم من القرآن الكريم، ثم الاستماع إلى خطبة الحج وأداء صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم، على أن يبدأ الحجاج عند غروب شمس يوم عرفة في النفرة إلى مشعر مزدلفة (ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج)، وتقع بين مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجاج فيها بعد نفرتهم من عرفات، بعد أن يؤدوا فيها صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير وقصراً، ويجمعون منها الحصى لرمي الجمرات بمنى، ويمكث فيها الحجاج حتى صباح يوم عيد الأضحى، ثم يفيضون بعد ذلك إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى ونحر الهدي.

وقال مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، إن فريضة الحج لها تسعة مقاصد يستفيد منها حجاج بيت الله الحرام على مدى رحلتهم المباركة لتأدية المناسك، وتتمثل في تحقيق أسمى معاني الترقي في الطاعة والعبادة الخالصة لله، وكذلك تعظيم شعائر الله وحرماته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، إضافة إلى استشعار نعمة الوطن وقيمته والبرهنة على سلوكيات المواطن الإماراتي في التراحم والتعاون، والمعرفة الدينية الصحيحة في أداء المناسك.

وتتضمن أيضاً «المداومة على شكر الله تعالى والثناء عليه والإقرار بنعمه وعظيم فضله، والتمسك بهدايته، وتزكية النفس البشرية وتطهيرها وتهذيبها على مكارم الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة، وملازمة الدعاء والابتهال إلى الله لنيل مرضاته والفوز بجنته، وترسيخ مفاهيم المشتركات الإنسانية التي تدعو إلى التعارف والتعاون والوحدة والمساواة دون تمييز بين عرق أو لون أو لغة، وتأكيد أن الأحكام الشرعية مبنية على قيم السماحة والتيسير ورفع الحرج عن المكلفين».

ولخّص المجلس رحلة الحج في 11 محطة، أولها «الاستعداد للحج»، إذ يجب على الحاج أن يتهيأ ويعزم على الحج مادياً ومعنوياً قبل الذهاب لأداء مناسك الحج أو العمرة، والثانية الإحرام، وهو نيّة الدخول في نُسك الحج أو العمرة، ويعد ركناً فيهما، ويتضمّن ثلاثة أنواع هي «الإفراد» وهو أن يحرم بالحج وحده، فيقول: «لبيك اللهم حجاً»، و«القران»، وهو أن يحرم بالعمرة والحج معاً، فيقول: «لبيك اللهم عمرة وحجاً»، و«التمتّع» وهو أن يحرم بالعمرة فقط، فيقول: «لبيك اللهم عمرة متمتعاً بها إلى الحج». وأغلب حجاج دولة الإمارات يحرمون بالعمرة متمتعين بها إلى الحج.

والمحطة الثالثة لرحلة الحج «الدخول إلى مكة والمسجد الحرام»، إذ إن مكة المكرمة هي بلد الله الحرام، وفيها بيته المبارك، ومن ثم ينبغي على من يدخلها أن يستشعر عظمة المكان. والمحطة الرابعة «الطواف والسعي»، فالطواف هو الدوران حول الكعبة سبعة أشواط، بينما السعي هو المشي بين الصفا والمروة سبعة أشواط.

والمحطة الخامسة هي «يوم التروية»، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، حيث يتوجّه الحاج فيه إلى منى، وسمي بيوم التروية؛ لأن الحجاج كانوا يتزودون فيه بالماء من مكة ويخرجون به إلى منى والتروية مأخوذة من الري، بينما المحطة السادسة هي «يوم عرفة»، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، إذ يتوجه الحجاج فيه إلى «عرفة» وهو أعظم محطة من محطات الحج، كما جاء في الحديث: «ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة».

و«مزدلفة» وهي مكان نزول الحجاج بمزدلفة بعد الإفاضة من عرفة ليلة العاشر من ذي الحجة، فيما تختص المحطة الثامنة بـ«يوم النحر»، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، ويشتمل على الرمي والهدي والحلق أو التقصير والطواف، كما تختص المحطة التاسعة بـ«أيام التشريق»، وهي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر (الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة)، وسُميت بأيام التشريق لأن الناس كانوا يشرقون (يجففون) فيها لحوم الهدي، وتتمثل المحطة العاشرة في «طواف الوداع»، حيث يقوم الحاج قبل مغادرته مكة بطواف الوداع.

وتتمثل المحطة الأخيرة لرحلة الحج المباركة في «زيارة المدينة المنورة»، كون زيارة الحاج والمعتمر للمدينة المنورة مرغباً فيها، وذلك للسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه والصلاة في مسجده، وهي محطة مباركة تتيح للزائر التعرف على مدينة النبي، وما فيها من معالم تاريخية وآثار شريفة، والتزود من معين بركاتها ونفحاتها الإيمانية.

إخلاص النية

أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ضرورة أن يتهيّأ الراغب في أداء فريضة الحج نفسياً قبل التوجّه إلى الأراضي المقدسة، من خلال إخلاص النية وتجديد التوبة لله، وأن يطلب العفو ممن ظلمه ويسامح من أساء إليه، وأن يتحرى المال الحلال ويؤدي الحقوق التي عليه ويختار الرفقة الطيبة، ويأتي بخصال الفطرة قبل سفره للحج، ويتعلم أحكام الحج والعمرة، ويسأل الجهات الإفتائية الرسمية في الدولة عما أشكل عليه.

وشدد على أهمية أن يتحلى الحاج بالقيم الأخلاقية الفاضلة أثناء تأديته مناسك الحج والعمرة، وكذلك عليه أن يتجنب الجهر بالسوء من القول والفعل، ويبتعد عن ارتكاب المحظورات والمنهيات.

 

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى