اخبار الإمارات

«تحدي القراءة العربي» توقد شعلة الثقافة في نفوس الأجيال

ت + ت الحجم الطبيعي

تمكنت مبادرة تحدي القراءة العربي من إثبات نجاحها وتفوقها بشكل لافت على مستوى العالم العربي تجلى ذلك في ازدياد عدد المشاركين فيها من الطلاب والطالبات من مختلف الدول، حيث حققت الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي مشاركة قياسية بلغت نحو 24.8 مليون طالب وطالبة من 46 دولة حول العالم، مثلوا أكثر من 188 ألف مدرسة، تحت إشراف نحو 150 ألف مشرف ومشرفة قراءة، وهذا خير دليل على أن المبادرة تمكنت من لعب دور كبير على الساحة الثقافية والتعليمية، وتغيير مفهوم قضاء الوقت دون فائدة معرفية لدى ملايين الأطفال وأعادت توجيههم إلى الكتاب والعلم والثقافة بطريقة أبهرت العالم كله، ما يبشر بجيل عربي مستقبلي قارئ وواع يشكّل مستقبل أمة بأكملها.

مكانة

وفي هذا الإطار، أشار الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء المدير التنفيذي لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إلى أن مبادرة تحدي القراءة العربي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، نجحت منذ دورتها الأولى في إحداث حراك ثقافي معرفي على أوسع نطاق، وترسيخ عادة القراءة لدى الأجيال الجديدة، وتعزيز مكانة اللغة العربية باعتبارها وعاء الثقافة والفكر والعلوم ومكوناً أصيلاً للهوية الحضارية العربية.

وتابع: «نجاح تحدي القراءة العربي التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم يتجلى في جوانب عدة تتمثل في الإقبال المتصاعد من الطلاب والطالبات على المشاركة في تصفيات التحدي، وفي كل عام نشهد ارتفاعاً في المشاركات وآخرها ما تم تسجيله من أرقام قياسية في الدورة السابعة حيث استقطبت 24.8 مليون طالب وطالبة من 46 دولة حول العالم، وقد أظهر المتنافسون شغفاً بالقراءة ومستويات متميزة في الجوانب المعرفية واللغوية وهذا يترجم الأثر الإيجابي الذي أحدثته المبادرة القرائية في المشهد الثقافي العربي».

وأضاف العلماء: «استطاعت المبادرة خلق حالة فريدة من التعاون وتكامل الرؤى والجهود بين مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وبين وزارات التربية والتعليم والجهات المعنية بالشأن الثقافي والمعرفي على امتداد الوطن العربي، وهو ما تعبر عنه الإنجازات السنوية التي تحققها المبادرة في توسعها الجغرافي وخططها التطويرية وقدرتها على حشد الدعم الرسمي والمجتمعي العربي لتشجيع الطلاب والطالبات على القراءة المكثفة واعتبار كل من يشارك فيها فائزاً». وأشار إلى أن المبادرة ستواصل مسيرتها في توسيع آفاق عملها وطموحاتها بما ينسجم مع رسالتها وأهدافها في نشر الثقافة والإبداع وإعلاء قيم الحوار والتسامح.

دور كبير

بدوره، قال الكاتب الإماراتي علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي: «تمر الأمم في كل مرحلة من مراحل تاريخها بمنعطفات تؤدي إلى تراجع دورها في مسيرة الحضارة الإنسانية، والأمة العربية ليست استثناءً من هذه المسارات المتعرجة والانعطافات التي تمر بها الأمم، وإذا كان العرب والمسلمون قد قادوا مسيرة الحضارة الإنسانية، وأسهموا فيها بجهود وافرة وضعتهم على رأس قائمة الأمم الفاعلة والمساهمة في نهضة البشرية وتقدمها، إلا أن دورهم قد تراجع خلال العقود الأخيرة، خاصة بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وانعكس هذا بشكل رئيس على الثقافة والفنون والآداب بأشكالها المختلفة».

وأضاف: «كان لانقطاع الناشئة والشباب على وجه الخصوص عن القراءة دور كبير في تراجع الحراك الثقافي والأدبي في الوطن العربي، فكانت دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لاستئناف الحضارة العربية، ولأن القراءة هي عمود نهضة الأمم فقد أطلق سموه تحدي القراءة العربي ليعيد الشباب إلى حضن الثقافة والعلم والمعرفة».

وأوضح علي عبيد الهاملي أن تجاوب الشباب مع هذه المبادرة بدى لافتاً، وانعكس على تزايد أعداد المشاركين في دوراتها، وقد أدخلت فئة جديدة إلى المشاركين فيها، هي فئة أصحاب الهمم، مشيراً إلى أن هذه النجاحات الكبيرة لتحدي القراءة العربي ومنها بروز مواهب عربية شبابية تؤكد تطور الحراك الثقافي والأدبي في الوطن العربي المرشح للتنامي أكثر مع رسوخ هذه المبادرة ونجاحها عاماً بعد عام.

منارة

من جانبه، أكد الكاتب والإعلامي الإماراتي ضرار بالهول الفلاسي أن الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص باتت منارة للثقافة والإبداع في شتى المجالات، مشيراً إلى أن الثقافة لم تقتصر على جيل بعينه، بل امتدت لتشمل الطفل في كافة أنحاء العالم. وقال الفلاسي: «إن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، واهتمامه بتعليم وتثقيف الأجيال، نتج عنه مبادرة تحدي القراءة العربي التي أثرت معارف ملايين الأطفال وجعلت القراءة أسلوب حياة لديهم والثقافة أساس، لتقف المبادرة شامخة في وجه من يقول إننا أمة لا تقرأ».

وأكد الفلاسي أن التحدي يعيد للقراءة مجدها من جديد ما يسهم في بروز جيل واع يشكّل مستقبل أمة بأكملها. وأضاف الفلاسي: «تحدي القراءة العربي يثبت عاماً بعد عام أننا لا زلنا أمة تعشق العلم والمعرفة وتتبوأ مكانة مرموقة بين الأمم، وخير شاهد هو العدد المتزايد الهائل في المشاركين من مختلف أنحاء العالم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى