اخبار الإمارات

السر في القانون..

يصادف يوم الـ13 من سبتمبر الجاري ذكرى اليوم العالمي للقانون، وهو وإن لم يكن هناك سبب محدد لاختيار هذا التاريخ يوافق توقيع ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو عام 1945.

وبعيداً عن المختصين من أهل القضاء بمختلف فئاتهم، يجب أن يسأل كل منا نفسه، لماذا يحتفل العالم بالقانون؟

والإجابة بكل بساطة أن القانون مثل الروح في الجسد، فمن دونه لا يمكن أن نأمن على أنفسنا أو ممتلكاتنا، أو حرياتنا.

ويُقاس ازدهار الدول، وتقدم الأمم بمؤشر سلامة قوانينها وآليات تطبيق العدالة الناجزة فيها، لذا يمثل القول المأثور «العدل أساس الملك» يقيناً راسخاً لدى الحاكم الرشيد، والشعب العظيم.

ولا نبالغ على الإطلاق حين نقول: إن «القانون من الاحتياجات الأساسية للإنسان مثل الماء والغذاء والهواء، ومنذ وجود البشرية، ظهرت الحاجة إلى قواعد تحكم سلوك الإنسان وعلاقاته، لذا أنشئت تدريجياً بمرور الزمن وتعاقب الحضارات قواعد قانونية طغى عليها العرف في زمن ما، ودونت في أزمان أخرى».

وتطور القانون في مختلف مراحل الإنسانية، انطلاقاً من الحياة البدائية ثم الزراعية والتجارية، وصولاً إلى الثورة الصناعية، وثورة المعلومات والاتصالات الحالية، ولا يمكن أن تتوقف عجلة تحديث القوانين في ظل التطور المذهل بجميع مناحي الحياة، وظهور أنماط مختلفة من العلاقات والابتكارات والجرائم أيضاً.

وتظل شريعة حمورابي، أول قانون مدون في تاريخ البشرية، محطة عظيمة في تاريخ التشريعات، ودليلاً لا يقبل الشك على ارتباطه بعبقرية الحاكم وقيمته؛ فالملك العظيم الذي أسس الامبراطورية البابلية وحقق انتصارات ورخاء وازدهاراً لشعبه، حفر اسمه في التاريخ بحروف من نور بسن شريعة تكاد تكون مثالاً يُحتذى لأفضل قواعد الحكم العادل في الوقت الراهن.

بالقانون فقط، يظل حمورابي أحد أفضل حكام الأرض، ومفخرة حقيقية لهذه المنطقة، بعد أن أحرز تقدماً تشريعياً وصرامة إدارية منذ أكثر من 400 عام، فكان الخلود مصير شريعته رغم تفكك إمبراطوريته من بعده، ومازلنا نردد حتى اليوم عبارة «العين بالعين والسن بالسن» دون أن ندرك أنها من أهم قوانين هذا الحاكم العظيم.

ومروراً بكل مراحل تطور القانون، من الضروري أن نقف ملياً أمام المنظومة التشريعية الرصينة والمحكمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لأنها مرتبطة جوهرياً بمؤشر التقدم والازدهار الذي تشهده الدولة، وتحولها إلى قبلة للمبدعين والمستثمرين والشباب النابهين من جميع الجنسيات.

حين تطأ قدماك مطار دبي أو أياً من مطارات الدولة، أو أحد المراكز التجارية الكبرى، عليك أن تقف دقيقة متأملاً هذا التنوّع البشري الفريد البديع.

وجوه ناضرة، جميلة مختلفة الملامح والألوان، قدم أصحابها من شتى بقاع الأرض، وانصهروا معاً في وطن واحد، يحتويهم دون تمييز بين عرق أو جنس أو دين.

وحين تفتش عن أسرار هذه النعمة النادرة، يمكنك أن تلخص أبرزها في كلمة واحدة.. القانون.

محكم ومستشار قانوني

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى