اخبار الإمارات

«HSBC»: مقومات نمو سوق دبي مستمرة

ت + ت الحجم الطبيعي

توقع بنك «HSBC» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بنسبة 3.1% خلال 2024 وبنسبة 3.6% خلال العام 2025، مدفوعاً باستقرار أسعار النفط والأداء الإيجابي للقطاعات الرئيسية غير النفطية، إلى جانب التشريعات والقوانين المتطورة المتمثلة في الإقامة الذهبية وتملك المستثمرين بنسبة 100%، ونجاح دولة الإمارات اللافت في جذب واستقطاب المؤسسات المالية العالمية.

وقال نبيل البلوشي، رئيس قسم الأسواق وخدمات الأوراق المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا لدى بنك «إتش إس بي سي» في حوار مع «البيان»: «لدينا نظرة إيجابية لأسواق المال الإماراتية خلال النصف الأول من 2024، حيث نشهد اهتماماً متزايداً من قبل المستثمرين الأجانب في الأسواق المحلية».

وأضاف البلوشي: «مستوى السيولة في الأسواق المحلية لا يزال قوياً، والاهتمام والرغبة موجودة من قبل المستثمرين، وبالتالي فالمقومات التي كانت متوفرة في العام الماضي ما زالت قوية وتشجع على الإدراج اليوم، ونتوقع أن نشهد إدراجات في القطاع السياحي؛ كونه قطاعاً كبيراً في الدولة إلى جانب قطاعي الصناعة والتجزئة».

وعلى صعيد سوق دبي المالي، أفاد البلوشي أن أداء سوق دبي كان ممتازاً جداً في 2023، حيث سجل أعلى مستوى نمو في المنطقة، والمقومات التي ساعدت في هذا الأداء القوي خلال العام الماضي ما زالت موجودة، بل بالعكس نرى أن المقومات اليوم أفضل من قبل.

وتالياً نص الحوار:

ما توقعاتكم للنمو الاقتصادي في الإمارات خلال العام 2024؟

نرى استمراراً للنمو في الإمارات خلال العام الجاري، حيث نتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.1% في 2024، ونحو 3.6% في 2025، بفضل استقرار أسعار النفط وأداء القطاع غير النفطي الإيجابي، وخاصة قطاعات الضيافة والعقارات والخدمات المالية، إلى جانب السياسات الحكومية المتقدمة والمتمثلة في إدارة ملف جائحة كورونا بشكل استثنائي والعديد من التشريعات والقوانين التي تم إصدارها خلال الفترة الماضية من ناحية التملك الكامل للمستثمرين، ومزايا الإقامة الذهبية، فضلاً عن التشريعات التي تساعد المستثمرين الدوليين، لا سيما المحافظ الاستثمارية والمؤسسات المالية كصناديق التحوط وإدارة الثروات والأصول التي لديها توجه كبير لإنشاء مراكز دولية لها في الإمارات.

وخلال السنتين الماضيتين شهدنا إصدار أكثر من 70 إلى 80 ترخيصاً جديداً لهذا النوع من المؤسسات المالية القادمة إلى المنطقة، وغالبيتها في الإمارات.

ما توقعاتكم لسوق الإدراجات في 2024؟

صراحة، بدأنا 2024 بشكل قوي، وما زال الاهتمام والشهية من المستثمرين موجودة بالنسبة للإدراجات، والسيولة متوفرة في السوق الإماراتي والمنطقة، وكذلك الطلب موجود، وبالتالي المقومات التي كانت متوفرة في العام الماضي ما زالت قوية وتشجع على الإدراج، كما أن التوقعات الحالية لأسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة تجعل الأسواق المالية جذابة أكثر وترفع مستوى الطلب.

اليوم لدينا نظرة إيجابية لأسواق المال الإماراتية خلال النصف الأول من 2024، كما نشهد اهتماماً متزايداً من قبل المستثمرين الأجانب في الأسواق الإماراتية.

ما تقييمك لأداء السوق المالي في دبي؟

كان أداء سوق دبي المالي ممتازاً جداً، حيث سجل أعلى مستوى نمو في المنطقة في العام الماضي، علماً بأن الأداء لا يقاس فقط من ناحية أين المؤشر يتداول، ولكن من ناحية مستوى السيولة، والتي كانت ممتازة بالفعل، وأيضاً من ناحية الإصدارات الجديدة التي كان عليها طلب كبير، ونجحت في إعطاء المستثمرين عوائد وحصصاً ممتازة.

كما أن طبيعة الإدراجات كانت ممتازة ولشركات رئيسية استثمرت فيها الحكومة على مدار سنين وأثبتت نجاحها، وأعطت المستثمرين الاطمئنان للدخول في شركات مستقرة مع مستويات دخل ممتازة، وكل تلك المزايا ساعدت في تقييم السوق بطريقة ممتازة جداً.

والمقومات التي ساعدت في الأداء القوي خلال 2023 ما زالت موجودة، بل بالعكس نرى أن المقومات اليوم أفضل من قبل، واليوم عندما يكوّن المستثمرون فكرة طيبة من ناحية النتائج التي حققت خلال السنتين الماضيتين ونوعية الإدراجات فإنهم يتشجعون أكثر ويزداد الطلب والزخم.

ما القطاعات الاقتصادية التي تتوقع أن تشهد اكتتابات خلال 2024؟

خلال الفترة الماضية شهدنا اهتماماً متزايداً من قبل الشركات العائلية، ونتمنى أن يتوسع الزخم خلال الفترة المقبلة، كما نتوقع أن نشهد إدراجات في القطاع السياحي؛ كونه قطاعاً كبيراً في الإمارات إلى جانب قطاعي الصناعة والتجزئة.

ما تقييمكم لأداء إصدارات السندات والصكوك في 2023؟

شهدنا خلال العام الماضي العديد من الإصدارات، وكان التحدي التقلب في أسعار الفائدة من ناحية اختيار الوقت المناسب للإصدار، وهذا الأمر يعتبر أحد التحديات الكبيرة بالنسبة للمصدرين، ونتوقع أن يستمر الأمر كذلك خلال العام الجاري؛ كون التقلبات كبيرة، أما من ناحية الحجم فنتوقع أن نشهد إصدارات كبيرة في المنطقة؛ إذ ما زال النمو الاستثماري كبيراً من ناحية استمرارية المشاريع والاستثمار في البنية التحتية والتوسعات، وخاصة في السوق السعودية، وبالنسبة للإمارات هناك طلب كبير أيضاً، والسيولة لا تزال موجودة وقوية.

وبالتالي سيستمر زخم الإصدارات في المنطقة بهدف دعم مشاريع التنمية والتوسعات خلال 2024، وبالفعل بدأ السوق اليوم يسعر الإصدارات وكأن أسعار الفائدة بدأت بالتراجع، فالإصدارات في يناير 2024 أقل من سعر إصدارات يناير 2023، وفي الواقع لم يتغير شيء على مستوى أسعار الفائدة حتى اليوم.

حدثنا عن مشاركة البنك في ملتقى «إنفستوبيا لندن».

كان للقمة دور مهم جداً في دعم التجارة بين الإمارات وبريطانيا، وشهدت توقيع مذكرة تفاهم بين الإمارات وبريطانيا ركزت على الأسواق المالية في الدولتين وسبل تطوير التعاون والربط بينهما، وهنا أيضاً يبرز دورنا المهم والحيوي، ولا سيما مع حضورنا الكبير في السوقين الماليين.

ما الفرص المحتملة بين البلدين التي يجب استغلالها وتعزيزها في المستقبل؟

الفرص كثيرة، وأبرزها في المجال المالي والأسواق المالية، فبريطانيا خارج المنطقة، والدول الإسلامية هي أكبر سوق للمنتجات المالية الإسلامية، وكذلك الإمارات لها دور بارز في هذا المجال، ونحن لنا دور كبير على صعيد المنتجات المالية الإسلامية.

وبالتالي هناك فرصة كبيرة للبلدين، ونسعى لأداء دور في زيادة وتنويع المنتجات وأخذ هذه الفرص إلى مستويات أعلى، وبالطبع مثل هذه الاتفاقيات تساعد وتسهل عمليات تسارع النمو في مجال التمويل الإسلامي.

وعلى صعيد أسواق الأسهم، طبعاً سوق لندن للأوراق المالية عمره أكثر من 300 سنة، وبالتالي هناك خبرة كبيرة يمكن لأسواق الإمارات الاستفادة منها، وبالنسبة للإمارات فهناك أيضاً نمو متسارع ومزيد من الابتكار في المنتجات الحديثة، وهو ما يمكن أن يفيد أسواق بريطانيا.

ما الدور الذي يمكن أن يقوم به بنك «إتش إس بي سي» لرفع مستوى التعاون بين البلدين؟

بصفتنا مؤسسة موجودة منذ أكثر من 76 سنة في الإمارات وفترة أطول في المنطقة، فضلاً عن وجودنا العميق في بريطانيا، فإن ذلك يضعنا في مركز قوي جداً لتطوير مستويات التعاون بين البلدين.

الأمر الآخر التركيز اليوم في الإمارات على زيادة الاستثمارات الأجنبية، ونحن بحكم وجودنا الكبير في أسواق كثيرة حول العالم، ومن ضمنها بريطانيا، فإن هذا يعطينا الأفضلية لجذب هذه الاستثمارات وتسهيل دخولها.

ونحن اليوم في الإمارات نعتبر المؤسسة الوحيدة فيما يتعلق بالأسواق المالية التي لديها منصة كاملة متكاملة، ولدينا رخصة الوساطة المالية في سوقي دبي وأبوظبي، وحتى على مستوى الخدمات الاستشارية على الاكتتابات الجديدة فلدينا الريادة أيضاً، حيث نعمل مع الشركات التي ترغب في أن تكون عامة وتدرج في أسواق المال، إذ نساعدها ونهيئها ونساعد أيضاً المستثمرين على الدخول فيها.

ما دور البنك على صعيد الاكتتابات العامة في المنطقة والإمارات؟

خلال السنتين الماضيتين 2022 و2023 كان هناك 17 إدراجاً في المنطقة (الخليج)، وتقريباً قمنا بقيادة وترتيب 78% منها، وهنا يبرز دورنا الفعال والحيوي في هذا المجال، وعلى مستوى الإمارات كان لنا دور ريادي ورئيسي في الاكتتابات المهمة التي حصلت، مثل «ديوا» و«تاكسي دبي» و«أدنوك» و«سالك».


تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى