اخبار المغرب

بعد 30 عاما من الإبادة الجماعية للتوتسي..رواندا تستعد لأسبوع من الحداد

بمناسبة الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية للتوتسي، أشعل الرئيس الرواندي بول كاغامي، اليوم الأحد شعلة في نصب جيسوزي التذكاري في كيغالي.
وخلال الأيام المقبلة، لن يُسمح بعزف الموسيقى في الأماكن العامة أو على الإذاعة بينما ستُمنع القنوات التلفزيونية من بث الأحداث الرياضية والأفلام، ما لم تكن على صلة بمراسم إحياء الذكرى.
ودعت منظمات حقوقية بما فيها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، إلى تسريع محاكمة المسؤولين عن الإبادة الجماعية.
وأطاح كاغامي، زعيم الجبهة الوطنية الرواندية في يوليوز 1994 نظام الهوتو الذي ارتكب الإبادة الجماعية.
وقبيل الذكرى، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون « إن فرنسا كان بإمكانها وقف الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994 مع حلفائها الغربيين والأفارقة، لكنها لم تكن لديها الإرادة ».
ويعد هذا خطوة إضافية بعدما اعترف ماكرون عام 2021 بـ »مسؤوليات » فرنسا في الإبادة الجماعية بتشكيل لجنة خلصت إلى أن فرنسا « تتحمل مسؤولية كبيرة » في تلك الأحداث، مع استبعاد « التواطؤ ».
ودائما ما اتهمت كيغالي فرنسا بـ »التواطؤ » بالنظر لمحافظة باريس على علاقات وثيقة مع نظام الهوتو عندما بدأت الإبادة الجماعية.
وعاد التقارب بين باريس وكيغالي بعد عقود من التوترات وصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما بين عامَي 2006 و2009.
وقُتل في هذه المجازر التي تعد إحدى فصول التاريخ الأكثر قتامة في أواخر القرن العشرين، أكثر من 800 ألف رجل وامرأة وطفل، معظمهم من عرقية التوتسي لكن أيضا من الهوتو المعتدلين.
وقتل الضحايا بإطلاق النار عليهم أو ضربهم أو طعنهم حتى الموت في عمليات قتل غذّتها الحملة الدعائية المناهضة للتوتسي التي بثت على التلفزيون والإذاعة. ويقدّر بأن ما بين 100 ألف إلى 250 ألف امرأة تعرّضن للاغتصاب، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وفرّ مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من عرقية الهوتو الذين شعروا بالخوف من الهجمات الانتقامية عقب الإبادة إلى بلدان مجاورة بينها جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وما زالت المقابر الجماعية تُكتشف في رواندا حتى اليوم.
منذ 30 عاما، تقوم رواندا بمبادرات للمصالحة الوطنية، من بينها إقامة محاكم أهلية في العام 2002 حيث يمكن للضحايا الاستماع إلى « اعترافات » أولئك الذين اضطهدوهم.
وتفيد السلطات الرواندية بأن مئات المشتبه بهم في الإبادة ما زالوا فارين، بما في ذلك في جمهورية الكونغو الديموقراطية وأوغندا المجاورتين.
وحتى الآن، تم تسليم 28 فقط إلى رواندا على مستوى العالم.
وحاكمت فرنسا، إحدى أبرز الوجهات للروانديين الفارين من العدالة في بلدهم، ودانت نحو خمسة أشخاص على خلفية تورطهم في عمليات القتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى