اخبار الإمارات

أبرز أضرار السهر على نمو طفلك

متابعةجودت نصري

النوم هو الصحة والعافية لكل من الأطفال والكبار، والحصول على ساعات النوم الكافية للطفل مهم جداً لنموه. حيث يستعيد الجسم طاقته، ويرتاح الدماغ، ومن المدهش معرفة أن ذروة هرمون النمو تفرز أثناء النوم أيضاً… خاصة في الساعات الأولى من نوم الطفل – قبل الساعة 12 ظهراً. – في الواقع فإن 90% من النمو الطولي عند الأطفال والمراهقين يحدث أثناء النوم المتواصل ليلاً.
لكن مع تطورات العصر، وانجذاب الأطفال الصغار للألعاب الإلكترونية إلى حد كبير، بدأ الطفل يؤخر موعد نومه، والسهر لفترة طويلة أمام الشاشات، بالإضافة إلى أسباب أخرى. ومن الناحية العلمية فإن نوم الطفل في الليل يختلف عن نومه في النهار. ويحتوي التقرير على تفاصيل كثيرة حول عملية النمو وساعات نوم الطفل وأضرار قلة النوم.

عملية نمو الطفل

النمو عملية معقدة تحتاج لعدد من الهرمونات لتحفيزها ودعمها، ولمساعدة العمليات الجسدية والعقلية الحيوية التي تحدث في الدم والعضلات والعظام وأعضاء الجسم المختلفة لأن الطفل يكون في حالة عميقة أو أقل مراحل عميقة من التطور.
ويعتبر هرمون النمو البشري من أهم هذه الهرمونات، والذي تفرزه الغدة النخامية في الدماغ، ويتأثر معدل إنتاجه بعوامل كثيرة مثل التوتر، والتغذية السليمة، والنشاط البدني، والنوم أيضاً.
علمياً تنمو أعضاء الأطفال ليلاً، وخاصة العظام، ومع الاستلقاء واختفاء ضغط ثقل الجسم على العظام، تنفتح صفائح نمو العظام لتستطيل وتنمو، لدرجة أن الطفل أحياناً يستيقظ متألماً من الألم. في ساقيه.

تأثير تأخر الطفل في النوم

لذلك، فإن تحديد جدول نوم الطفل يساعد في دعم صحته الجسدية، والنفسية، والمعرفية، وقلة ساعات النوم تؤدي إلى: اضطرابات في ضغط الدم، ومقاومة الأنسولين، والسمنة، واضطرابات المزاج، ونقص الانتباه.
يتم إفراز هرمون النمو على مدار اليوم، إلا أنه يصل إلى أقصى مستوياته عند الأطفال أثناء النوم المسائي، وفي المرحلة الأولى من النوم الليلي العميق، قبل منتصف الليل، حيث يركز الجسم على النمو الجسدي في هذا الوقت.
وتمثل كمية هرمون النمو التي يتم إنتاجها في تلك الفترة بعد نوم الأطفال حوالي 48% من إجمالي هرمون النمو الذي يتم إفرازه.
ولذلك فإن تأخير الطفل في النوم مساءً يؤثر سلباً على مدة هذه المرحلة، نتيجة تأثر الساعة البيولوجية بضوء النهار وتحكمها اللاحق بهرمونات اليقظة والنوم. لذلك، يوصى دائمًا بالنوم المبكر للأطفال لضمان نمو مثالي ومنضبط.

عدد ساعات النوم اللازمة للطفل

يختلف عدد ساعات النوم اللازمة للنمو الصحي للطفل حسب عمره. يحتاج الأطفال في سن ما قبل المدرسة أو الروضة إلى ما بين 10 إلى 12 ساعة يوميًا، مع بعض القيلولة طوال اليوم.
وتقل القيلولة مع وصول الطفل إلى سن الخامسة، بينما يحتاج الأطفال في المرحلة الابتدائية إلى ما بين 9 إلى 11 ساعة يومياً. وتمثل هذه الأرقام متوسط ​​عدد ساعات النوم، والتي تختلف قليلاً من طفل إلى آخر.

الآثار الضارة لقلة النوم

يتباطأ نمو الطفل أو يتوقف، إذ لا يتمكن بعض الأطفال من إنتاج كمية كافية من هرمون النمو لأسباب مختلفة، كما يؤدي الحرمان من النوم إلى تفاقم الحالة.
يؤدي نقص هرمون النمو إلى عدد من المشاكل الصحية في الرئة والقلب والجهاز المناعي لدى الطفل.
بالإضافة إلى ضعف المهارات الحركية والتركيز خلال ساعات النهار، مما ينعكس على مستوى الطفل الدراسي وسلوكه.
كما يتغير مستوى هرمونات الجسم الأخرى، مثل؛ الهرمونات المسؤولة عن الشهية والشعور بالجوع والشبع
كل هذا ينعكس على سلوك الطفل في تناول الطعام. مثل الاستهلاك المفرط للكربوهيدرات ذات السعرات الحرارية العالية.
العلاقة بين اضطرابات النوم ومعدل النمو
هناك عدد من مشاكل واضطرابات النوم التي تتسبب في عدم حصول الطفل على القدر الكافي من النوم العميق، والذي يحدث في وقت مبكر من الليل (الثلث الأول).
وبالتالي يتوقف إفراز هرمون النمو، والذي يظهر أثره بوضوح في اختلاف معدل نمو الطفل حسب منحنيات وجداول النمو المعروفة.
كما تحدث الاضطرابات عندما يعاني الطفل من انسداد في مجرى الهواء العلوي، والذي يظهر في الشخير أو توقف التنفس، مما يجعل الطفل يستيقظ لا إرادياً ليفتح مجرى الهواء ويستأنف التنفس الطبيعي في عملية متكررة.
غالباً ما تؤثر عملية الاستيقاظ المتكرر على نوم الطفل العميق، وينعكس ذلك في تغير معدل إفراز هرمون النمو، نتيجة السهر مثلاً.
هناك حالة من انقطاع التنفس أثناء النوم، أو متلازمة تململ الساقين، ويتعافى منها غالبية الأطفال ويعودون إلى مسار النمو الطبيعي مثل أقرانهم.
نصائح حول نوم الأطفال

من الصعب تحديد مواعيد نوم للأطفال، بينما هناك بعض الإرشادات التي تساعد على تنظيم جدول نوم الطفل، مثل: جعل النوم أمراً إيجابياً ومثيراً للطفل، وذلك من خلال ربط النوم بأنشطة الطفل والإنجازات اليومية الرائعة التي حدثت. بسبب نومه أو قيلولته المبكرة.
الاهتمام بالأطعمة الصحية والأنظمة الغذائية التي تحتوي على الدهون غير المشبعة والغنية بالمعادن والفيتامينات والبروتينات والكربوهيدرات المعقدة، والابتعاد عن الوجبات السريعة غير الصحية والأطعمة المصنعة.
العلاقة بين النوم وهرمون النمو وثيقة، حيث يتأثر معدل إفراز هرمون النمو بعدد ساعات النوم العميق التي يحصل عليها الطفل.
وهذا ما يجعل اضطرابات النوم المختلفة أحد أسباب نقص هرمون النمو، علماً أن معظم إنتاج هرمون النمو يحدث في المرحلة الأولى من النوم، أي قبل منتصف الليل.
ولذلك، إذا سهر الطفل لوقت متأخر، أو إذا اضطرب نمط النوم لأي سبب من الأسباب، فإن ذلك يؤثر سلباً على إفراز هرمون النمو، وبالتالي معدل نمو الطفل أو البالغ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى