اخبار الإمارات

«الفضاء الأوروبية» تناشد القارة زيادة التعاون لمواجهة المنافسين

ت + ت الحجم الطبيعي

حثّ رئيس وكالة الفضاء الأوروبية، حكومات القارة، على تعميق تكامل قدراتها الوطنية الفضائية في مجالات الأمن والدفاع، لمواكبة خطى المنافسين العالميين. وقال جوزيف أشباخر، مدير عام وكالة الفضاء الأوروبية، في حوار مع «فاينانشال تايمز»: تتمتع الدول الأوروبية بتنافسية قوية في كثير من قطاعات الفضاء، مضيفاً أنه رغم ذلك تفتقر أوروبا إلى توحيد القدرة، خصوصاً في مجالي الأمن والدفاع.

وقال أشباخر: «الأمر مختلف كلياً عن أي دولة أخرى في العالم. فالفضاء، في أمريكا والصين والهند واليابان ودول أخرى عدة، مدفوع بالأمن والدفاع إلى حد كبير»، وتابع: «أنا على قناعة شديدة بأن المزيد من التكامل والمشاركة سيكون في صالح أوروبا».

وأصبح الفضاء قطاعاً شديد التنافسية بين القوى العالمية، مثل أمريكا والصين وروسيا والهند، مع تزاحمها على التفوق في تكنولوجيا الفضاء، وبحثها عن استخدام أصولها في أبحاث الفضاء على الأرض، على المثال، لأغراض عسكرية.

ويتأخر الإنفاق الأوروبي على الفضاء، سواء من جانب الحكومات أو القطاع الخاص، عن مثيله في أمريكا والصين، ما يحفّز المناشدات لتبني نهج أكثر تكاملاً من أجل استغلال أفضل لموارد القارة مجتمعة.

تتألف وكالة الفضاء الأوروبية من 22 دولة، تشمل دولاً غير عضوة في الاتحاد الأوروبي، هي: النرويج، وسويسرا، والمملكة المتحدة، وتعمل كوكالة تطوير ومشتريات لمشروعات الاتحاد الأوروبي، مثل برنامج «كوبرنيكوس» لمراقبة الأرض، ونظام «جاليليو» للملاحة عبر استخدام الأقمار الصناعية. ولدى الوكالة موازنة لعام 2024 تبلغ 7.8 مليارات يورو، أي أقل من ثلث الموازنة المخصصة لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» البالغة 27.2 مليار دولار.

وتعكس المناقشات عن مزايا تجميع الموارد الخاصة بالفضاء بين الدول الأوروبية، جدالاً قائماً منذ وقت طويل حول الجمع بين الإنتاج العسكري والقدرات الدفاعية، وهو الأمر الذي قاومته أغلب الحكومات، وذلك مبعثه الرغبة في الحفاظ على السيادة الوطنية.

وأدّى ذلك إلى الافتقار إلى الفعالية والحجم الضخم في عمليات إنتاج الأسلحة، وضعف إمكانية العمل البيني للقوات المسلحة عبر أوروبا، التي تتحالف جميعها تقريباً تحت لواء إما الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أو كليهما. وشدد أشباخر على أن تحقيق تكامل أفضل في مجال الفضاء يتطلب العمل «للتغلب على بعض أولويات أصحاب النزعة الوطنية وردود أفعالهم».

وحفّزت الحرب الروسية الأوكرانية، بعض جهود تجميع الموارد الدفاعية، وساعدت في تحفيز زيادة مهمة في الإنفاق على الفضاء من جانب بولندا، التي تتشارك حدودها مع أوكرانيا. وقال أشباخر إن صعود الصين، باعتبارها رائداً في الفضاء، يؤثّر بدوره على الطريقة التي ترى بها العواصم الأوروبية أهمية التمتع باستراتيجية موحدة. وأضاف: «صعود الصين حقيقة، إنه شيء علينا وضعه في الاعتبار عند تخطيطنا ووضع استراتيجيتنا».

وأكد: «أوروبا تحتاج إلى تحديد موقفها للحفاظ على قدراتها الصناعية أو زيادتها»، وأردف: «يُعد بروز الصين بمثابة فرصة لأوروبا لكي تدرك الوضع، ومن ثَم العمل على تطوير قوتها». وأضاف: «السؤال هو، هل سيكون هناك مزيد من التكامل أو تقوية القدرات الأوروبية؟ هذا أمر الإجابة عنه متروكة للساسة».

تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز
تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى