اخبار

“المقاومة اتجننت في غزة”.. النخالة: الجهاد شاركت في طوفان الأقصى بعد دقائق قليلة من انطلاق العملية

فال الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” ، زياد النخالة، إن سكان مستوطنات “غلاف غزة” يخشون العودة بعد رؤيتهم “هزيمة” جيشهم وسقوط المزاعم بأنه “لا يقهر”، كاشفا النقاب عن مشاركة الحركة في “طوفان الأقصى” بعد دقائق من انطلاق العملية.

جاء ذلك في مقابلة مع موقع “المصير”، تضمنت تصريحات مهمة للنخالة الذي يأتي على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.

وتحدث القائد النخالة في كل شئ، بداية من كيف بدأ طوفان الأقصى، ومتى انضمت حركة الجهاد للعملية، وكيف تم أسر الإسرائيليين، ومن يجلس مع الأسيرات من عناصر المقاومة، والوضع الحالي في غزة، والمساحة التي تسيطر عليها إسرائيل داخل القطاع، وكيف استفادت المقاومة من هدم المنازل في غزة، ومتى ستنتهي الحرب من وجهة نظر المقاومة، وهل يتكرر طوفان الأقصى في الضفة الغربية أم لا، ولماذا لم تشارك الشرطة الفلسطينية في الحرب حتى الآن ،ومن أين تحصل المقاومة علي السلاح؟ 

تناول الحوار نقاط أخرى كثيرة ومثيرة أخرى كثيرة وإلى نص الحوار
سألناه في البداية عن الوضع الحالي للحرب الإسرائيلية على غزة وكم التضحيات والشهداء والجرحى والفاتورة الضخمة للمعركة، فعند أي حد يمكن أن يتوقف هذا الإجرام الصهيوني من وجهة نظره ؟

رد بكل ثقة ويقين قائلا ” إسرائيل تورطت في دخولها غزة لأن مساحة القطاع ، 365 كيلو متر ، وعرضه 7 كيلو متر وإسرائيل لا تستطيع التحرك في غزة الا في حدود 20 كيلو متر، فقبل الهدنة كانت تتحرك في مساحة 50 كم وبعد الهدنة التي جرت قبل شهر ونصف تقلصت المساحة التي يتحرك فيها الجنود الإسرائيلين ل20 كم.. والدمار الذي سببته آلة الحرب الصهيونية لغزة رغم قسوته، أفاد المقاومة.

توقفنا وسألناه كيف تحول الدمار الذي أصاب قطاع غزة إلى نقطة إفادة للمقاومة؟

فكان رده “لأنه أصبح خروج المقاومين وتخفيهم، بين أنقاض المباني لاصطياد الجنود الإسرائيليين ومدرعاتهم أسهل بكثير

يكمل – لذلك ندمت إسرائيل بعدما تورطت في دخول غزة ، ” بقت مش عارفه تعمل ايه – هكذا قال..

ويضيف “فالتقدم هزيمة والتراجع هزيمة ، والمقاومة انتصرت عليهم من اليوم الأول من عملية طوفان الاقصى ، وكبدتهم خسائر كبيرة في المعدات والأرواح. وعلى مدار أكثر من 3 شهور ، وإبداع المقاومين الفلسطينيين لا يتوقف ، ويشكل مفاجآت مذهلة للعدو الصهيوني.

“المقاومة اتجننت في غزة” هكذا وصف العمليات النوعية التي تقوم بها المقاومة في غزة والتي تصيب الإسرائيليين بالجنون.

يتابع ” المقاومة تقوم بعمليات مذهلة تفوق الخيال، واسرائيل أصبحت في مأزق كبير بعد دخولها غزة، بالإضافة إلى أن هناك عدد كبير من الإسرائيليين خرجوا خارج غلاف غزة ، ويقدر عددهم ما يقرب من 300 ألف نسمة ، والخوف الذي أصابهم بعد رويتهم لهزيمة جيشهم ، جعلهم يخافون من العودة ، بالإضافة إلى سقوط المزاعم الإسرائيلية بأن جيشها لا يقهر ، حيث اتضح الحجم الحقيقي للجيش الإسرائيلي وأنه جيش هش، والشعب الفلسطيني بعد طوفان الأقصى أصبح يشعر لأول مرة في التاريخ أنه يستطيع هزيمة إسرائيل ، كما أظهرت الحرب الوجه الحقيقي لإسرائيل بقتلها للأطفال والنساء وهدمهم للمساجد والكنائس والمستشفيات، وظهرت الحقيقة بشكل تام، فاسرائيل دولة إرهابية.

ولكن في المقابل هناك ما يقرب من 30 ألف شهيد فلسطيني سقطوا في غزة فمن الذي يعوض الشعب عن هذا المصاب الجلل ؟

قال الرجل بكل يقين ” ما يعوض الشعب الفلسطيني هو أن يرى مقاومته تنتصر يوميا ، ف المقاومين هم أبناء هذا الشعب الفلسطينى ، والشعب الفلسطيني لا يظهر أبدا أنه منكسر ، فهم يحملون أبناءهم الشهداء بأيديهم إلى القبر ، ويدفنونهم ثم يواصلون المقاومة، و50 % من سكان شمال قطاع غزة بقوا في أماكنهم ورفضوا أن يغادروا منازلهم.

وحينما سألناه وإلى أي مدى تستطيع المقاومة مواصلة التحدي والصمود ؟

قال “رجال المقاومة الفلسطينيين استطاعوا بسلاح بسيط مصنع محليا ، الانتصار على العدو الصهيوني، الذي يمتلك أسلحة متطوره ومدعوم من امريكا والدول الغربية ، وعقيدة المقاتلين هي مواصلة الصمود حتى تحقيق النصر

وأذكر أنني قلت لوزير الخارجية الإيراني أن غزة لا تملك شيء، وتتحدى العالم وتنتصر، لذلك يجب أن تكون غزة عضو دائم في الأمم المتحدة ، وعضو في مجلس الأمن ، ولها حق الفيتو .

طرحنا عليه وجهة النظر الأمريكية والاسرائيلية الخاصة بأن مستقبل غزة بعد الحرب يجب أن يكون بلا حماس وبدون سلاح للمقاومة فهل هذا الأمر قابل للنقاش أو التحقيق؟كان هذا هو السؤال

فكان رده سريعا وحاسما – هذه أوهام ، وهذا النوع من الثرثرة الفاضية لا قيمة له ، حماس ليست مستوردة من الخارج ، حماس تشكل قطعة مهمه من الشعب الفلسطيني ، والشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره-تحدث بنبرة وطريقة وحسم وكأنه قيادي بحماس وليس أمين عام حركة الجهاد

استفسرنا منه عما اذا كانت حركة الجهاد قد شاركت حماس في عملية طوفان الأقصى منذ الساعات الأولى لفجر يوم ٧ أكتوبر أم انضمت في وقت لاحق ؟

فقال – الجهاد شاركت مع حماس في طوفان الأقصى بعد نصف ساعة فقط من بدأ العملية ، ولكن لم نخطط مع حماس لها، لأننا كمقاتلين جاهزين دائما ، وقبلها بيوم واحد كنا قد نفذنا عرض عسكري.

يكمل بتواضع وإيمان وتجرد – ليس لدينا حساسية أن تقود حماس هذه العملية، فالجهاد وحماس حلفاء ، وحماس أكثر عددا وقدرة ، ولكننا حاضرين معهم ، ونقاتل معهم في الميدان ، وننسق معهم سياسيا وعسكريا، وفي الميدان نحن وحماس نقاتل العدو الإسرائيلي ، فكل المقاومين فلسطينيين.

كم بلغ عدد الشهداء من المقاومة يوم ٧ اكتوبر؟

لا احد يعرف العدد.. هكذا كان رده مختصرا

كان هناك سؤال يبدو مستفزا ووقحا ولكنه تطرحه بعض النخب العربية الممولة أمريكيا والمدعومة إسرائيليا وترددنا هل نسأله أم لا وفي النهاية سألناه.. رددت بعض الأصوات والأقلام بأن عملية طوفان الأقصى تمت بالتنسيق بين حماس وإسرائيل؟

هذا الكلام يقال للهجوم على حماس من قبل أعداءها ،وهم يقولون أن حماس عميلة لإسرائيل وهذا الكلام لا يزيد عن كونه ثرثرة وادعاءات كاذبة،وكلام لا يستحق النقاش اصلا، والقول بأن إسرائيل سمحت في البداية لحماس بالتواجد والنشأة من أجل مواجهة مشروع فتح حينما كانت فتح هي التي تقود المقاومة مردود عليه، فالاحتلال الإسرائيلي حينما نشأت حركة حماس وكان اعضائها يهتمون بالمسجد والصلاة فإسرائيل تركتهم في البداية حينما اعتقدت أنهم سيكتفون بالتواجد في المساجد فقط، ولكن حينما انخرطوا في الجهاد وفي المقاومة أصبحوا العدو الأول لإسرائيل.

سألناه عن أحوال الأسرى وكيف يعيشون ومن الذي يجلس مع الأسيرات الإسرائيلييات من عناصر المقاومة ؟

المقاومة في حماس والجهاد لديها قطاعات نسائية، ولكن دورهم في العمليات الإنسانية واللوجيستية كما اتضح في تبادل الأسرى ، وليس لهم دور قتالي، ونساء المقاومة قمن بمرافقة الأسيرات الإسرائيليات النساء في الأماكن التي تم احتجازهن فيها ، فالنساء الأسرى لديهم متطلبات ، ولا يجوز أن يرافقهن الرجال، وبعضهن احتجن لمتطلبات وأمور لا يجوز أن يطلع عليها غير النساء،

هل ترى أن الحرب الإسرائيليية على غزة لها دوافع وأسس دينية لدي الصهاينة؟

المشروع الصهيوني قائم على أساس ديني ، فالدين عند اليهودي أساس للدولة الصهوينية

كيف ترى مسألة وجود جنود مسلمين داخل الجيش الإسرائيلي ؟

يوجد جنود مسلمون في الجيش الإسرائيلي ويقاتلون في صفوفهم ، ولكن بالنسبة لنا هم أعداء ، فنقاتلهم ونقتلهم مثلما نقتل أي جندي صهيوني ، وهولاء عملاء وخونة فقدوا صفة المسلم والعربي .

سألناه عن الخطط التي سبق وأن اعلنتها إسرائيل عن إغراق أنفاق غزة بالمياه للقضاء على المقاومة ؟

فكان رده- الأنفاق ليس بالضرورة أن تكون متصلة ببعضها ، وأينما تذهب في غزة يوجد انفاق، وهذه تجربة يريدون خوضها ، خلينا نشوف كيف سينفذوها.. قالها بلغة الواثق أن هذا الأمر لن يكتب له النجاح

ولكننا عدنا وسألناه… الا يوجد تخوف من أن إغراق الانفاق، قد يؤدي لمقتل الأسرى الإسرائيليين والذين يمثلون ورقة ضغط للمقاومة ؟

فرد بشكل قاطع… الأسرى الإسرائيليين مؤمنين.

وكم عدد الأسرى الإسرائيليين الفعلي لدي المقاومة ؟

عددهم يعرفه قادة المقاومة، وإسرائيل نفسها لا تعرف عدد أسراها.

هل ما زلتم مصرون على تبيض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين ؟

الكل بالكل، ولن نرضى إلا بتحرير السجون الإسرائيلية من جميع الأسرى الفلسطينيين ، والجميع رأي أن حماس استطاعت إداراة تبادل الأسرى باحترافية حتى الآن .

نقلنا دفة الحوار للضفة الغربية وسألناه عما إذا كان نقل المعركة ولو بشكل جزئي للضفة الغربية ،قد يخفف العبىء على غزة؟

فكان رده – جبهة القتال مع العدو في الضفة الغربية متحركة ، ومعركتنا الأساسية في الضفة والتي تبلغ مساحتها ٦٠٠٠ كيلو متر مربع ، والحرب في الضفة أشد من الحرب في غزة ولكن يوجد بعض الانقسامات في الضفة الغربية ، بالإضافة الى أن الإمكانيات في الضفة ليست كالمتاحة في غزة، ووصل سعر البندقية من المهربين إلى ٢٥ الف دولار ، ولكن ليس لدينا خيار آخر غير المقاومة في فلسطين كلها، وسنرى الكثير من المقاومة في المستقبل .

ولكن اليس من الغريب أن أكثر من 40 الف شرطي فلسطيني في الضفة الغربية ومعهم سلاح ولم يحرك منهم واحدا ساكنا تجاه ما يحدث في غزة؟؟ سألناه هذا السؤال الاستنكاري

فكان رده باختصار هم مغلوبون على أمرهم مثلهم مثل كل الشعوب العربية، وما يحدث في غزة وفلسطين ليس شأنا فلسطينيا فقط بل هو شأن عربي وإسلامي ويخص كل العرب والمسلمين

سألناه على مصادر سلاح المقاومة ومن أين يحصل رجال المقاومة على بنادق القنص والأسلحة سواء داخل غزة أو في الضفة الغربية

فقال – معظم الأسلحة مصنعة محليا بإمكانات بسيطة للغاية، وفيما يتعلق ببنادق القنص وبعض الأسلحة الأخرى نشتريها من الإسرائيليين أنفسهم بأضعاف سعرها، ونشتري من عرب 48

كان السؤال الأخير عن تصريحات نتنياهو بأنه سيستهدف السلطة الفلسطينية لأنها تسعى لتدمير إسرائيل هي الأخرى ولكن على مراحل فهل هذا الأمر قد يغير من موقف السلطة ويجعلها تنضم للمقاومة المسلحة للمشروع الصهيوني؟؟.

فقال جماعة السلطة يكفرون بالمقاومة وبكل القيم الوطنية الفلسطينية وهم حالمون بأن الحل السلمي مع إسرائيل قد يؤدي إلى نتيجة

حينما انتهى الحوار وطلب الزميل محمد تمساح من زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد أن يجلس على مكتبه لنأخذ صورة معه رسمية وهو جالس على مكتبه، قلت له وهل نحن بصدد إجراء حوار مع شخصية حكومية حتي نتصور معه على المكتب، هل نحن في حوار مع الرئيس الفلسطيني أو رئيس الوزراء، رد أحد الحضور قائلا بل هو أهم من هؤلاء.

فنظرت إلى وجه نخالة خشية أن يكون كلامي قد اغضبه فوجدته يبتسم ولم يؤثر فيه هذا الكلام بمثقال ذرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى