اخبار الإمارات

شهدت زيارات لـ ” أردوغان و مودي و كيشيدا”.. ” 120 ساعة ” من المباحثات الثنائية المثمرة و النشاط الدبلوماسي في الدولة

 شهد الأسبوع الجاري نشاطاً مكثفاً على صعيد العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين الإمارات وكل من الهند و اليابان وتركيا، أثمر توقيع عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات والتأكيد المشترك على التعاون الثنائي والإقليمي والدولي متعدد الأطراف وتعزيز الروابط والتعاون الثنائي المشترك بين الإمارات والدول الثلاث.

و تؤكد الزيارات المكثفة تنامي وتصاعد دور الإمارات الفاعل عالمياً وتطور مستويات علاقاتها المشتركة وسياستها الخارجية.

فقد استقبلت الإمارات يوم السبت الماضي معالي ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة فيما وصل إلى الدولة يوم الإثنين الماضي معالي فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان الصديقة في حين تشهد أبو ظبي حالياً زيارة فخامة رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الصديقة والذي وصل إلى أبو ظبي مساء أمس في زيارة رسمية للدولة تبدأ اليوم.

وتستهدف الإمارات من خلال هذه اللقاءات تعزيز دورها في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي وتحديات المناخ والتنمية المستدامة.

شراكات شاملة

وقد بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، ومعالي ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة خلال لقائهما بقصر الوطن في أبوظبي مختلف جوانب العلاقات الثنائية في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى جانب الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند وسبل تعزيزهما لما فيه خير البلدين وشعبيهما واستدامة نموهما الاقتصادي وازدهارهما.

و أكد الجانبان، أن الإمارات والهند داعمتان رئيسيتان للعمل الإقليمي والدولي متعدد الأطراف، وتؤمنان بدوره المهم في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في العالم ومواجهة التحديات المشتركة، وذلك انطلاقاً من نهجهما الداعي إلى التعايش والتعاون والعمل على بناء شراكات مستدامة تسهم في إيجاد حياة أفضل لشعوب العالم أجمع وتطرقا إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” الذي تستضيفه الإمارات نهاية العام الجاري.

ورحب الجانبان، باتفاق البلدين على التبادل التجاري بالعملتين المحليتين (الدرهم / الروبية) وهو ما يمثل دفعة قوية لحركة التجارة بين البلدين ويجسد الإرادة المشتركة لتحقيق نقلات نوعية في مسار علاقاتهما الثنائية خاصة في المجالات التي تخدم التنمية.

وفي فبراير من العام 2022، أطلقت الإمارات والهند:” الرؤية الإماراتية – الهندية المشتركة” وذلك في ختام القمة التي عقدها عبر الاتصال المرئي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومعالي ناريندرا مودي بشأن معالم الآفاق الجديدة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وعلى مدار العقود الماضية كان قطاع الطاقة أحد الركائز الأساسية التي مكنت من إقامة علاقة متميزة بين الطرفين، إذ تعد الهند أهم شركاء تجارة الطاقة لدولة الإمارات..وتعززت هذه العلاقات الاستراتيجية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة وجسدتها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

ودخلت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند حيز التنفيذ في مايو 2022، محققة نتائج إيجابية عديدة أبرزها زيادة التجارة غير النفطية إلى أكثر من 50 مليار دولار ما يعزز الوصول للهدف المشترك بتحقيق تبادل تجاري يبلغ 100 مليار دولار بحلول 2030.

مذكرات واتفاقيات

وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ومعالي فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان الصديقة، يوم الإثنين الماضي تبادل مذكرات تفاهم واتفاقيات تهدف إلى تطوير الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين وتنويع مجالاتها.

وتبادل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، ومعالي إيسوزاكي يوشيهيكو نائب رئيس ديوان مجلس الوزراء الياباني ست مذكرات تفاهم واتفاقات خلال المراسم التي أقيمت في قصر الوطن في ابوظبي.

وأعلن الجانبان خلال فعاليات منتدى الأعمال الإماراتي الياباني والتي عقدت في أبوظبي بحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان ومعالي فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان عن توقيع حوالي 23 مذكرة واتفاقية بين العديد من الجهات والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص في البدين تضمنت قطاعات الاستدامة والطاقة المتجددة والصحة وعلوم الفضاء والتكنولوجيا والبيئة إلى جانب النقل والبنية التحتية والصناعة، والاقتصاد الدائري وغيرها من المجالات الحيوية.

وترتبط الإمارات بعلاقات عميقة ومتينة مع اليابان وجاء التوقيع على وثيقة اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في سبتمبر 2022 تجسيداً لمساعي قيادتي البلدين لتعزيز وتنمية العلاقات بشكل مستمر وانعكاساً لتطلعات الجانبين لترسيخ نموذج متميز في التعاون التنموي بمختلف المجالات.

وبلغ التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات واليابان 14.7 مليار دولار بنمو 10% مقارنة بعام 2021.

وتعد الإمارات الشريك التجاري الأول لليابان من حيث الصادرات والواردات في العالم العربي، حيث تستوعب 40% من صادرات اليابان إلى الدول العربية وتوفر 39% من وارداتها من المنطقة.
و تشكل الإمارات مصدراً لـ42 % من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى اليابان من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويقدر الرصيد التراكمي للاستثمارات اليابانية في الإمارات بنحو 14 مليار دولار، فضلاً عن وجود 10 آلاف شركة ووكالة تجارية يابانية تعمل في قطاعات مختلفة، مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والنقل والرعاية الصحية.
تركيا وعلاقة متميزة.

وتشكل الزيارة الحالية لفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الصديقة إلى الإمارات، دفعة قوية لتعزيز مسارات النمو المستدام والازدهار الاقتصادي خاصة بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين في مارس من العام الجاري.

وتسعى الإمارات وتركيا إلى تعزيز علاقاتهما الثنائية بدعم ومباركة قيادتي البلدين، والتأكيد على أهمية تلك العلاقات في دفع مسيرة التنمية الشاملة وتعزيز فرص الازدهار والاستقرار في المنطقة.

و تحظى العلاقات مع تركيا بأهمية كبيرة ضمن استراتيجية الإمارات لتعزيز شراكاتها وتوسيع وتطوير علاقاتها مع مختلف دول العالم.

و تشكل الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين استمرارا لمسيرة توطيد العلاقات وترسيخ التعاون المشترك في شتى المجالات.

وترتبط الإمارات وتركيا بشراكة متطورة ومزدهرة.. وبلغ معدل نمو التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 30% ليصل إلى 17.5 مليار دولار (64.3 مليار درهم) بنهاية العام الماضي، مقابل 13.5 مليار دولار (49.5 مليار درهم) بنهاية 2021 حسب بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى