اخبار الإمارات

معظم الأوروبيـين يؤيدون الحيادية في أي صراع بين الصين وأميركا

يعتقد معظم سكان دول الاتحاد الأوروبي أن الصين «شريك ضروري» لبلادهم، بدلاً من «منافس» أو «عدو»، وذلك وفق تقرير جديد حول مواقف السياسة الخارجية للقارة الأوروبية، تم نشره في السابع من يونيو، من قبل مجلس الاتحاد الأوروبي حول العلاقات الخارجية للاتحاد.

ويستند هذا التقرير إلى استطلاع للرأي، شارك فيه نحو 16 ألف شخص من 11 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي. ويظهر أن الغالبية الساحقة للذين شملهم الاستطلاع يفضلون أن تظل دولهم في موقف الحياد في الصراع المحتمل بين الولايات المتحدة والصين في ما يتعلق بتايوان.

وعلى الرغم من أن معظم الأوروبيين يرون أن الولايات المتحدة هي «حليف» أو «شريك»، فإنهم يعتقدون على نحو كبير أنه يتعين على أوروبا تعزيز أمنها وقدراتها الدفاعية، ولا يمكنها الاعتماد دائماً على واشنطن لضمان أمنها، وفق الاستطلاع.

موقف الرئيس الفرنسي

وشمل الاستطلاع، الذي أجري في أبريل من العام الماضي، عينات من 11 دولة، هي: النمسا، بلغاريا، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، هنغاريا، إيطاليا، هولندا، بولندا، إسبانيا، والسويد. وكانت الآراء تختلف بين دولة وأخرى. وتم إجراء هذا الاستفتاء في الوقت الذي قدم فيه قادة الدول الأوروبية وجهات نظر مختلفة حول كيفية التعامل مع صعود الصين كقوة عظمى. وفي التاسع من أبريل الماضي، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مقابلة مع كل من صحيفتي «لو ايكو» و«بوليتيكو»، وقال إنه يتعين على أوروبا تجنب الانجرار في الصراع الأميركي الصيني، في حين طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية، اورسولا فون دير لين، أوروبا بأن تتخذ خطوات «جريئة» من أجل الرد على الإصرار الدولي والمتزايد للصين على مواقفها الهادفة إلى أن تكون قوة عظمى.

وطلب الاستطلاع من المشاركين فيه تصنيف الولايات المتحدة، والصين، وروسيا إما في خانة الـ«حليف»، الذي نتشارك معه المصالح والقيم، أو «شريك ضروري» علينا التعاون معه من الناحية الاستراتيجية، أو «منافس» يجب علينا التنافس معه، أو «عدو» علينا الصراع معه، أو «لا أدري».

تأييد ماكرون

وفي ما يتعلق بالصين، كان عدد المواطنين الأوروبيين الذين يؤيدون موقف ماكرون، أكبر بكثير من الذين يؤيدون موقف فون دير لين. وهم لا يرون الصين باعتبارها قوة تهدف إلى تحدٍ، وتريد تقويض أوروبا.

الصين «شريك ضروري»

وترى نسبة قليلة من الذين شملهم الاستطلاع الصين بأنها «حليف»، وكانت نسبتهم 3.3% من المشاركين، في حين قال 43% منهم إن الصين «شريك ضروري»، مقارنة بـ 33% من المشاركين الذين قالوا إن الصين إما «منافس»، ونسبتهم 22%، أو «عدو»، وبلغت نسبتهم 11%.

وكشف الاستطلاع عن أن غالبية ساحقة من المشاركين يعتبرون واشنطن «حليفاً» أو «شريكاً».

وعلى الرغم من التقارب الكبير مع الولايات المتحدة، يتردد الأوروبيون كثيراً في دعم أي طرف ضد الآخر، إذا حدث صراع محتمل بين الصين والولايات المتحدة.

ويعتقد نحو 60% من الذين شملهم الاستطلاع أنه يتعين على دولهم أن تظل حيادية إذا دخلت الصين إلى تايوان، وجاءت الولايات المتحدة للدفاع عنها. وكانت الحيادية هي وجهة نظر الغالبية في جميع الدول التي شاركت في الاستطلاع.

مواقف القادة لا تعكس مواقف الشعوب

ويرى البعض أن ذلك يعد دليلاً على أن مواقف صانعي السياسة في أوروبا لا تعكس إرادة شعوبهم. وقال المؤرخ البريطاني آدم توز: «نحو 23% من الذين شملهم استطلاع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قالوا إنه يجب دعم الولايات المتحدة في الحرب مع الصين. ويبدو أنه حان الوقت كي تكون السياسة انعكاساً لهذه الحقائق الواضحة».

وقال السفير الفرنسي السابق في الولايات، المتحدة جيرارد اردو: «يميل القادة الأوروبيون وطبقة المثقفين إلى تأييد الولايات المتحدة».

تطوير القدرات الدفاعية

ويعتقد ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع أنه يتعين على أوروبا تطوير قدراتها الدفاعية، ولا يمكنها الاعتماد دوماً على الولايات المتحدة، بزيادة ثماني نقاط عن المرة السابقة التي تم فيها إطلاق هذا السؤال في نوفمبر 2020.

وقال نحو 10% إن الولايات المتحدة ستظل دوماً تعمل على حماية أوروبا. وقالت الصحافية، جانا بوغليرين، التي شاركت في كتابة الاستطلاع في مؤتمر صحافي: «إن أهم ما تم التوصل إليه من خلال الاستطلاع الذي قمنا به، أن الأوروبيين يريدون رؤية الاتحاد الأوروبي قادراً على الاعتماد على نفسه في سياسته الخارجية، ويتمكن من بناء قدراته الدفاعية. وهذه ليست مطالب جديدة للاتحاد الأوروبي، أو لقادة الدول الأعضاء فيه، ولكن الحرب في أوكرانيا عززت من هذه المطالب».

من جهته، قال تشارلز كوبتشان، الذي عمل مديراً سابقاً للشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي، في ظل الرئيسين السابقين باراك أوباما، وبيل كلينتون، ويعمل الآن في مجلس العلاقات الخارجية، معلقاً: «ربما يريد الأوروبيون الآن مزيداً من الاستقلالية الاستراتيجية، وتقليص اعتمادهم على الولايات المتحدة من أجل أمنهم، ولكن الحرب في أوكرانيا أعادت إحياء العلاقة الأمنية عبر الأطلسي، وعلى الأرجح ستجعل القوات الأميركية تواصل بقاءها في أوروبا لسنوات عدة مقبلة».

وأضاف كوبتشان لموقع رسبنسبل ستيتكرافت: «وحتى مع زيادة الإنفاق على الدفاع، سيستغرق بناء القدرات العسكرية الأوروبية سنوات، وربما عقوداً»، ولكنه قال أيضاً «من الصعب التوصل إلى إجماع حول الصين». وكما أظهر استطلاع الرأي الذي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فإن كثيراً من الأوروبيين يرون الصين باعتبارها «شريكاً ضرورياً» أكثر منها «منافساً».

وبالنظر إلى التوترات بين الولايات المتحدة والصين، ربما تواجه الولايات المتحدة أوقاتاً صعبة في الحفاظ على الوحدة بين طرفي الأطلسي، عندما يتعلق الأمر بالمشاركة التجارية مع الصين، إضافة إلى موضوعات جيوسياسية أخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

بلايز مالي صحافي في «رسبنسبل ستيتكرافت»


على الرغم من أن معظم الأوروبيين يرون أن الولايات المتحدة هي «حليف» أو «شريك»، إلا أنهم يعتقدون على نحو كبير أنه يتعين على أوروبا تعزيز أمنها وقدراتها الدفاعية، ولا يمكنها الاعتماد دائماً على واشنطن لضمان أمنها، وفق الاستطلاع.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى