اخبار الإمارات

عزلة اجتماعية

ت + ت الحجم الطبيعي

الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، ويبدأ الاندماج منذ طفولته فيشارك أفراد مجتمعه في المدرسة والجامعة وبيئة العمل والشارع والمراكز التجارية وغيرها، ولكن البعض منا يعاني من عزلة اجتماعية ولا يستطيع الاندماج مع محيطه.

البعض يعيش في عزلة اختيارية يرغب من خلالها في تصفية ذهنه والانشغال بالمشاريع الخاصة به، والبعد عن الضوضاء والضجيج والزحام الحياتي، ولكن بشرط أن هذه العزلة لا تطول حتى لا تسبب الأمراض النفسية والانفصال والانقطاع عن المجتمع، فالابتعاد عن الناس سرعان ما يتحول إلى مرض، لاسيما وأن التطورات الذكية والتكنولوجيا والانشغال بالأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر زادت حالات الانعزال الاجتماعي على مختلف الأعمار، حيث يتجه المراهق نحو العزلة والابتعاد عن الآخرين، ويفضل قضاء وقته وحيداً بحجة أن لا أحد يفهمه في المنزل، فينعزل في غرفته وحيداً أو قد يكون تعرض للتنمر فلا يستطيع الاندماج مع زملاء صفه لذلك لا بد من فتح باب الحوار والتواصل الايجابي مع المراهق داخل الأسرة حتى لا يتحول الانعزال إلى مرض نفسي وتتحول سلوكيات الأبناء إلى عداوة وإيذاء وتأخير في الدراسة وغيرها.

موضوع العزلة شائك ويمكن لأي شخص أن يصاب بها، فهناك العزلة الاجتماعية التي يشعر معها الشخص بأنه غير قادر على الاندماج مع الآخرين فيصاب بالعزلة الشعورية أو النفسية نتيجة للعزلة الاجتماعية.. ويشعر بها حتى لو كان مُحاطاً بشبكة من الأشخاص والأهل والأصدقاء، وهذه العزلة موجودة ونلاحظها بشكل كبير في مقار العمل وفي التجمعات الأسرية، هناك البعض لا يستطيع الاندماج مع المجموعة، وهذا يتطلب من قائد الفريق في العمل التواصل مع مثل هذه الحالات بالبحث عن الأسباب والتشجيع والدعم حتى يستطيع الاندماج مع روح الجماعة، حيث توصلت العديد من الدراسات أن العزلة الاجتماعية قد تصيب الفرد بالعديد من المشاكل النفسية والجسدية، فبحسب دراسة أمريكية فإن الوحدة المزمنة يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو السرطان، أو الخرف، حيث بينت دراسة من جامعة لوس أنجلوس أن الأشخاص الوحيدين لديهم مستوى أعلى من هرمون الإجهاد «الكورتيزول» في دمائهم مقارنة بالأشخاص الذين لديهم العديد من الاتصالات الاجتماعية.

لهذا أتوقع أننا نحتاج توعية لحل مشكلة العزلة الاجتماعية والحث على التواصل مع الآخرين في مجالات الحياة على اختلافها في الأسرة والأهل والأصدقاء والعمل ومحاولة بناء العلاقات الجيدة في المجتمع، والانخراط في الأنشطة الاجتماعية؛ مثل التطوع وحضور المناسبات الوطنية والمشاركة في أندية القراءة وجلسات المعرفة والاجتماع مع الأسرة والأصدقاء أو ربما استغلال الوقت بالمطالعة والقراءة وزيارة الأصدقاء وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى