اخبار

اعتقالات إسرائيلية مهينة للمدنيين في مناطق غزة المعزولة

غزة/سما/

اقتحم جنود الاحتلال الإسرائيلي مناطق شرقي مدينة غزة وشمالي قطاع غزة بعدما قصف شوارعها الرئيسية بكثافة استعداداً لإدخال دباباته وآلياته الكبيرة، وقام بتنفيذ عمليات اعتقال واسعة تعمد فيها إجبار المعتقلين على خلع ملابسهم أمام ذويهم، والجلوس على الأرض في طوابير في الشوارع الرئيسية، ثم نشر عبر وسائطه الإعلامية مقاطع فيديو تظهر طوابير المعتقلين.

وتعرف العديد من أقارب وأبناء المعتقلين إلى ذويهم من خلال مقطع فيديو نشرته صفحات تتبع لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي للتباهي، وكان من بينهم مدير مكتب “العربي الجديد” في قطاع غزة ضياء الكحلوت، والذي نزح بعض أفراد عائلته إلى جنوبي قطاع غزة، بينما ظل آخرون في مدارس وكالة “أونروا” في شمالي القطاع.

كان الزميل ضياء الكحلوت واحداً ممن رفضوا ترك منازلهم إلى جنوب وادي غزة لأسباب متعلقة بأوضاع العائلة، فلديه 4 أطفال، من بينهم طفلته ندى (12 سنة)، وهي مصابة بإعاقة دماغية وتحتاج إلى رعاية خاصة، وكذلك والدته المسنة المصابة  بأمراض الشيخوخة.

تقول إيناس الكحلوت، وهي ابنة عم الزميل ضياء، لـ”العربي الجديد”، إن “الاحتلال اعتقل معظم رجال العائلة، وبلغ عدد المعتقلين نحو 40 رجلاً وشاباً كانوا يقيمون في داخل ثلاثة مبان مملوكة للعائلة في بلدة بيت لاهيا، وكان معهم أيضاً عدد من النازحين، ضمن مئات اعتقلهم الاحتلال من منازل البلدة، وتحديداً منطقة مشروع بيت لاهيا خلف مركز الشرطة”.

تضيف الكحلوت: “حين اقتحم جيش الاحتلال المنطقة، أطلق تهديدات تطالب السكان بالخروج عبر مكبرات الصوت، وإلا تعرضوا لاقتحام منازلهم، ولما وصلوا إلى دوار أبو شرخ، بدأوا اقتحام المنازل، منزلاً تلو الآخر، وكانوا يجبرون كل من فيه على الخروج. عندما اقتربوا من بيتنا، أردنا في البداية تجاهلهم والبقاء في المنزل، لكنهم دخلوا بالقوة وأخرجونا، وطلبوا من الرجال خلع ملابسهم، وبقاء النساء والأطفال على المدخل. كان المشهد قاسياً. شاهدنا رجال العائلة يخلعون ملابسهم ويصطفون في وسط الشارع، ثم طلبوا من الأطفال والنساء المغادرة إلى المدرسة، وترك جميع الأغراض في المنازل”.

قرر محمد المدهون (32 سنة)، البقاء في بلدة بيت لاهيا برفقة والدته التي كانت تتلقى العلاج في المستشفى الإندونيسي كونها مصابة بسرطان الغدة الدرقية، وكان يعيش في المنطقة المحاصرة في مشروع بلدة بيت لاهيا، وتعرف شقيقه أحمد المدهون إلى صورته ضمن المعتقلين الذين نشر الاحتلال صورهم.

تواصل أحمد المدهون مع نساء العائلة والجيران الذين نزحوا إلى إحدى مدارس وكالة “أونروا”، فأكدوا له أن معظم رجال المنطقة تم اعتقالهم، وأن الاحتلال ترك فقط عدداً من الرجال المسنين، وأن المعتقلين أخذوا إلى المركبات العسكرية شبه عراة.
يقيم المدهون برفقة عدد من سكان شمالي غزة داخل إحدى مدارس منطقة تل السلطان، غربي مدينة رفح، منذ نحو شهر، ويؤكد أن عدداً من أفراد عائلته لم يستطيعوا النزوح خلال أيام الهدنة لعجزهم عن الوصول إلى شارع صلاح الدين بسبب وجود القناصة الإسرائيليين وعدم توفر وسائل المواصلات.
ويضيف متحدثاً لـ”العربي الجديد”: “جميع المعتقلين مدنيون، وليس لهم علاقة بشيء، وكانوا عاجزين عن النزوح لوجود مرضى وكبار سن وأطفال لا يتحملون رحلة النزوح الطويلة إلى جنوبي القطاع، والتي يمكن أن تمثل خطراً على حياتهم، ومن بين هؤلاء أخي، لكن الاحتلال يريد تصدير أي شكل من الإنجازات عبر تلك الاعتقالات. الكثير من النازحين تعرفوا إلى ذويهم عبر مقطع الفيديو المنتشر، والذي كان صادماً للغاية عليهم، وقد وصل عدد من النازحين من حي الزيتون، شرقي مدينة غزة، أخيراً إلى مناطق وسط القطاع بعدما أجبرهم جيش الاحتلال على المغادرة سيراً على الأقدام، وأكدوا لنا اعتقال العشرات من الفتيان والرجال متوسطي العمر في معظم المناطق”.

الزميل ضياء كحلوت (العربي الجديد)
إعلام وحريات
الاحتلال الإسرائيلي يعتقل مراسل “العربي الجديد” في غزة ضياء الكحلوت
وتقول النازحة الستينية أم رأفت الحصري إنه تم اقتياد عشرات المعتقلين من المنطقة التي كانت تقيم فيها، وهي منطقة كشكو في حي الزيتون، إلى جهة غير معلومة بالطريقة نفسها التي ظهرت في فيديو الاعتقالات من بيت لاهيا، وإن نساء في المنطقة أكدوا لها اعتقال اثنين من أبنائها وثلاثة من أحفادها.
تضيف الحصري متحدثة لـ”العربي الجديد”: “لم يبق في عمري الكثير، فأنا مصابة بالسكري والضغط، ونزحت سيراً كما سار الآباء والأجداد من قبلنا خلال النكبة، ولا أعلم مصير أبنائي وأحفادي، وحالياً أشعر بقهر وخذلان كبيرين، فنحن متروكون لمصيرنا المجهول، ولا أحد يتدخل من الأشقاء العرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى