اخبار الإمارات

شركات التكنولوجيا الكبرى تسعى لتكريس هيمنتها بتكثيف الاستثمار في الذكاء الاصطناعي

ت + ت الحجم الطبيعي

الصفقات الأخيرة تستهدف عدم سيطرة «مايكروسوفت» و«أوبن إيه آي» على الذكاء الاصطناعي التوليدي

يشهد مجال الذكاء الاصطناعي رواجاً غير مسبوق، حيث يتم تداول أسهم شركات التكنولوجيا المتخصصة فيه بقيم أعلى 2.5 مرة بالمقارنة مع نظيراتها من الشركات غير العاملة في هذا المجال، وذلك وفقاً لشركة ثيوري فنتشرز الاستثمارية، التي تشير إلى أن الشركات التي تحظى بدعم من عمالقة التكنولوجيا تشهد قفزات كبيرة في القيمة السوقية.

ويمكن اعتبار محافظ الأسهم لشركتي إنفيديا الشركة الرائدة في تصميم شرائح الذكاء الاصطناعي، وألفابيت الشركة الأم لغوغل، بمثابة دليل للمطلعين عن الذكاء الاصطناعي.

وكشفت تقارير الإيداعات التنظيمية «إف 13»، التي يُطلب تقديمها من جميع المستثمرين الذين تزيد أصولهم على 100 مليون دولار، عن الشركات العامة التي يستثمر فيها كل منهما. وتمتلك كل من إنفيديا وألفابيت، حصة في شركة آرم البريطانية لتصميم أشباه الموصلات، والتي حاولت شركة إنفيديا شراءها في عام 2021 مقابل 40 مليار دولار، لكن قيمتها تتجاوز الآن 132 مليار دولار. ونظرًا لأن شركة «آرم» لا تصمم الشرائح الخاصة بالذكاء الاصطناعي، هناك بعض الخلافات حول تصنيفها ضمن طفرة شركات الذكاء الاصطناعي.

ويُعد سهم «أرم» من أغلى الأسهم في القطاع أيضاً، حيث يبلغ سعره 40 ضعفاً للإيرادات المتوقعة. وهذا ضعف السعر الذي تتمتع به شركة إنفيديا، لكن الأسهم التي تحتفظ بها كل من إنفيديا وألفابيت تقدم حجة مضادة، إذ تتعامل كلتا الشركتين مع «أرم» ولديهما خبرة مباشرة بقيمتها، ويدرك كل منهما حجم الطلب على تصميمات المعالجات القادرة على التعامل مع أعباء العمل الضخمة.

وتتراوح استثمارات إنفيديا في أسهم الذكاء الاصطناعي من السيارات ذاتية القيادة إلى تقنية التعرف على الصوت، لكن لا تزال غير متأكدة أين ستُحقق تطبيقات الذكاء الاصطناعي عوائد مجزية، ومثلها في ذلك مثل جميع الشركات الأخرى. وقد استثمرت شركة إنفيديا في شركة «تو سيمبل» الصينية المتخصصة في الشاحنات ذاتية القيادة والتي تعتمد على وحدات معالجة الرسوميات الخاصة بشركة إنفيديا، منذ ست سنوات.

وأعلنت الشركة الصينية عن خطط لشطب أسهمها من بورصة ناسداك بعد أن شهدت أسهمها انخفاضاً حاداً من 40 دولاراً في عام 2021 إلى أقل من دولار واحد في الوقت الحالي، وأرجعت الشركة هذا الانخفاض إلى ارتفاع أسعار الفائدة الأمر الذي أدى إلى تغيُّر اهتمام المستثمرين بشركات التكنولوجيا التي تحقق مبيعات منخفضة. ورغم كل ذلك، ارتفع سعر سهم «تو سيمبل» بنسبة الثلث هذا الشهر، بعد إصدار تقرير ملكية الأسهم «إف 13» لشركة إنفيديا، وذلك على الرغم من اتجاه الذكاء الاصطناعي العام الذي شهد جنوناً في الاستثمارات.

ويمكن تلخيص هذه الصفقات أو الاتفاقيات، وهي الأكثر حداثة، على أنها محاولة لضمان عدم سيطرة شركة مايكروسوفت وشركة أوبن أيه آي على توزيع الذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد استثمرت شركة كوالكوم في أنثروبيك الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي شركة منافسة لـ«أوبن أيه إي». كما فعلت أيضاً أمازون وجوجل.

وفي المقابل، دعمت كل من إنفيديا وألفابيت وسيلز فورس وإنتل شركة «هاجنج فيس»، وهي شركة تقدم بديلاً مفتوحًا المصدر لـ«أوبن إيه آي»، كما استثمرت إنفيديا في كل من«كوهير» و«بيريليكستي»، أما مايكروسوفت فقد ردّت على ذلك بتوسيع استثماراتها خارج «أوبن إيه آي» من خلال حصة في شركة ميسترال الناشئة الفرنسية، وهي شركة كبيرة تطور نماذج لغوية.

وتكمن مخاطر اتباع هذه الاستراتيجيات في ارتفاع قيم الشركات، فقد شهد العام الماضي، تشكيل شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة أكبر عدد من الشركات «اليونيكورن» الجديدة التي وصلت إلى قيمة مليار دولار، مقارنة بأي قطاع آخر، وتهدف جميع هذه الاستثمارات إلى الحفاظ على تسلسل شركات التكنولوجيا الكبرى في مواجهة التكنولوجيا الجديدة.

تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز
تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى