اخبار الإمارات

بايدن..«لبنان بلد غير مستقر» توصيف يحتاج تكملة

ت + ت الحجم الطبيعي

«منطقة الشرق الأوسط مليئة بالتحديات، والأوضاع غير المستقرة في سوريا وليبيا والعراق ولبنان». هذا ما كتبه الرئيس الأمريكي جو بايدن في صحيفة «واشنطن بوست»، مستبقاً زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط الأسبوع الجاري. وبين طيات هذه العبارة إشارة إلى أن «لبنان بلد غير مستقر»، وهو توصيف صحيح لكنه غير كامل، وفق مصادر سياسية متعددة، والتي أجمعت لـ«البيان» على أن «لبنان غير مستقر، وهو على مفترق طرق» هو التوصيف الأصح، لافتة إلى أن سبب اللااستقرار اللبناني عائدة إلى الصراعات في المنطقة.

واستكمالاً، فإنّ ثمّة إجماعاً على أنّ لبنان يبدو كأنّه على مفترق طرق، مع ما يعنيه الأمر من كوْن وضعه معلّقاً بانتظار انتهاء الصراع في الشرق الأوسط، والذي سينتهي بترسيم جديد للمشهد السياسي فيه. أمّا الاستحقاق الأوّل الذي سيجسّد المشهد الجديد، فيتمثل بانتخابات رئاسة الجمهوريّة، مع انتهاء ولاية عهد الرئيس ميشال عون 31 أكتوبر المقبل. ومن هنا، فإنّ معظم الفرقاء السياسيّين يتحدّثون عن الحكومة وتشكيلها شكلاً، لا أكثر ولا أقلّ، فيما عيونهم شاخصة إلى رئاسة الجمهورية لأنّها المحكّ والمفصل، ولأنّها ستحدّد مصير لبنان في السنوات المقبلة.

وعليه، تتّجه أنظار اللبنانيّين هذا الأسبوع إلى الجولة المرتقبة في المنطقة لبايدن، وسط ترقّب ارتدادات جولة الرئيس الأمريكي على لبنان الغارق في ضياع ملفاته، بدءاً من مسار التفاوض غير المباشر مع إسرائيل على ترسيم الحدود البحريّة، حيث لا يزال لبنان في انتظار جواب الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين على الطرْح الرسمي الذي قدّمه، مروراً بتأليف الحكومة الجديدة، ووصولاً إلى الانتخابات الرئاسية، رغم ضغط ضيق الوقت بين تشكيل الحكومة والدعوة إلى انتخابات الرئاسة الأولى اعتباراً من 31 أغسطس المقبل، أي قبل شهريْن من انتهاء ولاية عون.

وفي الانتظار، فإنّ ثمّة شبه إجماع على أنّ احتمالات عدم التأليف تتقدّم كثيراً على احتمالات التأليف، وذلك لكوْن معظم الأطراف مقتنعة بأنّ الأشهر المتبقية من عهد الرئيس عون لا تسمح بتحقيق أيّ تغيير، إلا إذا حصل طارئ مجهول معلوم في إجراء الاستحقاق الرئاسي. وما بين مضامين هذه القناعة، تقديرات تشير إلى أنّ نجيب ميقاتي بات رئيساً وزراء مكلّف «مع وقف التأليف»، وكلامٌ عن أنّ بعض القوى النيابيّة والسياسيّة تفضّل إبقاء القديم على قدمه، أي الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال إلى نهاية العهد.

وفيما العيْن على زيارة بايدن إلى المنطقة، إذْ ستحدّد أموراً كثيرة، وفق ما يتردّد، ومن بينها التوازن الجديد للقوى في المنطقة، بدأت ترتسم في الأفق المعالم الأساسيّة للمعركة الرئاسيّة المقبلة.


تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى