اخبار الإمارات

الولايات المتحدة والصين.. تكتيكات لتجاوز الخلافات

ت + ت الحجم الطبيعي

حمل الاتصال الهاتفي الذي جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، أخيراً، جملة من الدلالات والرسائل، في ظل حرص البلدين على الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة والتوصل لتفاهمات إزاء الملفات الخلافية، لاسيما الملفات الاقتصادية التي تشهد ساحة منافسة شرسة بينهما.

قبل انتخابات نوفمبر في الولايات المتحدة، تُبدي إدارة بايدن من جانبها رغبة في «استقرار العلاقات»، رغم تفاقم الملفات الخلافية واتخاذ الطرفين خطوات تصعيدية مختلفة في إدارة المنافسة، وهو ما كان محوراً رئيسياً في الاتصال الهاتفي الذي جمع الرئيسين، وهو الأول منذ لقائهما بسان فرانسيسكو في نوفمبر الماضي.

ويعتقد مراقبون بأن إدارة بايدن تبعث برسائل انتخابية من مساعي «استقرار العلاقات مع الصين»، في الوقت الذي يتوعد فيه ترامب بكين بسلاح الرسوم الجمركية.

وصحيح أن بايدن واصل الرسوم التي فرضها سابقه على الصين، إلا أنه في تقدير عديد من المحللين يبدو أقل عدوانية في سياساته من سلفه، وهو ما يعني أن فوزه في انتخابات نوفمبر ربما يكون أفضل من وجهة نظر صينية، رغم استمرار الخلافات وتصاعد التوترات.

يقول خبير العلاقات الدولية من القاهرة، محمد ربيع الديهي، في تصريحات خاصة لـ «البيان» إنه من المؤكد إذا ما فاز ترامب فإن ذلك يسهم في مزيد من التصعيد الأمريكي ضد بكين، لا سيما وأن فترة ترامب كانت قد شهدت تصاعداً في التوترات بين البلدين.

ويشير إلى أن وجود بايدن يضمن على الأقل استقرار العلاقات على ما هي عليه، لا سيما وأن بايدن قد بدأ أخيراً الحوار مع بكين من أجل التوصل إلى رؤية مشتركة لإدارة العلاقات في ضوء المنافسة بينهما،

واتفقت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفنغ، على إطلاق محادثات تهدف إلى معالجة ما تصفه الولايات المتحدة ودول أخرى بالقدرة الصناعية الفائضة المتنامية لدى الصين.

يعكس ذلك المساعي المتجددة من أجل التوصل إلى تفاهمات إزاء الملفات الخلافية، لكن مستشار البنك الدولي، الدكتور محمود عنبر، يقول في تصريحات خاصة لـ «البيان» إن تغيير الأشخاص في البيت الأبيض لا يعني بالضرورة تغيير السياسات إزاء الصين، موضحاً أن العالم عملياً منقسم لمعسكرين، شرقي وغربي، ويشهد واقعاً جديداً يمهد لإنهاء الأحادية القطبية لصالح عالم ثنائي أو متعدد الأقطاب.

ويضيف: «التخوف في هذه المقاربة هو أن تتحول المنافسة إلى صراع، وهو الصراع الذي ليس شرطاً أن يكون صراعاً عسكرياً، وإنما صراع تُستخدم فيه الأدوات الاقتصادية كوسائل للضغط وهو ما يسهم في إلحاق الضرر بالعالم أجمع».

ويختلف عنبر مع الرأي القائل بأن عودة ترامب ليست في صالح الصين، قائلاً: «أتصور أن فرص التوصل لبعض التفاهمات ستكون أفضل في وجود ترامب أكثر منه من أي شخص آخر، لا سيما بالنظر إلى موقفه من الحرب في أوكرانيا، وبالنظر أيضاً إلى العلاقات بين الصين والطرف الروسي».


تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى