اخبار الإمارات

«التعليم الأخضر».. معاهدة صلح مع كوكب الأرض

ت + ت الحجم الطبيعي

شكّل التغير المناخي والتدهور البيئي أبرز التحديات التي تواجه البشرية، الأمر الذي يتطلب جهوداً متكاتفة للحد من آثار التغير المناخي والعمل على استدامة الموارد للأجيال القادمة.

وقد واجهت الإمارات هذه الحاجة بإرادة حقيقية واضحة، من خلال إطلاق العديد من المبادرات والبرامج من أجل الكوكب، ومنها مبادرة التعليم الأخضر، التي تجسد رؤية الدولة وجهودها الدؤوبة في الحفاظ على البيئة، حيث يشمل التعليم الأخضر جميع الأنشطة والبرامج التي تهدف إلى تعريف الأفراد بمفهوم البيئة والحفاظ عليها، إلى جانب التعلم من البيئة، والتعليم الذي يتم في البيئة، مع بناء المدارس الصديقة للبيئة.

وأفاد مسؤولون وخبراء تربويون، أن «التعليم الأخضر» أصبح مطلباً رئيسياً لكل دول العالم التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القيم الثقافية والبيئية المرتبطة بها من خلال مؤسساتها التعليمية، مع مواكبة التطور التكنولوجي والإفادة منه في كل عناصر العملية التعليمية بكفاءة عالية، ويهدف إلى زيادة الوعي بالبيئة، وتعزيز الشعور بالمسؤولية البيئية، وتمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة واتخاذ إجراءات تسهم في مستقبل أكثر استدامة تعد بمثابة معاهدة صلح مع كوكب الأرض.

ولفتوا إلى أن «التعليم الأخضر» أصبح نموذج التعليم المستقبلي في دولة الإمارات، وذلك في ضوء توجهات القيادة الرشيدة، التي أكدت أن التعليم الأخضر يعد عاملاً أساسياً في تشكيل الثقافة البيئية لدى المجتمع وله دور بارز في نشر الوعي البيئي وتحقيق الاستدامة والمساهمة في تحويل السلوكيات السلبية إلى إيجابية، وبناء جيل لديه وعي بالقضايا البيئية وشعور بالمسؤولية تجاه مشكلات البيئة.

 

التطبيق

وقدم تربويون من خلال صفحات «البيان» 10 مقترحات لتطبيق «التعليم الأخضر» في المؤسسات التعليمية:

استحداث استراتيجيات تدريس حديثة محورها المتعلم تتماشي مع تطبيق التعليم الأخضر في مختلف المواد التعليمية.

دمج قضايا البيئة في المناهج.

استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم والتعلم.

ممارسة المتعلمين أنشطة خضراء صديقة للبيئة، مثل ترشيد الاستهلاك في الطاقة والمياه، وحسن استثمار الموارد، ومكافحة التلوث بشتى صوره.

اتباع أسلوب الصفوف المفتوحة في الهواء الطلق.

إيجاد بيئة طبيعية جاذبة محفزة للتعليم والتعلم من حيث تصميم المباني المدرسية والفصول والمساحات الخضراء.

ممارسة المؤسسات التعليمية أنشطة تعليمية هادفة شيقة ومحببة، سواء داخل الفصل أو خارجه في مناخ تعليمي تسوده البهجة والسرور ويشعر فيه المتعلم بالنشاط ويقبل على التحصيل بشغف.

تزويد الطلبة بالفهم والقدرات المطلوبة، وتشجيعهم على أن يكونوا موفرين للحلول وبنهج قائم على التطبيق العملي، حيث يمضي الطلاب قسطاً وافراً من وقتهم في المدارس، لذلك على المؤسسات التعليمية أن توفر بيئة تعلم سعيدة للطلبة لتكون لبنة أساسية في بناء بيئة حياتية دائمة لعيش مستدام.

تبنى الاستدامة نهجاً واضحاً يشكل النموذج الأمثل الشامل لكل مدرسة، حيث يمتد إلى ما وراء المناهج الدراسية بما يشمل الإدارة والسياسات والتخطيط والتشغيل لمرافق المدرسة.

ومن جهتها، عكفت وزارة التربية والتعليم على إعداد خريطة طريق الشراكة من أجل التعليم الأخضر التي تم الإعلان عنها مؤخراً استعداداً لاستضافة الدولة لمؤتمر الأطراف «COP28»، وتبني نهج التعلم مدى الحياة، وتطوير مواد تعليمية ومناهج ومدارس صديقة للبيئة.

وقال معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، إن التعليم له دور كبير في تحقيق الاستدامة، وهو مفتاح أساسي لمواجهة التحديات المستقبلية التي تواجهنا وفي مقدمتها قضية التغير المناخي، كونه يسهم في رفع مستوى الوعي المناخي لدى الطلاب والمعلمين حول هذا الموضوع الحيوي.

وأوضح أن الأجندة المناخية لوزارة التربية والتعليم تتضمن برامج فعالة تدمج مفاهيم الاستدامة ضمن المنظومة التعليمية داخل الدولة وخارجها، وحرصت الوزارة على أن تتضمن هذه الأجندة أطر عمل واضحة تمكّن المدارس ومؤسسات التعليم العالي من تخفيض بصمتها البيئية، وتعزيز الممارسات المستدامة بين الطلبة والكوادر التدريسية على حد سواء، وستعمل من خلال التزامها بمستهدفات شراكة التعليم الأخضر، على تحقيق أهدافها من خلال أربعة محاور رئيسية هي: التعليم الأخضر، والمدارس الخضراء، والمجتمعات الخضراء، وبناء القدرات البيئية.

وأوضح أن الوزارة تستهدف أن تكون 50% من المدارس ومقرات التعليم العالي في الدولة معتمدة باعتبارها منشآت خضراء، كما تعمل على تدريب وتأهيل أكثر من 2800 معلم و1400 مسؤول تربوي في مجال التعليم المناخي، وسنوفر منصة لإيصال صوت أكثر من 70 معلماً وطفلاً حول القضايا البيئية إلى صناع القرار والمجتمع عامة.

 

قضايا بيئية

وعبر معاليه عن فخره بأن تكون دولة الإمارات سباقة في تبني اعتماد المدارس الخضراء بما تتضمنه من بنية تحتية مستدامة، وبتطوير مناهجها التعليمية لترفع وعي الطلبة حول القضايا البيئية، مؤكداً مواصلة دعم جهود البحث والابتكار الرامية إلى إيجاد حلول جديدة ورائدة للتحديات المناخية.

وحول أهمية تضمين أجندة المناخ ضمن أنظمتنا التعليمية حول العالم، قال معاليه: نحن في دولة الإمارات مدركون أهمية الشراكات الدولية في مجال التعليم المناخي، ونفخر بأننا كنا سباقين لاتخاذ خطوات عملية لتفعيل هذه الشراكات، فمن خلال جهودها الدبلوماسية الناجحة وعلاقاتها الثنائية المتينة مع مختلف الدول والمنظمات وخطواتها الاستباقية لمواجهة التغير المناخي، نجحت دولة الإمارات في أن تقدم نموذجاً عالمياً في كيفية الاستثمار في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة.

وذكر أن تعاون وزارة التربية مع منظمتي اليونسكو واليونسيف يمثل خطوة أولى ستتبعها خطوات عديدة في المجال التعليمي، تسعى من خلالها الوزارة لتحقيق مستهدفات الأجندة المناخية، ولمشاركة نجاحها مع غيرها من الدول، ولهذا حرصت أن تكون هذه الأجندة مرنة وعملية بما يسمح للدول الأخرى من تكييفها واعتمادها وفق حاجتها، لتعم الفائدة وينتشر الوعي المناخي بين الطلبة والكوادر التعليمية.

ولفت إلى تقرير حديث صادر عن الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ أكد أن تداعيات التغير المناخي بدأت بالفعل تؤثر على الطقس مسببة تقلبات مناخية حادة حول العالم، وهو الأمر الذي أدى إلى آثار سلبية واسعة النطاق تسببت بخسائر بشرية وأضرار على الطبيعة من حولنا، ومن هنا تبرز أهمية مؤتمر «COP28»، حيث سيجتمع على أرض الإمارات نخبة من القادة وصناع السياسات والخبراء من كافة أنحاء العالم لاستكشاف آفاق التعاون المشترك لمواجهة قضية التغير المناخي وتداعياتها السلبية.

 

أجندة الدولة

وأوضحت الدكتور آمنة الضحاك الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الرعاية وبناء القدرات بوزارة التربية والتعليم، أن دمج ثقافة الاستدامة يعد مكوناً رئيساً في التعليم وأمراً حيوياً لتحقيق أجندة الدولة من خلال المنظومة التعليمية والتركيز على المعلم والمتعلم وتمكينهم من تطوير أجندة اجتماعية وبيئية في مجتمعاتهم وحياتهم الشخصية.

وأكدت بذل وزارة التربية والتعليم قصارى جهدها في تعزيز دور التعليم في معالجة أزمة المناخ وإبراز التقدم الذي تحرزه دولة الإمارات في مجال تغير المناخ، وذلك من خلال تطوير مواد تعليمية ومناهج ومدارس صديقة للبيئة، وسنزود المعلمين بالتدريب المهني لنقل المعرفة والمهارات بشكل فعال إلى الطلبة، لبناء مجتمع مزدهر.

ولفتت إلى تبني الوزارة نهج التعلم مدى الحياة الذي يدمج التعليم المناخي في المناهج التعليمية وتطوير مهارات الطلبة الذي يتطلبها سوق العمل، وتعزيز القدرات بشأن التعليم الأخضر.

وقالت مهرة المطيوعي، مدير المركز الإقليمي للتخطيط التربوي التابع لمنظمة اليونسكو، إن الدراسات التي قامت بها منظمة اليونسكو حول إدراج مفاهيم التعليم الأخضر وتغير المناخ لليونسكو، كشفت عن أن حوالي نصف الدول المئة التي تمت مراجعة منهاجها، لم تذكر تغير المناخ في مناهجها الوطنية، وأن 95% من معلمي المدارس الابتدائية والثانوية الذين شملتهم الدراسة شعروا بأهمية تدريس تغير المناخ، وأعرب أقل من 30% عن استعدادهم لتدريسه.

ولفتت إلى دراسة أخرى أكدت أن 75% من الشباب خائفون على مستقبلهم بسبب قضايا تغير المناخ وتأثيرها على الأرض، وبناء على نتائج هذه الدراسة وغيرها من الدراسات، تم التركيز على التعليم الأخضر كمحور من محاور قمة تحويل التعليم، التي أقيمت برعاية الأمم المتحدة في سبتمبر 2022، وكانت أحد أهم مخرجاتها إطلاق شراكة التعليم الأخضر مبادرة عالمية تتخذ نهجاً شاملاً متكاملاً.

وقالت إن تلك المبادرة العالمية ستكون منصة تعاونية تشاركية تهدف إلى بناء نظام شامل تشاركي بإعداد كل متعلم بالمهارات والقيم والمواقف والمعتقدات لمعالجة تغير المناخ.

 

تحولات رقمية

وذكرت أن أهم الاستراتيجيات التي تعمل بها شراكة التعليم الأخضر هي التعاون بين أصحاب المصلحة والشركاء المختلفين لتوحيد تخصيص الموارد وتعزيز التنفيذ الاستراتيجي التشاركي للمبادرات كما يتم من خلال الشراكة إدارة المعرفة والبحث للعمل على تسهيل تبادل الممارسات الجيدة، وتطوير الأدلة الاستراتيجية والفنية لدعم تنفيذ المبادرات الخاصة بدعم أهداف الشراكة وتمكين المنفذين لهذه المبادرات والعمل على زيادة الوعي والاستفادة من المزيد من الالتزام والعمل على المستويات العالمية والإقليمية والقطرية. ولفتت إلى أن أكثر من 700 منظمة عالمية وإقليمية ووطنية تعهدت حتى الآن بالتزامها ومشاركتها في دعم الشراكة وأعلنت أكثر من 60 دولة عضويتها في هذه الشراكة.

 

المدارس المستدامة

وقال الخبير الدولي في التعليم محمد أحمد عبيدات، إن بناء نهج المدارس المستدامة من شأنه أن يعد الطلبة لنموذج حياة «العيش المستدام» من خلال التدريس والممارسات اليومية التي تُطبع في دمائهم كالشيفرة الوراثية، وهذا النهج ينبغي على المدارس تبنيه في مرافقها ومناهجها الدراسية وعلاقتها بالمجتمع من خلال عمليتي التعليم والتعلم، وقيم المدرسة، وروح عمل الفريق الواحد، وإشراك الأفراد والمؤسسات من ذوي العلاقة.

ولفت إلى أن تبني مفهوم نهج المدرسة المستدامة سيقود إلى المساهمة في «التنمية المستدامة» من خلال القيم التي تعزز المواقف والسلوكيات المسؤولة، إذ يؤدي التركيز الناضج على «التعلم بالممارسة»، من شأنه إبراز تطبيق الممارسات الجيدة التي يمكن تكرارها على مستويات مختلفة. وهذا يمكن المدارس من أن تكون ركناً مؤثراً من أركان التنمية المستدامة للتأثير بشكل إيجابي على المجتمعات وبيئتها.

 

4 آليات

واستعرض عبيدات 4 آليات تحققهم المدرسة المستدامة، الأولى تمثلت في تعزيز مجموعات كفاءات الطلبة، موضحاً أن الطلاب يحتاجون إلى أن يكونوا مجهزين لمعالجة المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة المتعلقة بقضايا البيئة والتنمية كمسؤولين في المستقبل. والثانية تتحقق من خلال تأسيس مدارس ذات كفاءة عالية في استخدام الموارد وتهدف إلى استهلاك موارد طبيعية أقل (مثل الطاقة والمياه) وإنتاج قدر أقل من النفايات، والثالثة عبر إنشاء أحياء ومجتمعات مستدامة، من خلال إشراك الأحياء /‏‏‏‏‏‏‏‏ المجتمعات المحيطة بها والعمل معاً من أجل تحسين بيئتها المحلية المباشرة، وهذه هي اللبنة الأساسية نحو بناء مجتمعات أكثر صحة واستدامة، والرابعة من خلال تخفيف انبعاثات الكربون من خلال المواصلات من وإلى المدرسة.

 

بحوث عالمية

وقال الدكتور عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، إن نتائج بحوث عالمية تشير إلى أن المدارس التي تعتمد على التعليم الأخضر المقصود به (البيئي) أفضل في الأداء الأكاديمي من غيرها، حيث يساعد هذا النوع من التعليم على تنمية التفكير الإبداعي، وتعزيز الصفات القيادية، وتنمية مهارات متعددة. وذكر أن الدراسات تشير إلى أن «التعليم الأخضر» يتم تطويره بالبرامج البيئية من مبانٍ وطاقة وتشجير وخدمات، والآخر خاص بتطوير العملية التعليمية من حيث التقنيات والتطبيقات والاستراتيجيات والممارسات المرتبطة بمفهوم التعليم الأخضر، وقد بدأت كثير من الدول في اعتماده في مؤسساتها ونظامها التعليمي.

وحول ضرورة الاهتمام بالمواطنة وبالتنمية المستدامة وتعميق مفهومهما وأهميتهما في التعليم، أوضح الحمادي أنه نظراً لأهمية المواطنة والتنمية المستدامة ظهر مدخل التعليم من أجل التنمية المستدامة وهو تعليم مدى الحياة يعد مواطنين يتحملون مسؤوليتهم ويقومون بواجباتهم نحو مجتمعهم من خلال اكتساب ما يلزمهم من معارف ومهارات وتقنيات وقيم.

 

مرتكزات

وأوضحت الخبيرة التربوية الدكتورة رانيا مدحت أن «التعليم الأخضر» يركز على محاور رئيسية هي، التعليم الأخضر بمفهوم عمليتي التعليم والتعلم، وبناء المدارس الخضراء، وتوعية أفراد المجتمع بأهمية بناء المجتمعات الخضراء، إضافة إلى بناء القدرات الخضراء التي تعتبر من أبرز المرتكزات كونها تعزز وترسخ انتشار مفهوم التنمية المستدامة.

ولفتت إلى أن التعليم الأخضر يعد أحد التوجهات الحديثة التي تركز على تنمية الوعي بالقيم البيئية، والسعي لتدريب الطلاب على المشاركة بأنشطة وممارسات عملية بهدف تعزيز المهارات الحياتية والحرص على استخدام التطبيقات والاستراتيجيات والممارسات التي تهتم بتطوير المناهج واستحداث تخصصات تعزز الثقافة الخضراء ووضع خطط ومنهجيات لتفعيل دور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وذلك من خلال تطوير مواد تعليمية ومناهج مراعية للبيئة وتدريب وتأهيل المعلمين والمسؤولين التربويين وتأسيس مدارس صديقة للبيئة.

وقالت إن التعليم الأخضر يتطلب استخدام التطبيقات التكنولوجية بشكل يحافظ على البيئة ويرشد استهلاك الطاقة مما يوفر الوقت والجهد لدى الطلاب والمعلمين على ربط الطلاب بالبيئة وتطوير قدراتهم ومهاراتهم.

 

 

ربط برامج المدارس بموضوعات «COP28»

أفادت إدارات مدرسية بأن منظومة التعليم في الإمارات أدركت مبكراً أهمية التركيز على الاستدامة وخطت خطى حثيثة نحو تطبيق توجهات الدولة، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من خططها التعليمية، وتستعد المدارس لربط برامجها بموضوعات «COP28» الذي تستضيفه دولة الإمارات، وذلك من خلال مشاركة الطلبة في مبادرات توعية للمساهمة في مستقبل مستدام ووضعها في المناهج الدراسية.

 

مفاهيم

وحول تطبيق التعليم الأخضر وربطها بـ«COP28» قال إيمانيول كيتيكو مدير مدرسة جيمس وينشستر الفجيرة: نعمل على دمج الاستدامة بالمناهج الدراسية والعمل على دمج المفاهيم والممارسات الخضراء في مواضيع مختلفة تشمل تعليم الطلاب على الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، وتغير المناخ والتنمية المستدامة، مع إنشاء بنية تحتية صديقة للبيئة يعمل على تنفيذه فريق القيادة العليا في المدرسة من خلال إجراءات الحفاظ على المياه، وإنشاء المساحات الخضراء.

 

ورش عمل ورحلات

وأوضح أن المدرسة تقوم بالتعاون والشراكات مع المنظمات البيئية المحلية والوكالات الحكومية لتعزيز التعليم الأخضر من خلال محاضرات وورش عمل ورحلات ميدانية بالمرافق التي تعنى بالاستدامة، مع رصد وقياس التقدم من خلال المعلمين وتطبيق أنظمة لتتبع تقدم تنفيذ المبادرات الخضراء داخل مدارسهم.

وأشار إيمانيول إلى أن مدرسته قامت بتنفيذ العديد من المبادرات لتعزيز ترشيد الكهرباء والمياه والطاقة والزراعة، فقد قمنا بدمج التكنولوجيا الذكية في منشآتنا لمراقبة استهلاك الطاقة والتحكم بها، وضمان الاستخدام الفعال للكهرباء وتقليل الفاقد، إضافة إلى ذلك، ووضع تدابير لترشيد المياه.

 

إثراء المناهج

وحول أهمية إثراء المناهج التعليمية بمفاهيم التعليم الأخضر وربطها بعام الاستدامة، قالت فضيلة اليماحي مسؤولة شؤون الطلبة بمدرسة جيمس وينشستر الفجيرة: تتبنى مدرستنا التعليم الأخضر ونهدف إلى إثراء منهاجنا التعليمية بمفاهيمها، مما سيكون له عظيم الأثر على المستقبل واستدامة مواردها من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة.ولفت جيمس ماكدونالد مدير مدرسة جيمس وسجرين الدولية بالشارقة، إلى دمج التعليم البيئي بالمنهاج الدراسي، وذلك بإشراف مختصين بالبرامج البيئية في المدرسة لضمان توفير تجربة تعليمية شاملة لكل طفل.

وقال: نقوم بذلك من خلال إدراج المواضيع البيئية في المواد الدراسية الحالية، مثل العلوم والدراسات الاجتماعية واللغة الإنجليزية والرياضيات واللغة والفنون. كما يشارك أطفالنا بفعالية في برامج الاستدامة ويقودون العديد من المبادرات البيئية في جميع أنحاء المدرسة.

وأشار إلى العمل على إنشاء بيئة مدرسية مستدامة، كما سنطلق قريباً قسماً يعنى بالزراعة (غابة ومزرعة) حتى يتمكن الأطفال من زراعة منتجاتهم الخاصة والعناية بالحيوانات التي تعيش في بيئتنا الطبيعية.

 

فعاليات

وأضاف: إنه من خلال إدخال مفهوم المدرسة الخضراء، سيتم استضافة فعاليات تعليمية ستركز على المشكلات البيئية، مثل التغير المناخي والتلوث والحفاظ على الطبيعة، الأمر الذي سيساعد الطلاب على الاطلاع على أهمية الاستدامة وكيف يمكنهم إحداث فرق في الشؤون البيئية.

وحول تغير المناخ والتلوث والتحديات الكبيرة التي يواجهها العالم اليوم قال راجيف جيثيجي ـ مدير المرحلة الثانوية ـ بنين في مدرسة جيمس ويسجرين الدولية بالشارقة، إن تضمين قضايا تغير المناخ والتلوث في المناهج التعليمية يطور الطلاب ويجعلهم أكثر فهماً لتأثير الأنشطة البشرية على عالمنا.

 

 

موضوعات مقترح تدريسها في الابتدائية والثانوية

اقترح معلمون 5 موضوعات رئيسية يمكن التركيز عليها في المرحلة الثانوية، وهي: علوم البيئة، والحفظ وإدارة الموارد، وتغير المناخ والتنمية المستدامة، التقنيات الخضراء والابتكار، وموضوع عن الأخلاق والقيم البيئية، على أن يتم تناول تلك الموضوعات بشكل إثرائي في المنهاج الدراسي، كما اقترحوا 4 موضوعات يمكن التركيز عليها في المرحلة الابتدائية هي إدارة النفايات، وترشيد الاستهلاك، والحفاظ على الماء، وتنفيذ مشاريع وحملات بيئية.

 

مهارات

وقالت مسفرة فوواد مسؤولة في المرحلة الثانوية في مدرسة المعارف، إن التعليم الأخضر المعروف أيضاً باسم التعليم البيئي أو تعليم الاستدامة، يشير إلى عمليات التدريس والتعلم التي تعزز المعرفة والمهارات والمواقف والقيم المتعلقة بالقضايا البيئية والاستدامة البيئية والمواطنة المسؤولة، ويشمل مجموعة واسعة من الموضوعات والأساليب، منها (علوم البيئة) من خلال تضمين دراسة العالم الطبيعي والنظم البيئية والتنوع البيولوجي والعلاقات المتبادلة بين الإنسان والبيئة في المناهج.

ولفتت إلى أهمية تعريف الطلبة بالحفظ وإدارة الموارد من خلال التركيز على الاستخدام والإدارة المستدامين للموارد الطبيعية، مثل الغابات والمياه والطاقة والمعادن وذلك من أجل التأكيد على الممارسات التي تقلل من النفايات، موضحة أنه من أهم الموضوعات التي يجب التركيز عليها هي التقنيات الخضراء والابتكار.

 

المرحلة الابتدائية

أما المعلمة هبة تاجا مسؤولة المرحلة الابتدائية في إحدى المدارس الخاصة بدبي، فأوضحت أن المرحلة الابتدائية تحتاج إلى غرس القيم البيئية لذلك يتم تطبيق التعليم الأخضر من خلال دمجه في مواضيع وأنشطة مختلفة لزيادة الوعي، واقترحت موضوعات يمكن التركيز عليها في تلك المرحلة منها تعليم الطلبة (إدارة النفايات) من خلال طرق الحد من النفايات وإعادة التدوير وطرق التخلص من النفايات المناسبة.

وأكدت أهمية تعريف الطلبة حول (ترشيد الطاقة) من خلال توعيتهم بمصادر الطاقة والحفاظ على الطاقة وأهمية تقليل استهلاك الطاقة، وتشجعهم على إطفاء الأنوار والإلكترونيات عند عدم استخدامها، والتركيز على فوائد استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة ومصادر الطاقة المتجددة.

 

المعلم أساس التطبيق

أكدت المعلمة في مدرسة النخبة ياسمين زهرة، أن المعلم يعد أساس تطبيق التعليم المستدام، بداية من التوعية بأهمية الاستدامة بكل أهدافها السبعة عشر، ثم يقوم بوضع استراتيجيات تعليمية تتماشى مع تلك الأهداف، إضافة إلى تشكيل فرق عمل طلابية تعمل معه على تحقيق هذه الخطط ابتداء من تقديم ورش عمل عن أهمية الاستدامة البيئية وتنفيذ مبادرات هدفها التقليل من المخلفات الورقية والبلاستيكية.

وأوضحت أنها تقوم بتطبيق التعليم الأخضر من خلال تفعيل المنصات الرقمية الخاصة بالتعليم وبهذا تقلل من استهلاك الأوراق وبالتالي تسهم في الحماية من قطع الأشجار، إضافة إلى تطبيقها مبادرات بيئية عدة منها جمع طن من الكتب والورق بالتعاون مع طلابها بشكل شهري، وغيرها من المبادرات لإعادة التدوير.

وأكدت أهمية استخدام المكتبات الرقمية والمنصات التعليمية الرقمية في تسهيل عملية التعليم الأخضر كونها وفرت الكثير من المساحات داخل القاعات الصفية.


تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى