اخبار الإمارات

مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر لـ « البيان »: إنجاز المحاكاة التحضيرية للمستكشف راشد

ت + ت الحجم الطبيعي

أكد الدكتور حمد المرزوقي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر لـ «البيان»، أن فريق عمل المهمة اختتم عمليات المحاكاة التحضيرية لما بعد هبوط المستكشف راشد، والتي تمت على النموذج الهندسي، وتساعد فريق المهمة للاستعداد للعمليات التي ستتم بعد الهبوط على القمر، فيما تأتي هذه الخطوة لضمان التأكد من كفاءة العمليات المخطط لها، مبيناً أنه تم إجراء 370 دقيقة من التواصل مع المستكشف قبل الهبوط، بالإضافة إلى إجراء 12 عملية تحضيرية تغطي سيناريوهات عمليات المستكشف على القمر.

وأوضح أن فريق المشروع يعمل حالياً على مدار اليوم من خلال 3 فرق عمل تتابع عن كثب الإجراءات النهائية قبيل هبوط المستكشف راشد على سطح القمر في 25 أبريل الجاري، وأن عمليات الاتصال التي تمت مع المستكشف خلال رحلته بعد الانطلاق كانت بشكل يومي، والتي كشفت جاهزية كبيرة لأجهزته وللبطاريات التي تمده بالطاقة خلال مهمته، مبيناً أن الأيام القليلة قبيل الهبوط، ستشهد اتصالين على الأكثر في مراجعة أخيرة لكفاءة أجهزة المستكشف قبيل الهبوط.

وأشار إلى أن الفرق المسؤولة عن المستكشف وكفاءة أنظمته تبلغ عددها 6 فرق عمل تشمل المتخصصين في بناء الهيكل الهندسي، والمسؤولين عن الاتصالات، وإدارة الهندسة والمخاطر، والأنظمة الحرارية والتصوير، والأداء الميكانيكي والحركي وصولاً لأنظمة الكمبيوتر والحرارة، وذلك في إطار عمل تكاملي يدعمه فريق العمليات الموجود في المحطة الأرضية وهو المسؤول عن الإطلاق ومتابعة الوصول الآمن لسطح القمر وبدء المهمة العلمية.

مواعيد هبوط

وأوضح المرزوقي أن موعد الهبوط قابل للتغير، حيث جرى تحديد 3 مواعيد بديلة في 26 أبريل الجاري، و1، و3 مايو المقبل، وأن تحديد هذه التوقيتات البديلة تراعي حدوث أي أمر طارئ يتعلق بالمركبة الفضائية، والتي تدور حالياً حول القمر على ارتفاع يبلغ حوالي 100 كيلومتر من الحضيض القمري، وعلى بُعد 2300 كيلومتر تقريباً من المدار الأوج، حيث تعرف أقرب نقطة في المدار إلى القمر باسم «الحضيض»، فيما يطلق على أبعد نقطة في المدار إلى القمر اسم «الأوج».

ولفت إلى أن مرحلة الهبوط على سطح القمر تعد من أصعب مراحل المهمة، وأنه رغم دراساتهم لمنطقة الهبوط بشكل دقيق، إلا أنه من الوارد حدوث أمور خارجة عن السيطرة تتعلق بطبيعة وجغرافية المكان، معتبراً أنه وبهبوط المركبة «هاكوتو – آر» الناجح على سطح القمر فإن جزءاً كبيراً من المخاطر قد انتهى، مبيناً في الوقت ذاته أن المهمات السابقة، والتي نجحت في الهبوط على سطح القمر، غيرت من أماكن الهبوط التي كانت قد حددته مسبقاً.

مناورات تحكم

وبيّن أن المركبة «هاكوتو – آر» والتي تحمل المستكشف راشد أنهت بنجاح جميع مناورات التحكم في المدار قبل محاولة الهبوط، فيما وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتم بدء تسلسل الهبوط، حيث سيتم إطلاق نظام الدفع الرئيسي للمركبة الفضائية، للتباطؤ من المدار باستخدام سلسلة من الأوامر المحددة مسبقاً، وستكون هذه المرحلة الأكثر خطورة، حيث ستتولى المركبة الهبوط بنفسها على سطح القمر .

وأفاد أن منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً منطقة «فوهة أطلس» هي التي تم اختيارها، وذلك وفق معايير تضمن مناسبتها للمدار الذي تسلكه مركبة الهبوط اليابانية، فضلاً عن التوقيت الذي ستصل فيه إلى سطح القمر، والذي يجب أن يكون مع بداية إشراق الشمس، لضمان بدء ارتفاع درجات الحرارة ومناسبتها لبدء المهمة، فيما يعتبر هذا الموقع آمناً ويقدم قيمة علمية مهمة، حيث يمكن لفريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء توجيهه بحسب سهولة التضاريس وصعوبتها وأهمية المنطقة المراد استكشافها.

بدء المهمة

وذكر المرزوقي أنه بعد انفصال المستكشف راشد عن مركبة الهبوط بنجاح ستكون هناك ساعة للتأكد من كفاءة الأجهزة ، تجهيزاً لبدء المهمة وأنه نظراً لطول فترة استغراق الرحلة للوصول لوجهتها.

كما تطرق إلى أن شركة الإطلاق الفضائي التجاري اليابانية «آي سبيس»، نجحت بإدارتها للمهمة خلال مرحلة رحلة المستكشف، وأنه لديه تفاؤل حذر بأن تتم اكتمال عملية الهبوط بنجاح، حيث يتسم القمر ببيئة قاسية ودرجة حرارة تصل إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر، وغيرها من العوامل التي قد تشكل تحديات أمام مهمة المستكشف.

فريق جاهز

وأشار إلى أن فريق العمل جاهز للتعامل مع أي تطورات أو سيناريوهات طارئة، خصوصاً أن بيئة الفضاء مليئة بالمفاجآت التي لا يمكن توقعها وكل الاحتمالات مطروحة، وأن لديهم خططاً بديلة للتعامل مع أي مستجدات من خلال فرق العمل المتخصصة لتجاوز أي تحديات غير متوقعة.

ولفت إلى أن النجاح الحقيقي لمهمة الإمارات لاستكشاف القمر، يكمن في تطوير كفاءات وخبرات فريق المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين، وتوطين التكنولوجيا التقنية للروبوتات الفضائية، بالإضافة إلى المكتسبات التي تحققت من خلال تعزيز التعاون الدولي مع مختلف وكالات الفضاء والمؤسسات المتخصصة، وأن هناك 25 جهة علمية تعاونوا معهم خلال مهمة الإمارات لاستكشاف القمر.

أجهزة متطورة

وشرح المرزوقي أن أجهزة المستكشف متطورة وحديثة تتيح توفير بيانات جديدة من نوعها، حيث تتميز بعدد من المزايا والمواصفات التقنية العالية الجودة والكفاءة، كما أنه مزود بكاميرات ثلاثية الأبعاد، ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة، وهيكل خارجي وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، ويضم 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر، فضلاً عن نظام لتعزيز كفاءة التصاق عجلات المستكشف بسطح القمر، وتسهيل عملية تخطي الحواجز الطبيعية، فيما يتمتع بهيكل متين لحماية الأجهزة والمحركات من تغير درجات الحرارة.


تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى