ت + ت الحجم الطبيعي
تحليل المعاملات من خلال عدد الأسهم المباعة بدلاً من القيمة الدولارية يجعلها تقليدية للغاية
للمرة الأولى منذ أواخر عام 2021، عاد جيف بيزوس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون، إلى بيع أسهم في الشركة، ما أدى إلى تحويل مليارات الدولارات من صافي ثروته إلى سيولة.
وباع الملياردير الأمريكي جيف بيزوس، 14 مليون سهم جديد من شركة «أمازون دوت كوم» بقيمة تناهز 2.4 مليار دولار، كما أنهى في 9 جلسات تداول فقط الخطة التي كشف عنها في وقت سابق من هذا الشهر لبيع ما يصل إلى 50 مليون سهم.
بيعت الدفعة الأخيرة من الأسهم في خطة بيزوس، والتي بلغت عائداتها الإجمالية 8.5 مليارات دولار، على مدار ثلاثة أيام تداول كان آخرها أول من أمس وفقاً لإفصاح، لكن هذا البيع المفاجئ لا يعني عدم ثقته في قيمة أسهم أمازون في المستقبل.
وبعد فترة من الهدوء استمرت لعامين، تدفع ارتفاعات أسعار الأسهم المديرين التنفيذيين إلى بيع المزيد من الأسهم في شركات التكنولوجيا، ففي أكتوبر، باع تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، أكبر حصة له في الأسهم خلال عامين، وبعد شهر، باع مارك زوكربيرغ أسهماً في «ميتا» بقيمة تبلغ حوالي 400 مليون دولار. ومنذ ديسمبر، قام سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابيت، بعمليات بيع أسهم خمس مرات.
وإذا نظرنا إلى المعاملات بناءً على عدد الأسهم المباعة بدلاً من قيمتها بالدولار، فإنها تبدو أكثر تقليدية، ومنها على سبيل المثال عمليات بيع بيزوس.
وقام بيزوس بعمليات بيع أكبر من هذه في الماضي، فعلى سبيل المثال، في عام 2020، باع 80 مليون سهم بعد طلاقه. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن مبيعات هذا العام هي جزء من خطة بيع مجدولة مسبقاً تُعرف باسم «خطة 10بي 51»، وليست ردود فعل متسرعة تجاه ارتفاعات السوق.
ما تغير هو القيمة السوقية لشركة أمازون، حيث تضاعفت منذ نهاية عام 2022. كما برزت المبيعات بشكل ملحوظ بسبب الهدوء الشديد الذي شهده عاما 2022 و2023. وفي خضم عمليات بيع أسهم شركات التكنولوجيا، باع المطلعون أقل من 11 مليار دولار من أسهم التكنولوجيا في عام 2022، أي أقل من ثلث إجمالي الأسهم التي تم بيعها في العام السابق، وفقاً لبيانات فيريتي التي تتتبع عمليات الإيداع.
وقاد كبار البائعين، وهم المديرون التنفيذيون في شركات التكنولوجيا الكبرى الذين يتلقون جزءاً كبيراً من رواتبهم على شكل أسهم، التغيير. واختار بيزوس التوقف عن بيع الأسهم للمرة الأولى منذ عقد. الاستثناء كان إيلون ماسك الذي أجرى عمليات بيع كبيرة لأسهم تسلا، لتمويل شرائه لتويتر.
وأدت جهود خفض التكاليف المكثفة، والتوقف عن رفع أسعار الفائدة، والحماس تجاه المكاسب المحتملة من الذكاء الاصطناعي، إلى انتعاش أسهم قطاع التكنولوجيا. لكن لقياس مدة استمرار هذا الارتفاع، وفقاً لوجهة نظر المتخصصين، سيكون من الأفضل التحقق من أي تغييرات تطرأ على حصصهم في هذه الشركات.
ويبيع جيف بيزوس أسهماً في شركته أمازون كل عام، لكن آخر عملية بيع لم يكن لها تأثير كبير. من ناحية أخرى، قام الرئيس التنفيذي لشركة انفيديا، جينسن هوانج، ببيع أسهم للمرة الأولى منذ أكثر من عام في سبتمبر الماضي بعد ممارسة خيارات الشراء، لكن حصته في الشركة لم تتغير كثيراً خلال السنوات الخمس الماضية، ويظل كلاهما أكبر المستثمرين الأفراد في شركاتهما.
كل ما سبق، يجب أن يعزز ثقة المساهمين الآخرين في أن هذه المبيعات للأسهم لا تُشير إلى ذروة للسوق.
تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز