اخبار الإمارات

«بريكس».. جهود لتأسيس نظام اقتصادي عالمي جديد

ت + ت الحجم الطبيعي

تسعى دول بريكس إلى تقوية التكتل من أجل تأسيس نظام اقتصادي عالمي جديد، حيث إن توسعة المجموعة يهدف إلى تحقيق الشراكة الاستراتيجية وتعزيز الاتصال والتنسيق في القضايا الإقليمية والدولية الرئيسية.

وشهدت قمة جوهانسبورغ خطابات مهمة تشير إلى آلية جديدة تعمل ليكون لها تأثير في مختلف الجوانب الاقتصاديّة والسياسية العالمية، وسيكون وجودها مؤشراً حقيقياً لبداية حقبة جديدة، ينتهي فيها النظام العالمي الحالي ذي القطب الأحادي. يعد التقدم والتجاوز وتوسيع مجالات التعاون الفعلي من أجل رفع القدرة الاستراتيجية لدول بريكس على المشاركة في إصلاح نظام الحوكمة العالمية، مسؤولية تاريخية مهمة لدول بريكس في المستقبل، بعدما تطورت مجموعة بريكس من مفهوم نظري لمؤسسة مالية وسلسلة من الأحداث المتفرقة إلى كيان حقيقي يؤثر في الحوكمة العالمية. تمكنت دول بريكس من تعبيد الطريق والسير فيه جنباً إلى جنب، لذلك يبدو تشكيلها مثل قصة سريالية.. وهي مجموعة قليلة من البلدان ذات معدلات نمو اقتصادي كبير، اتحدت معاً لتشكيل ما يسمى الآن مجتمع المصير.

تكتل اقتصادي

مجموعة «بريكس» هي تكتل اقتصادي عالمي، بدأت فكرة تأسيسه في سبتمبر 2006، ويضم 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

وعقد أول اجتماع لمجموعة ضم البلدان الأربعة الأعضاء المؤسسة للمجموعة يوم 16 يونيو 2009 بمدينة يكاترينبرغ في روسيا، أما الاجتماع الثاني فقد عقد يوم 16 أبريل 2010 في العاصمة البرازيلية برازيليا. وقد أضفى هذان الاجتماعان الطابع المؤسسي على مؤتمرات المجموعة، ومن ثم أسهما في تشكيل واقع جيوسياسي جديد.

انضمام

يوم 14 أبريل 2011، عقدت القمة الثالثة للمجموعة، في سانيا بجمهورية الصين، وهي أول قمة للمجموعة التي أصبحت تسمى بريكس، بعد الانضمام الرسمي لجمهورية جنوب أفريقيا.

أما مؤتمر القمة الرابع للمجموعة، فقد عقد يوم 29 مارس 2012 في مدينة نيودلهي بالهند، في حين عُقد مؤتمر القمة الخامس يوم 28 مارس 2013 في ديربان، بجنوب أفريقيا.

وسبتمبر من العام نفسه، أطلقت الصين مبادرة الحزام والطريق الذي يعد مشروعاً دولياً جديداً بديلاً لطريق الحرير.

ويوم 17 يوليو 2014، عقدت القمة السادسة للمجموعة في فورتاليزا بالبرازيل، أما القمة السابعة، فقد عقدت بمدينة أوفا في روسيا عام 2015، السنة التي عرفت الافتتاح الرسمي لبنك التنمية الجديد، وهو مؤسسة مالية تابعة لمجموعة بريكس مقره في مدينة شنغهاي بالصين.

عام 2016، عقد قادة دول بريكس رئيس البرازيل حينها تامر، ورئيس روسيا فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ورئيس الصين شي جين بينغ، ورئيس جنوب أفريقيا حينها جاكوب زوما اجتماعاً في مدينة شنغهاي بالصين، حيث المقر الرئيسي لبنك التنمية الجديد.

وفي الرابع من سبتمبر 2017، عقدت دول بريكس القمة السنوية للمجموعة في شيامن بالصين، وانضمت إليها في هذه القمة كل من تايلاند والمكسيك ومصر وغينيا وطاجيكستان دولاً مراقبة، لمناقشة خطة «بريكس بلس» التي تهدف إلى التوسع المحتمل للمجموعة.

وفي الفترة الممتدة من 25 إلى 27 يوليو 2018، عقد قادة بريكس قمتهم العاشرة في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، وتمحورت أشغال هذه القمة حول إقامة تعاون اقتصادي متزايد في بيئة اقتصادية دولية متغيرة، على خلفية الفشل الذي عرفته قمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى، وحضرت تركيا القمة بصفتها رئيسة لمنظمة التعاون الإسلامي.

ويوم 14 نوفمبر 2019، عقد مؤتمر القمة الحادي عشر للمجموعة في برازيليا، وعرفت هذه القمة مناقشة التطورات في مجالات العلوم والابتكار لدول بريكس، وأيضاً تطوير التكنولوجيا والعملة الرقمية.

وقد أبرمت في هذه القمة اتفاقات متبادلة للمساعدة في وقف الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة، وأعلن بيانها الختامي «الالتزام بتعددية الأطراف وتعاون الدول ذات السيادة من أجل تعزيز الأمن والسلام على مستوى العالم».

وعقد مؤتمر القمة الثاني عشر لمجموعة بريكس يوم 17 نوفمبر 2020، في سان بطرسبورغ في روسيا، بالشراكة مع منظمة شنغهاي للتعاون عبر تقنية التناظر المرئي أثناء جائحة كورونا.

وناقشت هذه القمة اتفاقاً متبادلاً حول مساعدة الدول الأعضاء لمجموعة بريكس من أجل مستويات معيشة أحسن، وتحسين مستوى معيشة شعوب هذه الدول.

وفي التاسع من سبتمبر 2021، عقد مؤتمر القمة الثالث عشر في نيودلهي عن طريق تقنية التناظر المرئي، في حين عقد المؤتمر الرابع عشر في بكين يوم 23 يونيو 2022.

تعاون

وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والمالي، أطلقت دول البريكس آليات رئيسية مثل بنك التنمية الجديد وترتيب الاحتياطي الطارئ، وقد صاغت استراتيجية الشراكة الاقتصادية لبريكس 2025، وأقامت شراكة بريكس بشأن ثورة صناعية جديدة، فيما بدأ بنك التنمية الجديد توسيع عضويته الأولى وانتقل إلى المقر الدائم الجديد في شنغهاي. وقد منحت حتى الآن إجمالي قروض بقيمة 30 مليار دولار، مما قدم مساهمة مهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدان البريكس.

فيما يتعلق بالتبادلات الثقافية والشعبية، عززت دول البريكس الحوار والتعاون فيما يتعلق بحوكمة الدولة، والأحزاب السياسية، ومراكز الفكر، والثقافة، والتعليم، والمرأة والشباب. وقد عملت مجموعة متنوعة من الاتحادات التي شكلتها دول البريكس، بما في ذلك مجلس أعمال البريكس، ومجلس بريكس للمفكرين، ورابطة جامعات بريكس، وتحالف تعاون بريكس للتعليم والتدريب التقني والمهني، وتحالف بريكس سيدات الأعمال، كمنصات حوار رئيسية للتبادلات عبر القطاعات وإجماع أقوى بشأن التعاون بين الدول.

وغني عن القول، إن مجموعة بريكس شديدة الأهمية بحسب الأرقام نظراً لما تمثله الخمس دول من قوة اقتصادية وسكانية ومساحة فتتحكم المجموعة في 31 % من اقتصاد العالم ضمن الناتج المحلي للدول وهو رقم ضخم جداً، إضافة لعدد سكان كبير جداً من سكان العالم يتخطى الـ 24 %، فضلاً عن نحو 19.5 % من تجارة العالم في الخمس دول، لذا فهو تكتل اقتصادي مهم جداً.


تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى