اخبار الإمارات

الشباب الأميركي غير راغب في الخدمة العسكرية أو خوض حروب جديدة

يبدو أن معظم البالغين من الأميركيين غير مستعدين للخدمة العسكرية في حال دخول الولايات المتحدة في حرب كبيرة، وفق ما أشار إليه استطلاع للرأي أجري أخيراً، حيث بدت ثقة الشعب الأميركي بالقوات المسلحة مهزوزة.

وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي كافح فيه جميع صنوف القوات المسلحة في السنوات الأخيرة لتحقيق أهداف التجنيد الخاصة بها، ما يشير إلى تزايد اللامبالاة تجاه مهنة الخدمة العسكرية. وفي عام 2023، فشلت القوات البرية والجوية في تحقيق أهدافها المرجوة، حيث كان هناك نقص في التجنيد بلغ 10 آلاف مجند، في حين أن النقص كان في القوات البحرية 6000. ومنذ عام 1987 انخفض تعداد القوات المسلحة الفاعلة بنسبة 39%.

ويقول الخبراء إن مثل هذا النقص مثير للقلق، في ظل صورة عالمية متقلبة باتت فيها القيادة غير واثقة من اللحظة التي ستأتي وتستخدم فيها القوات العسكرية الكاملة. وقال موظف في قوات البحرية الأميركية سابقاً، وأصبح الآن يعمل في مجال التجنيد، جاستن هندرسون «على الرغم من أن لدينا مجموعات هجومية، وحاملات طائرات، ووحدات للمشاة، إلا أن هذا العالم بات متقلباً، ولا ندري ما سيحصل لاحقاً».

وعلى الرغم من أن تدريب مجندي المشاة في غضون أسابيع، إلا أن ذلك لا ينطبق على القوات الأخرى. وقال هندرسون «لنفترض أن البحرية فشلت في تجنيد الأهداف لفترة طويلة، ولم تكن قادرة على جلب الأشخاص الذين تحتاجهم لإدارة الغواصات وقيادة الطائرات، وإذا وقع صراع كبير، فسيستغرق الأمر وقتاً لتدريب القوات المطلوبة».

ويقول الخبراء إن هناك مزيجاً معقداً من العوامل التي أسهمت في قضية تراجع التجنيد مع ذلك، بما في ذلك تكييف رسالته مع جيل أصغر سناً وأكثر انشغالاً بالتكنولوجيا الحديثة وقصص التسويق التي تضر بالتجنيد، فضلاً عن التأثير الاقتصادي، والتوقعات التي تثبت وجود بيئة مليئة بالتحديات لجهود التجنيد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، نيكو شوغمان، لـ«نيوزويك»، عندما طلبت منه التعليق «نحن نقوم بجهود حثيثة لضمان بقاء الجيش فعالاً ويقدم سيرة مهنية مثمرة لمعظم الناس».

تغير الأجيال

أظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد «ايشلون إنسايت» للأبحاث، وشمل 1029 شخصاً، في الفترة ما بين 23 و26 أكتوبر، أن 72% من الذين شملهم الاستطلاع لن يتطوعوا للخدمة في الجيش إذا دخلت أميركا في حرب جديدة، مقارنة بـ21% منهم قالوا إنهم سيقبلون بالخدمة. أما البقية فكانوا غير واثقين بما سيقولون.

وقال المدير التنفيذي في شركة «ملتاري ركروتنغ اكسبرت» للتجنيد، ديفيد يوستس، لصحيفة نيوزويك «إذا نظرت إلى تاريخنا فسترى أننا يجب أن نكون مقتنعين حتى ندخل في حرب»، وأضاف «وعلى الرغم من أن الأميركيين كانوا بحاجة إلى سبب لدعم الحرب في فيتنام، إلا أن الحرب في أفغانستان، كانت سريعة، وحظيت بدعم واسع، نتيجة ما حدث لبلدنا في تلك الفترة». وفي أكتوبر الماضي، أجرت شركة «جي ل بارتنرز» استطلاعاً للرأي، شمل 1000 شخص، لمصلحة «ديلي ميل». وقال معظم الذين شملهم الاستطلاع إنهم مستعدون للموت والقتال للدفاع عن أميركا إذا تعرضت للغزو، ولكن هذه المشاعر كانت أقل لدى من تراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عاماً. وأجرت شركة غالوب استطلاعاً للرأي في شهر يونيو الماضي، أشار إلى أن الثقة بالجيش الأميركي انخفضت للسنة السادسة على التوالي بنسبة 60% ممن شملهم الاستطلاع.

وأشار يوستس، الذي خدم 26 عاماً في الحرس الوطني، إلى أن الشبان الصغار كانوا الهدف الرئيس للجيش من أجل التجنيد، وحالياً الجيل الذين ولدوا بعد عام 1997، ونمو الأطفال في عصر الإنترنت جعلهم معتادين على «الإشباع الفوري». وقال يوستس «هناك العديد من الخيارات متوافرة الآن يمكن أن يحصلوا عليها، وكل شيء يحصلون عليه عن طريق الضغط على الأزرار، فإن قضية التدريب في المعسكرات لم تعد تروق لهم».

ولكونه رأى أطفاله وهم يشاهدون مقاطع فيديو على الإنترنت عن النشاط البدني، قال هندرسون إنهم «يحصلون على جرعة من النشاط عند رؤية شخص ما يقوم بعمل مرهق بدنياً، لكن أجسادهم لم تمر بهذا الإرهاق».

وقال العاملون في مجال التجنيد إن الجيل الحالي لا يحبذ الانخراط مع أفراد الجيش. وأشار يوستس إلى أنه على الرغم من أن والده، الذي خدم في حرب كوريا، شاهد سبعة من أطفاله الـ10 يخدمون في الجيش، إلا أن مثل هذا النوع من العائلات أصبح غير مألوف مطلقاً هذه الأيام.

بيئة اقتصادية مختلفة

اعتباراً من الثالث من نوفمبر، أصبح معدل البطالة أقل من 3.9%، في حين تمت إضافة 150 ألف فرصة عمل إلى الاقتصاد في أكتوبر لوحده. وباتت فرص العمل سهلة، والجميع يحصل عليها بسهولة.

وفي الوقت نفسه، لايزال التضخم شوكة في خاصرة العديد من المستهلكين، ويسعى الكثيرون منهم للحصول على أجور أعلى، والتي تتزايد حالياً فوق معدل التضخم. وبالمقارنة، فإن المجندين الجدد في القوات المسلحة يكسبون ما يزيد قليلاً على 20 ألف دولار سنوياً. وقال شوغارت «هناك علاقة قوية بين معدلة البطالة ومدى صعوبة تجنيد الناس. وعندما يكون الوضع الاقتصادي في حالة كساد، أو تكون البطالة عالية، يكون التجنيد سهلاً. ومن ناحية أخرى، فإن الاقتصاد جيد، وسوق العمل مزدهرة، والناس لديهم الكثير من الفرص، ولهذا فإن الجيش يواجه صعوبة في التجنيد».

ولكن القائمين على التجنيد يقولون أيضاً إن هناك نقصاً في الوعي بالميزات الكاملة التي يقدمها الجيش بما يتجاوز الراتب الأساسي، وهو أمر يقولون إن القوات المسلحة بحاجة إلى وضعه بشكل أفضل لجذب الجيل الأصغر سناً.

ويقول يوستس «لا أعتقد أن سوق العمل تجعل الأمر أكثر صعوبة، والآخرون لا يتفقون مع ذلك، إذ إن الخدمة العسكرية تقدم المعرفة، والمال، والتأمين الطبي، والتقاعد، وعندما ينتهي الشخص من خدمته العسكرية يكون لديه خبرة كي يطور نفسه وحياته المهنية». ويضيف «بالنسبة لي فإن الوضع الاقتصادي يجب أن يعزز ما نريد فعله إذا كنا نطرح رسالتنا بصورة ملائمة».

وقال هندرسون إنه في الوقت الذي بلغت فيه نسبة البطالة الوطنية 3.9%، كانت هذه النسبة بين المحاربين القدامى 2.9%. وقال إن الخدمة العسكرية أعطت «القدرة على دفع نفسك إلى مستويات لا يعرف الآخرون أنهم يستطيعون الوصول إليها»، وهو ما كان جذاباً لأصحاب العمل.

• القائمون على التجنيد يقولون إن هناك نقصاً في الوعي بالميزات الكاملة التي يقدمها الجيش بما يتجاوز الراتب الأساسي، وهو أمر يقولون إن القوات المسلحة بحاجة إلى وضعه بشكل أفضل لجذب الجيل الأصغر سناً.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى