اخبار

داحس والغبراء من جديد ،،، محمد سالم

قال: وحدنا في مواجهة الأزمة وتبعاتها نحن- لا غيرنا- من سيدفع الثمن، قلت: مجرد صفقات بين نخب شبه سياسية .. هدف “اسرائيل”  تحويل الفلسطينيين  إلى وجود ديموجرافى غير مهم سياسيا، والمجتمع الدولي لا يتعاطف مع المنقسمين، بل يقنن الحالة المترتبة على نتيجة صراعات القوى بين الصغار، كحالة تدليس وتسويف سياسي لاغير، وهكذا يفعلون جميعا!! أن بداية الحل تكون بتغيير النظام الانقسامي الحالي تغيير شامل. و على من فشل أن يتحمل نتائج أفعاله ومسؤولية ما صنعت يداه.

فقال: لا يوجد حل سهل للموقف الذي نمر به، ولكننا نملك قوة الرفض وانتظار اللحظة التي تتغير فيها موازين القوى الصهيونية. قلت له : حين تتالى الاثار الإجتماعية والإقتصادية والسياسية على الناس بسبب  مصالح حزبية، وسياسة فاشلة، والنتائج  السلبية، من سيطرة قوى معادية على سياسة قضية كبرى، و على إستقلال قرارها وحريتها، ودخول الصهاينة طرفا مستفيدا من استمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، باعتبارهم المستفيد الأول و شريك قوي ومؤثر، وتأثير ذلك على مصالح القضية الوطنية.

و بعد أن استحالت حياة الناس إلي جحيم من المحارق الصهيونية الوحشية، وسرقة الأرض، وانتشار سرطان المستوطنات، والقتل الوحشي،  واستمرار سياسية المصالح الخاصة والحزبية والدجل الفكري والسياسي، و استمرار تدهور الاوضاع السياسية والحياتية بهذا الشكل المخيف، لتصبح القضية مشلولة تماما بفعل هؤلاء ، وعندما يخيم البؤس الشديد علي كافة ربوع الوطن بهذه الصورة الكارثية التي لم يشهدها اطلاقا من قبل.

وعندما يحيل مخطط الانقسام والخراب الصهيوني وسدنة المصالح وموالسة حياة الناس الي جحيم لا يطاق من التدمير الداخلي الممنهج و المتبادل علي قاعدة غالب ومغلوب وكاننا امام حرب داحس والغبراء من جديد !! وعندما تغيب السياسة الموحدة، و  المسئولة من المشهد تماما وتصبح بلا دور وبلا حضور لها في كل ما يجري ، فعن اي سياسة واي حكم نتحدث؟! عن اي َوساطات خارجية تتحدث، سواء قامت بها دول عربية وغيرها، او قامت بها كل دول العالم؟ فكلها وساطات لا جدوي منها ولا مستقبل لها وهي كالحرث في الماء.

لن تنتهى خطة الانقسام والخراب الصهيونية،
إلا بنهاية مأساوية  لأن أول طلقة رصاص لم تكن عفوية أو نتيجة خلاف عارض ولكنها كانت نتيجة مقدمات طويلة من المصالح ، و الغباء السياسى والأنانية والديكتاتورية الحزبية، والدعم الخارجي، سدنة الانقسام والخراب يريدون هذا البلد مدمر ومنتهي ولا امل فيه بعد ان ابتلاه الله بهذه النوعية الفاشلة والمستبدة من القادة والحكام.

وقياسا علي ما يحدث، لم اعد اري نقطة ضوء واحدة في  نهاية هذا النفق المظلم الطويل،
بعد ان خابت كل رهاناتنا علي نداء الحكمة والعقل.. وامام سعار سلطات  الأمر الواقع، الي حد الجنون ، فلنا ان نتوقع منهم اي شيئ وكل شئ؛ و من المهم إدراك أن الوحدة الوطنية الحقيقية، لا يمكن أن تتم دون إستبعاد المتخاذلين والانتهازيين وسدنة الانقسام والخراب خاصة من كان طرفا في الأزمة، فلا يمكن أن يكون جزءا من الحل، او من القوى التي تتستر خلف الشعارات الوطنية.

قلت له: أزمتنا السياسية ان الخردة القديمة لم تعد صالحة، وتبقي حيث هي مصدرا خطيرا للتلوث والانقسام ونقل الأوبئة للقضية، ولتضيف هما ثقيلا آخر الي جملة هموم الناس، والجديدة ما زالت في علم الغيب، أو غير مؤهلة. قال: الوجود القوي الفعال للشعب هو السبيل الوحيد للخلاص ومواجهة الخطة الصهيونية؛ فالحالة التي يواجهها الشعب منذ تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، هي حالة نفي وجود واستقلال ومستقبل وهوية، هي حالة وقوف أمام فرقة إعدام، بالمعنيين المادي والمجازي للكلمة.

و من المنطقي والمصلحي إرجاء كل الخلافات والضغائن والمصالح الحزبية والشخصية. والمواقف العدائية، والأنانية والفردية والذاتية والإستسهال، وإعلان شعار واحد وموقف واحد هو إنقاذ قضية شعبنا… إنقاذ وطن؛ و التأكيد على أن حالة الخطر الشديد التي يمر بها وطننا، ستدفع الكثير من القوى إلى المشاركة في الدفاع عنه، في حالة أصطفاف وطني موحد و حقيقي، ولكن ليس خلف المتسبب في الكارثة، كما دعت بعض الشخصيات الإنتهازية.
أن ترديد مقولات التشكيك في قدرات شعبنا على تغيير هؤلاء،  والعجز وتكسير السواعد، يمكن تشبيهه بالوقوف أمام ثقب في سفينة في البحر، والإكتفاء بالفرجة وترديد كلمات العجز والتأييس بدلا من سد الثقب.
المسرحية..  قفلت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى