في لبنان صيف وشتاء تحت سماء واحدة. ففي وقت تحكم الضائقة المعيشية شريحة كبيرة من المواطنين، يعج البلد بالحفلات والسهرات والمطاعم الممتلئة في مشهد متناقض لا يحدث الا في لبنان.
في رقعة واحدة هي لبنان: أرض التناقضات ومصدرها، المفاجآت لا تنضب.
يلتبس على قاصدي هذا البلد وناسه، هل هو لبنان الذي تصنفه المؤسسات والمنظمات العالمية في المراتب الدنيا وفق كل المقاييس من سياسية واقتصادية ومالية أم هو بلد الفرح وزحمة الناس والمطاعم الممتلئة والحفلات الفنية العامرة.
هو تفاوت مريب في الحالة اللبنانية، صيف صاخب قد يكون الأكثر زخما منذ العام 2007 كأن لا أزمة رغم كل التوترات الأمنية خصوصا على الحدود الجنوبية.
مشاهد الأضداد ليست جديدة في بلد التناقضات. بلد محمل بكم هائل من المآسي. والصورة المثلى في شوارع بيروت لا تعكس حقيقة الواقع وتشكل حبل إنقاذ موسمي القطاعات شبه المنهار في لبنان.
غابت الحلول وتعمقت الازمة ولبنان مقسوم الى شطرين الأول بين مطاعم وسهر وسياحة والثاني بين فقر ومعاناة في ظاهرة تعكس رقص اللبنانيين على أنغام أزمات باتت تلازمهم كالماء والهواء. وفور عبور سحابة الصيف هذه سيعود تحدي الاستحقاقات وتعود المعضلة اللبنانية لتتصدر المشهد.