اخبار البحرين

مملكة البحرين والدول العربية تحتفل بالذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس جامعة الدول العربية

المنامة في 22 مارس / بنا / تحتفل مملكة البحرين والدول العربية اليوم 22 مارس بالذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس جامعة الدول العربية، حيث تم في مثل هذا اليوم من العام 1945 التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية، وجاء إنشاؤها إثباتًا للصلات الوثيقة والروابط العديدة التي تربط بين البلاد العربية جمعاء، وحرصًا على توطيد هذه الروابط وتدعيمها وتوجيهها إلى ما فيه خير البلاد العربية قاطبة وصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيها وآمالها، واستجابة لتطلعات الشعوب العربية في جميع الأقطار العربية.
 
ووضعت جامعة الدول العربية في مقدمة أهدافها توثيق الصلات بين الدول العربية، والحفاظ على استقلال الدول الأعضاء، وتنسيق الخطط والسياسات بين الدول الأعضاء، وتحقيق التعاون في الشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية، وحماية المصالح العربية، والتعاون مع الهيئات الدولية لكفالة الأمن والسلام وتنظيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية.
 
وتعتز مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبدعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، بانتمائها العربي، وتفاعلها الكبير مع قضايا الأمة العربية وهمومها وحقوقها، ودعم قضاياها المصيرية، وتفعيل وتطوير آليات العمل العربي المشترك والمنظمات الإقليمية وفي مقدمتها جامعة الدول العربية، كضرورة قومية ملحة تفرضها التحديات الراهنة.
 
انضمت مملكة البحرين إلى الجامعة العربية في 11 سبتمبر 1971، وساهمت منذ ذلك التاريخ وعلى مدى عقود بفعالية في أعمال الجامعة وأنشطتها مع التزامها الأكيد بميثاقها ومبادئها، فقد ترأست المملكة القمة العربية الخامسة عشرة في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة خلال مارس 2003، وترأست العديد من اجتماعات مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، وخلال ترأسها لهذه الدورات فهي تترأس أيضًا عددًا من المجالس الوزارية المتخصصة.
 
وتتفاعل مملكة البحرين مع مختلف الهيئات التابعة لجامعة الدول العربية على كافة الأصعدة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، ولهذا استضافت عددًا من اجتماعاتها. فقد استضافت الدورة الثالثة لمنتدى التعاون العربي الصيني على المستوى الوزاري في مايو 2008، كما استضافت فعاليات أخرى في إطار منتدى التعاون العربي الصيني في وقت لاحق. واستضافت كذلك الدورة الأولى لمنتدى التعاون العربي الهندي في يناير 2016. كما عززت مملكة البحرين دورها البناء في مسيرة العمل العربي المشترك من أجل الدفاع عن أهم القضايا العربية الراهنة، خاصة القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط.
 
إن الحفاظ على جامعة الدول العربية باعتبارها تشكل إطارًا عربيًا، معبرًا عن رغبة الأمة وشعوبها في الوحدة والتضامن، وتطوير آلياتها وأجهزتها وأدواتها بما يجعلها أكثر قدرة على الدفاع عن المصالح العربية المشتركة هي أولوية لمملكة البحرين للدفع بالعمل العربي المشترك قدمًا إلى الأمام.
 
إن التاريخ يشهد لمملكة البحرين دفاعها عن عروبتها وكونها جزءًا لا يتجزأ من الأمة العربية، عندما أكد شعب البحرين تمسكه بعروبته وقوميته في الاستفتاء الذي أجرته الأمم المتحدة عام 1971، كما يشهد على ذلك وقوفها بقوة إلى جانب الحق العربي ودفاعها الدائم عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ومواقف البحرين الداعمة والمساندة للتضامن العربي في مختلف المجالات وتعزيز التكامل والتنسيق العربي وما تتخذه بقيادة حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، من مبادرات لتدعيم وتطوير العمل العربي المشترك، ومواقفها المشرفة في الدفاع عن مصالح الدول والشعوب العربية.
 
وانطلاقًا من ثوابتها عززت مملكة البحرين دورها البناء في مسيرة العمل العربي المشترك وعملية السلام في الشرق الأوسط من خلال عضويتها الهامة في لجنة مبادرة السلام العربية منذ تأسيسها بحيث لعبت دورًا هامًا وبارزًا في الحراك العربي نحو سلام عادل ودائم والتي تضمنت كافة متطلبات السلام في المنطقة.
 
وساندت مملكة البحرين القضايا العربية الهامة وفي مقدمتها الأمن والاستقرار والسلم الإقليمي، ومكافحة الإرهاب والقرصنة، والتنمية المستدامة، والأمن الغذائي، والتبادل التجاري، ودعم ورعاية الشباب.
 
وعلى الصعيد الاقتصادي، لعبت مملكة البحرين دورًا بارزًا وفعالًا خلال أول قمة اقتصادية تنموية عقدت في دولة الكويت الشقيقة في يناير 2009، والتي هدفت إلى دعم العمل العربي الاقتصادي المشترك ودعم الاستثمار والمشاريع العربية المشتركة والانفتاح على الاقتصاد العالمي ومنظمة التجارة العالمية وجذب الاستثمارات.
 
وفي إطار التعاون العربي الإقليمي، استضافت مملكة البحرين الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني في مايو2007، وكان لهذه الدورة أثر هام في دفع مسيرة التعاون العربي مع الصين. كما كانت مملكة البحرين عضوًا مؤسسًا لمنطقة التجارة الحرة العربية والتي انطلقت في الأول من يناير 1998 وأوفت بكافة التزاماتها تجاه قيامها من أجل الوصول إلى هدف السوق العربية المشتركة.
 
وفي إطار دعمها للتكامل العربي، طرحت مملكة البحرين العديد من المبادرات لتطوير وتوثيق العمل العربي المشترك ومنها على المستوى الحقوقي مبادرة جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، بإنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، وعلى المستوى الاقتصادي مبادرة جلالة الملك المعظم، باحتضان مملكة البحرين لمشروع البورصة العربية المشتركة، وعلى المستوى الاجتماعي مبادرة المشروعات المنزلية وغيرها العديد من المبادرات، كما استضافت مملكة البحرين العديد من الاجتماعات العربية ومنها اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة ومجلس محافظي صندوق النقد العربي واجتماعات منظمة المرأة العربية والبرلمان العربي وغيرها.
 
وإيمانًا منها بأهمية الاتفاقيات المشتركة في دعم الوحدة بين الدول العربية صادقت المملكة على معظم الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الصادرة عن جامعة الدول العربية، ومنها الميثاق العربي لحقوق الإنسان، ومعاهدة الدفاع العربي المشترك والاتفاقية العربية لمكافحة الفساد 2016، واتفاقيات العمل العربية، الميثاق العربي للعمل، ميثاق العمل الاقتصادي العربي، اتفاقية إنشاء المنظمة العربية للتنمية الزراعية، والاتفاقية العربية بشأن السلامة والصحة المهنية، والاتفاقية العربية بشأن تأهيل وتشغيل المعوقين، والاتفاقية العربية بشأن عمل الأحداث، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب 2002، واتفاقية تسليم المجرمين بين دول الجامعة العربية، والاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات، واتفاقية إنشاء منظمة المرأة العربية، واتفاقية المنظمة العربية للمواصفات والمقاييس بجامعة الدول العربية وغيرها الكثير من الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الأخرى التي لا يتسع المجال هنا لذكرها.
 
وترحب مملكة البحرين دائمًا باستضافة أي مؤسسة عربية تدفع باتجاه تعزيز العمل العربي، ومن ذلك استضافتها الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري) التابعة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، وهي من المنظمات المتخصصة التابعة لجامعة الدول العربية.
 
وتتعاون مملكة البحرين مع آليات الجامعة العربية، وعلى سبيل المثال قامت بتقديم تقريرها الأول إلى لجنة حقوق الإنسان العربية التابعة لجامعة الدول العربية (لجنة الميثاق) في عام 2012، وأعقب ذلك مناقشته في عام 2013، ثم إصدار ملاحظات وتوصيات اللجنة بخصوصه في العام ذاته، كما قدمت البحرين تقريرها الدوري الأول إلى اللجنة في شهر يوليو 2016 وكذلك قدمت ملحقًا تكميليًا محدثًا له تم مناقشته في العام التالي وإجراء حوار تفاعلي بشأن مضمونه.
 
وأسهمت الكفاءات البحرينية في الدفع بالعمل العربي المشترك حيث تولت مملكة البحرين العديد من المناصب منذ انضمامها للجامعة العربية، حيث شغلت المناصب التالية: السفير عبد النبي مسيب، رئيس بعثة جامعة الدول العربية في برلين بجمهورية ألمانيا الاتحادية سابقًا، والدكتور عبد العزيز النجدي، مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقًا، والأستاذة فائقة سعيد الصالح، مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقًا.
 
وهناك العديد من المناصب الهامة التي يتبوأها بحرينيون في جامعة الدول العربية في الوقت الحالي، مما يؤكد حرص مملكة البحرين الدائم على أن يشارك أبناؤها في جهود الجامعة، حيث يتولى السفير خليل إبراهيم الذوادي، منصب الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي، ويتولى السفير يوسف جميل، منصب رئيس بعثة جامعة الدول العربية في نيودلهي، كما يتولى النائب عادل العسومي، منصب رئيس البرلمان العربي.
 
وفي المقابل كانت الجامعة العربية، السند والداعم لمملكة البحرين، فقد أعلنت الجامعة العربية أكثر من مرة تضامنها الكامل مع مملكة البحرين، حكومةً وشعبًا، في مواجهة الأعمال والنشاطات الإرهابية التي تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها، والمساندة القوية للجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية في المملكة من أجل استئصال خطر الإرهاب من ربوع البحرين، وخلال أحداث عام 2011 المؤسفة وقفت الجامعة بقوة مع مملكة البحرين، وأصدر مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته (136) بيانًا أكد فيه التزامه بدعم واستقرار مملكة البحرين، وتأييده ومساندته للخطوات الحكيمة التي اتخذها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد، مشيدًا بخطوات جلالته في إجراء الانتخابات التكميلية وإطلاق حوار التوافق الوطني ومبادرة جلالته بتشكيل اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، إضافةً إلى دعم جامعة الدول العربية لمملكة البحرين، في ترشيحات البحرين لعدد من المناصب في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
 
لقد كان تأسيس جامعة الدول العربية واحدة من الخطوات المهمة في إطار توحيد الجهود العربية في مواجهة التحديات التي تستهدف الكيان العربي في أساسه ووحدته وأمنه وازدهاره. وهي أقدم وأعرق منظمة إقليمية ودولية، راسخة وثابتة ومستمرة بيتا لكل العرب، يجتمعون تحت سقفه، ويتحاورون بين أروقته وقاعاته ضمن رؤية عربية واحدة لصيانة المصالح العربية.
 
وتعد ذكرى تأسيس الجامعة الـثامنة والسبعين ( 78 ) فرصة لتقييم الظروف والإمكانيات، وتقييم الأداء والدور المطلوب في خضم هذه الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها المنطقة، سعيًا لتمكين الجامعة لترتقي بعملها إلى المستوى الذي تتطلع إليه الشعوب العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى