اخبار الإمارات

«حرب غزة».. هل يأتي الحل من القاهرة بـ«صفقة العيد»؟

ت + ت الحجم الطبيعي

فيما يطوي شهر رمضان أيامه الأخيرة، يترقب الفلسطينيون احتمالات انفراج بمباحثات القاهرة، قد تقود إلى إعلان «صفقة العيد» بعد أن فشلت كل محاولات التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى خلال الشهر الفضيل.

الفصائل الفلسطينية، تنظر إلى هذه المباحثات و«الصفقة» المحتملة كخط فاصل بين استمرار الحرب أو إخمادها، بينما تسعى إليها إسرائيل كخطوة تكتيكية، تتوقف خلالها الحرب لفترة مؤقتة، على أن تستأنف بقوة، مع الإبقاء على التوجه الإسرائيلي لاجتياح رفح قائماً.

أوراق الطرفين باتت واضحة، والحديث عن صفقة التبادل هو الشغل الشاغل في الأروقة السياسية، وأنظار المراقبين تشخص نحو العاصمة المصرية القاهرة، ويتفق الجميع على أن هذه الجولة إن فشلت، فلن تنجح الصفقة، بل ربما تتحول إلى «صفعة» لكل الجهود الدبلوماسية.

خروج عن المألوف

لماذا تؤشر المعطيات إلى احتمالية نجاح هذه الجولة؟، يجيب الخبير في الشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش من رام الله: «الضغط الداخلي الإسرائيلي (في إشارة إلى موجة الاحتجاجات التي تجتاح الشارع الإسرائيلي) والضغط الأمريكي يدفعان لإنجاز الصفقة، كما أن بعض مطالب الفصائل الفلسطينية تحولت إلى مطلب دولي، وخصوصاً فيما يتعلق بالمساعدات الإغاثية والانسحاب من المناطق المأهولة».

يضيف أبو غوش: «الولايات المتحدة الأمريكية قررت تولي إدارة مفاوضات التهدئة بنفسها، وهي تعمل لإغراء إسرائيل ببذل جهود مكثفة لاستئناف العملية السياسية، وتهدئة الأوضاع على الجبهة الشمالية، لذا فمن المتوقع أن يتغير الموقف في هذه الجولة من المباحثات».

ويرى المحلل السياسي أحمد رفيق عوض، أن الفرصة متاحة هذه المرة لنجاح مفاوضات القاهرة، لكن مرد هذا التوقع ليس لأن سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تغيرت كما يقول وإنما لأسباب غير مألوفة أو متوقعة، وأهمها تهديد إيران بالرد على القصف الإسرائيلي لقنصليتها في دمشق، ولأن هذا الرد قد يتدحرج إلى حرب إقليمية لا يتمناها أحد، كما أن واشنطن أخذت تضغط أخيراً للتوصل إلى اتفاق تحتاجه لتحقيق إنجاز انتخابي، وخصوصاً في ظل النتائج المتراجعة للرئيس الأمريكي جو بايدن، وانقسام الجمهور الأمريكي حول سياسته.

ويوضح عوض: «من الأسباب غير المألوفة كذلك، لإمكانية نجاح مباحثات القاهرة، تزايد عزلة إسرائيل، وتعالي الأصوات الأوروبية المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولأن الحرب على قطاع غزة فقدت جدواها، فهي تراوح مكانها، لا بل هناك خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، وتراجع في الاقتصاد، والمكانة الدولية، وتدهور في العلاقات مع الإقليم والعالم».

نبض الشارع

ينظر الفلسطينيون لمفاوضات التهدئة، بشيء من الأمل وكثير من الريبة، فعلى الرغم من خوض الطرفين («حماس» وإسرائيل) مفاوضات طويلة، برعاية وسطاء عرب ودوليين، إلا أن كل المحاولات فشلت، ما خلق حالة من اللامبالاة لدى الشارع الفلسطيني. فمن وجهة نظر المواطن أحمد زهران ــ موظف حكومي ــ فإن نتائج المفاوضات باتت معروفة، تأتي الوفود من الطرفين، وتجتمع مع الوسطاء، ثم تغادر بعد يوم أو يومين إثر انهيار المحادثات، بانتظار الإعلان عن جولة جديدة، وهكذا.

في حين يرى رشيد عليان ــ تاجرــ أن المفاوضات بصيغتها الحالية مضيعة للوقت وملهاة لأهل غزة، متسائلاً: «كيف لإسرائيل أن تفاوض لوقف إطلاق النار في القاهرة، وجيشها يستعد لاجتياح رفح؟.. هذه مراوغة ومماطلة لكسب الوقت».

وتبقى الأسئلة الملحة التي ترافق هذه الجولة من مفاوضات التهدئة: هل يأتي الحل من القاهرة بعد طول انتظار؟ وهل تكون كلمة السر في ضغط الشارع الإسرائيلي لوقف الحرب وتحرير الرهائن؟.. أم أن نتانياهو سيواصل تجاهله للمساعي السياسية وطرحه لمبررات إعادة احتلال قطاع غزة لتحقيق غاياته الشخصية وأهدافه السياسية؟.. العالم يترقب وينتظر.


تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى