اخبار الإمارات

15 أغسطس أول أيام “سهيل” يبشر بانخفاض درجات الحرارة

متابعة: نازك عيسى

 

قال إبراهيم الجروان رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك إن اليوم 15 أغسطس هو أول أيام موسم سهيل لدى أهل التقويم حيث ستبدأ ملاحظة ملامح انحسار القيظ وانكسار درجات الحرارة ، علما بأن النجم سهيل سيشاهد فجرا ابتداء من 24 أغسطس في وسط الجزيرة العربية.

وبعد نحو 45 يوما سيتساوى الليل بالنهار في حدود 2 أكتوبر، حيث ستحل أجواء الاعتدال تدريجيا.

ويهتم أبناء الجزيرة العربية منذ القدم بمطالع النجوم والنظر فيها ومعرفة منازلها، لإرتباطها بحياتهم اليومية في الليل والنهار، فهم يعرفون من خلالها دخول فصول السنة وأوقات نزول الأمطار، وأوقات البرد والحر، ومن خلال حساب النجوم يعرف أهل القرى والفلاحون متى يحرثون أراضيهم، ومتى يبذرون استعدادا لنزول المطر، وأهل البر يعرفون مواسم الرعي والسفر، ويعرف أهل البحر مواسم الصيد البحري والسفر.

وتستبشر العرب بظهوره الذي يكون علامة على انقضاء القيظ وبدء انحسار الحرارة العالية وبدء تحسن الأجواء وبداية الموسم الزراعي.

ومع طلوع النجم سهيل يبدأ موسم الصفرية أو “لصفري” كما ينطق محليا ففي بداية طلوعه تكون 40 يوما لا يستقر الجو فيها على حرارة أو اعتدال ثم تستقر الأجواء المعتدلة بدءا من منتصف أكتوبر حيث يحل موسم الوسم ، فيما يدخل الشتاء بعد طلوع سهيل بقرابة 100 يوم.

ونجم سهيل الذي تستبشر بطلوعه العرب بجلاء القيظ وشدة الحر وإقبال الربيع والمطر، هو من ألمع نجوم السماء وسهيل عند العرب، هو “البشير اليماني”، وله عندهم عدة أسماء، فهم يسمونه نجم اليمن ويسمونه سهيل اليماني أيضا، وسبب نسبته إلى اليمن كونه يطلع من جهة الجنوب ويظهر مقابلا للنجم القطبي الشمالي، فهو يشير إلى جهة الجنوب، أما القطب الجنوبي نفسه فلا يظهر في سماء الإمارات، وعلى كل حال لا يوجد نجم معين يدل على اتجاه النجم الجنوبي كما هو الحال في القطب الشمالي.

ويرصد النجم في أول طلوعه فجرا ، قبل شروق الشمس بنحو نصف ساعة إلى ساعة، و يميل النجم سهيل عند طلوعه نحو الاتجاه الجنوبي الشرقي. ونظرا لوقوع الجزيرة العربية على حدود 12.5 درجة شمالا، جنوب اليمن، إلى 30 درجة شمالا عند العراق، وتقع الإمارات على دائرة عرض 25 درجة شمالا في المتوسط عند وسط الجزيرة العربية، وبناء على الحسابات الفلكية فإن نجم سهيل يكون وقت طلوعه مقترنا بوقت طلوع الشمس في الإمارات بتاريخ 11 / 12 أغسطس، أي أنه يكون مماسا للأفق الجنوبي ذلك الوقت، ولا يمكن رؤيته في هذا التاريخ أو قبله ، ثم يتقدم عن الشمس حتى يصل إلى ارتفاع 5 درجات فوق الأفق الجنوبي عند طلوع الشمس ، وهي أقل مسافة عن الشمس للنجم المرئي وذاك فجر 24 أغسطس، ويكون بعد هذا الوقت مرئيا عند الشفق الصباحي قبل طلوع الشمس بمدة لا تقل عن 20 دقيقة وذلك عند أجواء الرصد المثالية.

ويستمر وجود النجم سهيل فوق الأفق خلال الليل من نهاية اغسطس إلى نهاية أبريل في وسط الجزيرة العربية ، فيكون ظهورة فجرا خلال سبتمبر وأكتوبر، وفي منتصف الليل خلال ديسمبر ويناير، وأول الليل في مارس وأبريل.
ويستمر وجود النجم “سهيل” فوق الأفق بالنسبة لمناطق وسط شبه الجزيرة العربية لفترة تقارب ثمانية أشهر ونصف تقريبا، لمدة تقارب 7 ساعات يوميا، وقد تكون هذه الساعات خلال النهار، فلا يرى أبدا وذلك من بداية شهر مايو إلى منتصف شهر أغسطس.

ومع طلوع “نجم سهيل”، يبدأ التقويم الخاص بأهل الخليج والمعروف بـ”الدرور” وهذا التقويم ببساطة يقسم السنة إلى أربعة أقسام كل قسم مئة يوم ، “مئة الصفري ” أو الخريف، و”مئة الشتاء”، و”مئة الصيف” أو الربيع، وثم “القيظ” وهو وقت شدة الحر لها 65 يوما تكتمل فيها السنة، وكل عشرة أيام منها تسمى “در”.

ورغم الاختلاف في تحديد بداية التقويم قد تلمس التغيرات الطبيعية التي تدل على بدء جلاء القيظ، الا انها تكون غالبا بين 15 الى 20 أغسطس 20 منه هو اختلاف بسيط، لا يقلل من فعالية التقويم وتطابقه مع حالة الجو والبحر ومواعيد الزرع والحصاد.

ومع ظهور نجم سهيل تبدأ ملامح بدء اعتدال الطقس، وانخفاض درجات، و يبدأ منخفض الهند الموسمي بالضعف والتراجع جنوبا، وتهب مع طلوع سهيل رياح “الكوس”، وهي رياح جنوبية شرقية عالية الرطوبة، تعمل على تكوين سحب منخفضة على امتداد السفوح الشرقية لجبال الحجر في عمان والإمارات، قد يصاحبها هطول رذاذ يطلق عليها “سحب الكوس”.
وتنشط “الروايح” أو “روايح الصيف”، التي تؤثر على مناطق ما حول جبال الحجر في الإمارات وعمان، ويطال تأثيرها المناطق الجبلية الوسطى في الإمارات من مدينة الذيد إلى مدينة العين، مسببة عواصف محلية ورياح هابطة قوية تصحبها السحب الركامية وهطول الأمطار الرعدية الغزيرة. كما تهب رياح نشطة لطيفة يطلق عليها “هبايب سهيل” تعمل على تلطيف الجو.

وخلال الفترة الممتدة من طلوع سهيل إلى حين الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر، قد تقدم موجات حارة يشتد الحر المشبع بالرطوبة، تطلق على ذلك العرب “وعكة” ومن أشهرها “وعكات سهيل” ويطلق عليها أيضا بين المزارعين في الخليج “حرة الدبس” حيث تتم إسالة الدبس من التمر، كما تسمى “حرة المساطيح”.

و”المسطاح” مكان تجفيف الرطب ليصبح تمرا. كما تبدأ خلال نفس الفترة “هبايب سهيل” تبدأ بالهبوب وهي رياح رطبة نشطة تعمل على الحد من درجات الحرارة العالية وتلطيف الأجواء.

وتبدأ أول مواسم الزراعة وابتداء العروة الزراعية الخريفية، حيث تبذر جميع أنواع البذور في المشاتل المحمية عن أشعة الشمس الحارة والرياح الجافة ، ابتداء من منتصف أغسطس كزراعة مبكرة، وخلال النصف الثاني من سبتمبر تنقل الاشتال إلى الأرض المستديمة ، كما تزرع الفسائل، ومختلف الأشجار، ويحين أوان صرام أصناف كثيرة من النخيل ، وتجمع التمور وتخزن ، ويصنع الدبس.

وظهور نجم سهيل يعني بدء موسم صرام التمر، لذا يعرف البادية أن ظهور سهيل يعني رحيلهم عن المقياظ ورحيلهم الى البادية مع ميل الجو الى الاعتدال، لذا يأخذون حصتهم من التمر، ويرحلون إلى البر.

وسهيل في الموروث الثقافي العربي يعتبر كوكب فرح يستبشر بقدومه، فالعرب تقول “أسعد من سهيل طلعته”.

حيث تتعامد الشعرى اليمانية “ألمع نجوم السماء” وسهيل “ثاني ألمع نجوم السماء” فوق الأفق الجنوبي فجرا مع منتصف أكتوبر ، حيث يعتدل الجو و يقل الطلب على الماء.

وقالت العرب فيه “ إذا طلع سهيل طاب الليل وامتنع القيل ولام الفصيل الويل ورفع الكيل”.
وتقول العامة “إذا طلع سهيل تلمس التمر في الليل”.

 



تابعنا على Google News

تابعنا

            

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى