اخبار السعودية

إيرانطالبان.. تصعيد أم انفراج؟ أخبار السعودية

تفاقمت حدة التوتر بين إيران وحكومة طالبان الأفغانية أخيرا، بعد مطالبة طهران بحصتها من نهر هلمند، وتحذير الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وحددت السفارة الإيرانية في كابول في 19 مايو الجاري، شهرا واحدا كموعد نهائي لطالبان، لكن قوبل الإنذار الإيراني برد فوري وغاضب من طالبان.

وبحسب مراقبين سياسيين، فإن عدم اعتراف طهران بحكومة طالبان في أفغانستان صعّد من الأزمة الراهنة، واشتدت الخلافات في الأيام الأخيرة بين الطرفين حول تقاسم الحصص المائية من نهر هلمند أو كما تطلق عليه إيران «هيرمند».

هذا الخلاف تعود جذوره إلى عدة عقود وليس من المعروف ما إذا كان تراشق الاتهامات في الوقت الراهن سيعقد الوضع أم سيقربه من حل يرضي الجانبين، إلا أن التهديدات الواردة من بعض قادة طالبان تشير إلى أن الأزمة في طريق التصعيد، إذ توعد القيادي البارز في طالبان عبدالحميد خراساني المعروف بـ«ناصر بدري»، بحرب ضد إيران. وقال في مقطع فيديو نشره على «تويتر»، تعليقا على هذه الأحداث: «لا تختبروا صبرنا، ولن نسامح ونتوسل لكم فأنتم مدينون لنا، ونحن على ثقة أننا سنحاربكم بشكل أكبر من حربنا للولايات المتحدة». وأضاف: «إذا اعتديتم علينا وتطاولتم على حقوق شعبنا فإننا سنسترد حقوقنا منكم، وإذا وافق زعيم طالبان فإننا سنخوض المعركة ضدكم».

وشهدت المناطق الحدودية بين إيران وأفغانستان أمس (السبت)، اشتباكات مسلحة ومواجهات بالأسلحة الثقيلة بين قوات حرس الحدود الإيراني وقوات طالبان أودت بحياة جنديين إيرانيين وآخر من الحركة، وسط اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن إشعال المواجهات.

وبدأ الخلاف بخصوص حصة إيران المائية، واستمر بين طهران وكابول حتى عام 1972، عندما تم إبرام معاهدة بين البلدين تقضي بأن على أفغانستان أن تمنح إيران 820 مليون متر مكعب من النهر كل عام، ولكن لم تحصل إلا على مليوني متر مكعب فقط.

وتتهم طهران كابول برفض توفير حصتها المائية خلال السنوات الماضية من خلال بناء سد كجكي ثم سد كمال خان، وتغيير مجرى نهر هلمند بطريقة لم تسمح فيه للمياه بدخول منطقة غودزره الأفغانية حتى في حالة الفيضان. وأكدت إيران قبل أنها ستعرف كيف تتصرف إذا ثبت أن طالبان منعت حصتها في مياه نهر هلمند.

ونقلت وكالة إرنا عن القائم بأعمال السفارة الإيرانية في أفغانستان حسن كاظمي، قوله: لو ثبت وجود المياه في سد كجكي وطالبان تمتنع عن إعطاء إيران حصتها من مياه نهر هيرمند فعليها أن تتحمل المسؤولية وحينها تكون الحجة قد تمت وتعرف الحكومة الإيرانية كيف تتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى