اخبار الإمارات

«أبو جبريل» ذبح حصانَين لإطعام أطفاله وجيرانه في جباليا

ت + ت الحجم الطبيعي

في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، وفي ظلّ تفشّي الجوع اضطر أبو جبريل إلى ذبح حصانَيه لإطعام أطفاله وجيرانه. يقول أبو جبريل (60 عاماً) «لا خيار أمامنا إلّا ذبح الحصان لإطعام الأطفال، الجوع يقتلنا، لا توجد أية أنواع من الخضروات، ولا طحين ولا مياه شرب».

ويضيف: «لدي حصانان كنت أشتغل عليهما في أرضي الزراعية في بيت حانون، دمّروا بيتي وجرفوا أرضي. قرّرت ذبح الحصانين لمساعدة عائلتي وعائلات أقاربي وجيراني في الحصول على الطعام». فرّ أبو جبريل من بيت حانون القريبة من مخيم جباليا عندما اندلعت الحرب. وبات منزله مع عائلته عبارة عن خيمة بالقرب من مدرسة الفالوجا التابعة لـ«الأونروا» والتي تؤوي نازحين. قبل الحرب، كانت المياه الملوّثة وانقطاع التيار الكهربائي مشكلة في المخيّم المكتظ بالسكّان. وكان الفقر الناجم عن ارتفاع معدّلات البطالة مشكلة أخرى بين سكّانه الذين يزيد عددهم على 100 ألف نسمة.

الآن، بدأ الطعام ينفد في ظلّ عدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى المنطقة، جراء القصف وسرقة الشاحنات القليلة التي تحاول العبور. وأفاد برنامج الأغذية العالمية هذا الأسبوع بأنّ فرقه أبلغت عن «مستويات غير مسبوقة من اليأس»، بينما حذّرت الأمم المتحدة من أنّ 2,2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة.

تسوّل

في المخيّم، ينتظر أطفال بترقّب بينما يحملون علَباً بلاستيكية وأواني طهي مكسّرة للحصول على الطعام القليل المتاح.

ومع تضاؤل الإمدادات بالغذاء وارتفاع الأسعار، يشكو شاب من أنّ سعر كيلو الأرز ارتفع من سبعة شيكل (1,90 دولار) إلى 55 شيكلاً. ويقول بغضب، مشيراً إلى طفل بجانبه، «نحن الكبار لا يهمّنا… أمّا الصغار الذين تبلغ أعمارهم أربع وخمس سنوات، فما الذي ارتكبوه من ذنب كي يناموا جائعين ويستيقظوا جائعين؟».

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أنّ النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، قد يؤديان إلى «انفجار» في وفيات الأطفال في غزة.

ويتم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو لطفل اسمه محمود فتوح، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة انعدام الغذاء، وفق ما قالت وزارة الصحة في القطاع المحاصر.

ويعاني واحد من كل ستة أطفال دون الثانية من العمر في غزّة من سوء التغذية الحاد، وفق تقديرات لمنظمة اليونيسف نُشرت في 19 فبراير.

بقايا فاسدة

وفي محاولة لسدّ جوعهم، اعتاد سكان قطاع غزة على تناول بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتّى أوراق الشجر.

وتقول امرأة موجودة في المخيم «لا أكل ولا شرب… ولا طحين»، مضيفة «بدأنا نتسوّل من الجيران، ولا شيكل في الدار. ندقّ الأبواب في الحارة ولا أحد يعطينا مالاً».

وتتصاعد حدّة التوتر في جباليا بسبب نقص الغذاء وتداعياته، فيما نُظّمت الجمعة وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات الأشخاص. وحمل طفل في التظاهرة لافتة كتب عليها «لم نمت من القصف ولكننا نموت من الجوع». ورفع آخر عالياً لافتة كُتب عليها «المجاعة تنهش لحومنا وأجسادنا»، بينما هتف المتظاهرون «لا لا للجوع، لا لا للإبادة الجماعية، لا لا للحصار».

لم يخبر أبو جبريل أحداً بقراره ذبح الحصانَين. طبخ اللحم مع الأرز، وقدّمه لعائلته وجيرانه.

ورغم الحاجة، يقول إنّه لا يزال قلقاً بشأن ردّات فعلهم. ويضيف «لا أحد يعرف أنّه يأكل لحم حصان».


تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى