اخبار الكويت

دليل الأهل لعملية استئصال اللوزتين واللحمية عند الأطفال

على مدى عقود طويلة، شكلت عمليات إزالة اللوز واللحمية جزءًا أساسيًا من جراحات الأطفال التي تجرى على نطاق واسع حول العالم، وقدمت حلاً للأطفال الذين يعانون من مشاكل الشخير واضطرابات النوم والاختناقات والعدوى المتكررة.

 
في هذا المقال، يشاركنا الدكتور عبدالله خالد البدر، اختصاصي اول جراحة مناظير الجيوب الانفية وقاع الجمجمة للكبار وجراحة الأنف والأذن والحنجرة للأطفال في مستشفى جابر الأحمد ومستشفى رويال حياة، لتسليط الضوء معًا على هذه الإجراءات، من الاستعدادات الأولية إلى الرعاية ما بعد الجراحة، ما يمنحكم إرشادات قيمة للتنقل في هذا القرار المهم بثقة وعناية.

◄ متى ينبغي التدخل الجراحي؟

عادةً ما يُوصى بإجراء جراحة استئصال اللوز واللحمية عندما يعاني الأطفال من العدوى المتكررة في اللوزتين، اللحميتين، أو الجيوب الأنفية. تشمل الأعراض الشائعة الحمى والتورم وآلام الحلق المستمرة. ومع ذلك، لا تقتصر النظرة على العدوى فقط، فقد تشير مشاكل مثل صعوبة التنفس عبر الأنف، وصعوبات البلع، واضطرابات الأذن الوسطى المتكررة والاختناق التنفسي الانسدادي إلى ضرورة اللجوء للتدخل الجراحي. وفيما يتعلق بالعمر المناسب، ينصح الدكتور عبدالله بأنه من الآمن أن تجرى الجراحة للأطفال الذين تجاوزوا عامهم الأول، وأكثر أمانًا حتى للأطفال الذين تجاوزوا عامين، وذلك بفضل انخفاض كبير في مخاطر العمليه الجراحية. ومع ذلك، يجب أن يكون القرار مستندًا إلى شدة الأعراض في أي سن واستجابتها للعلاج الطبي.

◄ افتراضات شائعة:

يستعرض الدكتور عبدالله البدر الافتراضات الشائعة حول هذه الإجراءات ويصحح المفاهيم:

1 – اللوزتان واللحميتان هما خط الدفاع الأول للجسم في مكافحة الجراثيم: هذا غير صحيح، فاللوزتان واللحميتان جزء من الجهاز اللمفاوي ولهما دور ثانوي، وإزالتهما لا تؤثر في الجهاز المناعي.

2 – تتطلب الجراحة البقاء في المستشفى: على عكس هذا الاعتقاد، فإن الجراحة عادةً ما تكون من جراحات اليوم الواحد، باستثناء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات أو الأفراد الذين يعانون من حالات طبية محددة تستدعي البقاء في المستشفى.

3 – إذا كانت اللوزتان أو اللحميتان كبيرتين، فتجب إزالتهما: حجم اللوزتين واللحميتين لا يحدد تلقائيًا ضرورة الإزالة. يصبح الحجم مشكلة فقط عندما يكون هناك اختلاف كبير بين أحجام اللوزتين، ما يشير إلى وجود حالة طبية أكثر خطورة أو عندما يؤثر حجم اللوزتين في قدرة الطفل على البلع.

4 – عدم وجود تضخم في اللوزتين أو التهابات متكرره لا يستدعي استئصالهما: استئصال اللوز واللحمية عند الأطفال الذين يعانون من الاختناق التنفسي الانسدادي من أهم العلاجات وذلك بغض النظر عن حجم اللوز واللحمية.

◄ الاستعداد للعملية:

قبل الجراحة، سيقوم طبيب طفلك بشرح مفصل للإجراءات المتوقعة، وقيود الأدوية، وإرشادات الصيام، وأوقات الوصول، والرعاية ما بعد الجراحة. إذا مرض طفلك قبل الجراحة المقررة، قد تكون هناك حاجة لإعادة جدولة الموعد. تستمر الجراحة عادة لمدة 30 إلى 45 دقيقة تحت التخدير العام، وتتم إزالة اللوزتين واللحمية من خلال الفم، ما يلغي الحاجة إلى أي قطع خارجي.

◄ شرح الإجراءات للأطفال:

توجب شرح الإجراءات للأطفال لمسات حساسة، فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تقول لطفل يبلغ من العمر 7 سنوات: «الطبيب بحاجة لمساعدة حلقك وأنفك على الشعور بتحسن. سيقوم بإزالة اللوزتين واللحميتين، وهما مثل الحراس الصغار الذين يشبهون الوسائد الصغيرة في الخلف من أنفك وحلقك. إنهم يساعدون جسمك في محاربة الجراثيم. في بعض الأحيان تصبح كبيرة جدًا أو تصاب بالعدوى، ما يجعل الصعوبة في التنفس والنوم والبلع. إزالتهما ستساعدك على الشعور بتحسن. لن تشعر بأي شيء لأنك ستغفو بعمق، وسنكون هنا معك قبل أن تنام وعندما تستيقظ للتأكد من أنك مرتاح».

لا داعي للتفاصيل الجراحية، وركز على الجوانب الايجابية والمطمئنة مثل التحسن في الصحة بعد الجراحة وأنهم بأيد أمينة.

◄ رعاية ما بعد الجراحة وتخفيف الألم:

بعد الجراحة، من الممكن أن يعاني طفلك من ألم حاد في الحلق خلال الأيام القليلة الأولى، الذي يمكن أن يستمر حتى أسبوعين وسيقوم الطبيب بوصف مسكنات الألم عن طريق الفم أو التحاميل. من المهم جدًا ضمان تناول كميات كافية من السوائل لمنع الجفاف، الذي قد يزيد من الألم والنزيف. يوصي الدكتور عبدالله بتناول المشروبات بدرجة حرارة الغرفة أو الباردة والأطعمة الناعمة ذات القيمة الغذائية العالية، مثل العصائر المثلجة، كبديل صحي للآيس كريم. على المرء تجنب الأطعمة المقرمشة أو الحادة أو أي شيء يتطلب الكثير من المضغ. تُجرى متابعة مع الطبيب بعد أسبوعين من الجراحة، وخلالها يتم اتخاذ قرار بشأن عودة الطفل إلى المدرسة استنادًا إلى تقدم الشفاء.

◄ الختام

تجلب عمليات إزالة اللوزتين واللحميتين إضافةً مهمة لرعاية الأطفال. يجب الاستعداد بشكل جيد قبل الجراحة، وبعدها يحتاج الطفل إلى الرعاية المناسبة لتخفيف الألم وضمان شفاء سريع. يعتبر الدكتور عبدالله هذه العمليات آمنة وفعالة، مشددًا على أن قرار الجراحة يعتمد على توجيهات الفريق الطبي وتقييمه لحالة الطفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى