اخبار الأردن

الغزيون يلتمسون بقايا الحياة في رفح

أيا ربي إن البرد أصبح قارسا وأنت بحالي يا إلهي أعلم، فإن كنت يوما في جهنم مدخلي ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم، هكذا ينطق لسان حال أطفال غزة مستحضرا أبيات الأصمعي هذه، لتشذ أصالة المفردات في وصف حال الغزيين نازحين ومهجرين.

أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو من أمامكم؛ فبالنسبة لعشرات آلاف النازحين هنا، لا تعدو الحياة في رفح ومناطق النزوح؛ كونها نصف موت في محاولة البقاء.



في كثير من الأحيان قد لا تحتاج للاستماع لتفاصيل نشرات الأخبار، هي الأنباء ذاتها، عليك فقط أن تبدل أسماء المدن والمستشفيات. 

مخطط الاحتلال بالتهجير ماض بلا هواده، عشرات الآلاف نزحوا داخل القطاع للمرة الثالثة أو الرابعة في أقل من شهرين، لتوجعهم الذاكرة عندما نزح أجدادهم إلى هذه البقعة الأكثف من حيث عدد السكان على وجه البسيطة.  

السيناريوهات القاتمة تتسارع، إذ لا يستبعد محللون أن يطلب الاحتلال من النازحين الخروج من رفح إلى المنطقة “ج” في سيناء المصرية، فيما يتناسل سيناريو آخر بحصر الناس في مناطق ضيقة على الشريط الساحلي.

في الضفة لا يبدو الأمر مختلفا، فمستوطنو الضفة الغربية هجّروا ما يقرب 1000 فلسطيني منذ بدء معركة الطوفان. 

السيناريو الأخطر، يتمثل بالهجرة الطوعية وكأن مسلسل النكبة الأولى يعيد نفسه؛ في ظاهرها هجرة طوعية لكن جوهرها وظروفها هجرة قسرية، فسرعان ما نمت دعوات إسرائيلية للمجتمع الدولي تنادي بفكرة إعادة التوطين الطوعي خارج القطاع.

إذن تأكيد المؤكد بالتحذير من خطر التهجير لم يعد مجديا، فالمطلوب كسر معادلة إسرائيل والولايات المتحدة، بدءاً بوقف الحرب، وليس انتهاء بتدفّق المساعدات لبعث الأمل بما تبقى من الحياة، فالحرب اليوم “حرب وجود لا حدود”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى