اخبار الإمارات

لماذا تقرأ كتاباً رديئاً؟

ت + ت الحجم الطبيعي

ما هي الكتابة الجميلة؟ متى تقرأ وتقول لنفسك يا له من كتاب بديع، استمتعت بقراءته دون أن يتسرب إلى نفسي أدنى إحساس بالملل أو الندم على الوقت الذي أمضيته في القراءة؟ بالنسبة لي كقارئ أتحسس طريقي بحذر في غابة الإصدارات الكثيرة من الكتب في جميع حقول الثقافة والمعرفة، فإنني برغم خبرتي التي أعتبرها جيدة في اختيار الكتب إلا أنني ما زلت أقع في كتب مملة أندم على المال الذي دفعته لقاء الحصول عليها!

سأقول بضعة أمور أجدها ضرورية بالنسبة لي على الأقل في موضوع اقتناء وقراءة الكتب:

أولها أننا في العالم العربي نصدر كمية هائلة من الكتب سنوياً، وهذا يتناقض مع تلك الإحصاءات المضللة التي وصفتنا بأننا أقل أمم الأرض قراءة وكتابة وطباعة ونشراً، الحق أن هذا اتهام باطل وظلم متقصد، كشف عن مدى تهافته. أما ثانياً، فإن هذا النشر كمي وليس نوعياً، وانتقائي تجاري وليس منهجياً ولا مبنياً على دراسات موضوعية للسوق أو للجمهور، لذلك فأغلبية دور النشر تتبارى على نشر الروايات وليس أي شيء آخر طمعاً في الجوائز المخصصة للرواية!

ثالثاً، فإن الكثير مما ينشر كان بحاجة لأن يراجع ويصحح ويقرأ مرتين قبل أن يأخذ حظه في دورة النشر والترويج والتوزيع، فربما لو فعلت دور النشر ذلك لأسهمت فعلاً في تطوير وتقوية مستوى الكتاب العربي، ومستوى الكتاب الواعدين، لكن الحقيقة أن سيطرة المفهوم التجاري تسهم في رداءة المنتج، وتكون النتيجة أن نصف ما نشتريه يكون غير صالح للقراءة.

أما رابعاً، فيتعلق بعملية ترويج الكتاب، ففي عالمنا العربي يقوم الجميع بذلك، فالعملية بسيطة صورة غلاف وفنجان قهوة وعدد من كلمات التفخيم (رواية عظيمة/ آسرة/ لن تتركها حتى تنهيها..) فيقع القارئ في فخها للأسف ثم يتضح له أن عليه أن يتخلص منها بعد الصفحة العاشرة!

لست من أنصار نظرية «أكمل الكتاب مهما كان مستواه رديئاً»، فهذا أشبه بالعقاب لا بالقراءة، وأن شعور القارئ بالملل والرداءة يستدعي البحث عن كتاب بديل لا الاستمرار مع كتاب سيئ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى